التفسير العلمي لتكرار الزلازل في الآونة الأخيرة
استيقظ المصريون، فجر الثلاثاء، على هزة أرضية، نتجت عن زلزال بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر ضرب منطقة شرقي البحر المتوسط، على بعد 415 كم من دمياط على الساحل الشمالي لمصر.
وشهدت مناطق مختلفة في مصر هزات أرضية كثيرة في الآونة الأخيرة وكان يشعر بها المواطنون، فما سبب تكرار تلك الزلازل في الآونة الأخيرة ؟!
الأبحاث العلمية القديمة للزلازل
هناك العديد من الأبحاث التي قامت حول آلية حدوث الزلازل، وقد كان من بين هذه الأبحاث ما حاول القيام به الاغريقيين في تفسير أن هذه الزلازل تنتج عن غضب الآلة عليهم، وبعد ذلك حاولت الحضارة الأوروبية تفسير حدوث الزلازل، وظنوا أن السبب في حدوث الزلازل هو قتل آلة الجمال والضوء من قبل آلة الشر، فعوقب بوضع ثعبان فوق رأسه، وكلما اهتز الثعبان كلما حدثت الزلازل.
الأبحاث العلمية الحديثة للزلازل
بعد أعوام طويلة من هذه الأبحاث، قامت العديد من الدراسات حول آلية حدوث الزلازل، تلك التي تمكنت من إثبات أنها ليست إلا ظاهرة جيولوجية بحتة، وليس لها علاقة بالآلهة مطلقا، فكل ما في الأمر يتمثل في بعض الحركات التي تحدث في القشرة الأرضية، تلك التي ينتج عنها حدوث الزلازل والبراكين على حد سواء.
طبيعة الزلازل
لكل زلزال مركز داخلي تبعث منه الهزات الضعيفة والعنيفة كموجات تتناقص شدتها بالبعد عنه، وقد يكون الاهتزاز ضعيفًا فتشعر به آلة رصد الزلازل فقط، وقد يكون الاهتزاز شديدًا فتهتز الأرض بشدة في جهات تبعد عشرات أو مئات الكيلومترات، وقد ثبت أن هزة بطول خمسة أو ستة ملليمترات تحدث أضرارًا كثيرة كهدم المباني وقتل الأنفس.
تفسير تكرار الزلازل
وأوضح خبير الهندسة الزلزالية، الدكتور المهندس أحمد عبود أن تكرار هذه الهزات بهذا التواتر يؤشر إلى أحد ثلاثة احتمالات، أولها، أن تكون هزات عادية روتينية تحدث بشكل متكرر؛ والثاني أن تكون تفريغ سلس للطاقة الكامنة في جوف الأرض، وفي هذه الحالة يقي النشاط الزلزالي المنطقة من زلزال كبير، عن طريق تفريغ الطاقة على شكل هزات بسيطة؛ والثالث أن تكون مقدمة لزلزال كبير مدمر غالبا ما يحدث في المناطق ذات النشاط الزلزالي الحاد كاليابان مثلا.
المعهد القومي للبحوث الفلكية
وأجاب جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، على الأسئلة المتداولة حول أسباب تكرار الهزات الأرضية في مصر خلال الفترة الأخيرة، بأنه أمر طبيعي، مشيرا إلى أن محطات الشبكة القومية لرصد الزلزال والتابعة للمعهد تطورت بشكل كبير وهو ما يمكنها من رصد الزلازل بشكل مستمر وبدقة على مدار الساعة.
وأضاف «القاضي» في تصريحات له أن تكرار الهزات الأرضية في مصر خلال الفترة الأخيرة لا يوجد له مبرر، مؤكدًا أن حرص المعهد على إصدار بيانات بصفة مستمرة عن الزلازل ساعد على تنبيه الناس لمتابعة الزلازل على النقيض في الأعوام السابقة.
ونفى الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، دخول مصر في حزام الزلازل بسبب الهزات الأرضية التي شهدتها عدة مناطق حول العالم خلال العام وشعور المصريين بها قائلًا: مصر لم تدخل حزام الزلازل ومستبعد تمامًا دخولها فيه في الأجلين القريب والبعيد، مطالبا المواطنين بضرورة إتباع جميع الإجراءات اللازمة عند حدوث الزلازل والتي تتمثل في الهدوء وعدم الهلع.