رئيس التحرير
عصام كامل

منافسة حامية بين ميليشيات إيران وتركيا على الآثار السورية

نهب الآثار السورية
نهب الآثار السورية

لم يعد تهريب الآثار في سوريا حكرًا على الميليشيات الموالية لتركيا شمال البلاد، بعد أن أضحت الأخيرة أكبر سوق للتجارة بها، بل دخلت الميليشيات الإيرانية على الخط أيضًا.

وعمدت تلك العناصر الموالية لإيران والمنتشرة في محافظة دير الزور، شرق سوريا، إلى نهب وسرقة الكثير من المواقع الأثرية في المنطقة التي تمتاز بطابع آرامي وروماني وإسلامي، بهدف كسب الأموال، وذلك وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عمرها آلاف السنين

وكشف أن أبرز المواقع التي تعرضت للنهب هي "تل المرابيط"، الواقع في بقرص القديمة، حيث قامت فيها تجمعات سكانية قبل تشكل الإمبراطوريات الكبرى في العالم ومعها أيضًا "تلة العشارة" التي تعود إلى العصر البابلي الأول، وآثار الصالحية في البوكمال وتل قلعة الرحبة قرب الميادين، وتعود إلى العصر البابلي الأول وكذلك السوق المقبي في مدينة دير الزور، بالإضافة إلى مواقع أخرى كثيرة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

تركيا السوق الأكبر

أتت هذه التطورات بعد سنوات من نهب تركي لللآثار أيضا، حيث تحولت الأراضي التركية سوقًا كبيرة لتهريب وبيع الآثار السورية بعد اندلاع الحرب وسرقة المئات من المواقع الأثرية من قبل فصائل موالية لأنقرة، إلى جانب التنقيب الكبير الذي يجري على قدم وساق في عدد من المناطق التي تسيطر عليها تلك المجموعات.

التنقيب عن الآثار

وفي أبريل من العام الماضي، بدأ مسلحون من فصيل السلطان سليمان شاه (العمشات) بتنفيذ عمليات حفر بهدف التنقيب عن الآثار في تل "أرندة الأثري" الواقع في ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين الغربي، وفق المرصد.

كما تعرض التل بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثًا عن الآثار من قبل عناصر فصيل السلطان سليمان شاه الموالي لتركيا، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.

وفي أكتوبر من عام 2020، نشر المرصد مقطع فيديو يظهر مجموعة من عناصر الفصائل الموالية لتركيا وهي تبحث عن آثار في معالم أثرية بريف تل أبيض شمال الرقة.

وكانت حكومة النظام السوري وجهت اتهامات عدة لأنقرة بتهريب الآثار السورية ونقلها إلى الأراضي التركية. وطالبت "المديرية العامة للآثار والمتاحف" في دمشق، المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بالتراث بـ"وضع حد" لما وصفته بـ"العدوان التركي الجائر على المواقع الأثرية بالشمال"، مؤكدة أن "عشرات آلاف التحف الأثرية تم تهريبها من سوريا إلى تركيا وتم بيعها هناك".

الجريدة الرسمية