العراق يخطط لاستكشاف النفط في مياه الخليج
قال وزير النفط العراقي رئيس شركة النفط الوطنية إحسان عبد الجبار، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تخطط مع شركة سينوك الصينية، لاستكشاف النفط الخام في الرقع البحرية في مياه الخليج جنوب العراق.
وشدد الوزير عبد الجبار في ورشة عمل لدراسة خطط تطوير الرقع البحرية التي نظمتها شركة الاستكشافات النفطية بالتعاون مع شركة سينوك الصينية على"العمل وفق الدراسة المقدمة وتحديد نقاط أعمال الاستكشاف في الجزء البحري للرقعة الذي تقوم به شركة سينوك الصينية، بالإضافة إلى الإسراع في أعمال المسوحات الزلزالية للجزء البري الذي تقوم به شركة الاستكشافات النفطية العراقية".
تطوير رقعة مياه الخليج
وقال أسامة رؤوف، معاون المدير العام لشركة الاستكشافات النفطية العراقية، إن الورشة عقدت لمناقشة دراسة شركة سينوك لتطوير رقعة في مياه الخليج البحرية بناء على اتفاق دراسة مشتركة وقع في مطلع 2019، وتأخر تنفيذ الاتفاق بسبب الأوضاع الصحية في العالم وتفشي جائحة كورونا، مشيرًا إلى عقد لقاءات مثمرة مع الشركة الصينية في العام الماضي لاستئناف العمل بالدراسة
ويعتزم العراق رفع معدلات الاحتياطي المعلن من النفط الخام الذي يتجاوز حاليًا 150 مليار برميل.
ودمرت سنوات من الحرب والعنف وعدم الاستقرار البنية التحتية للعراق، مع ذلك، عاد النشاط لصناعة النفط في السنوات الأخيرة، واستثمرت الشركات الغربية الكبرى مثل "إكسون" و"بي بي" و"إيني" في تطوير حقول النفط.
إمدادات النفط العالمية
وخلال العقد الماضي، استحوذ العراق على 20% من النمو في إمدادات النفط العالمية، لينتعش الإنتاج من 2.3 مليون برميل يوميًا في عام 2009 إلى حوالي 4.7 مليون برميل حاليًا، وقد يرتفع هذا الرقم إلى 6 ملايين برميل بحلول عام 2030 إذا تمكن العراق من حل أزمة المياه.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها: "للوصول إلى مستويات الإنتاج المتوقعة، سيحتاج العراق إلى 3 ملايين برميل إضافية من المياه يوميًا لضخها في آبار النفط".
وتستهلك الصناعة بالفعل 5 ملايين برميل من المياه يوميًا لضمان وجود ما يكفي من الضغط في الآبار لاستخراج النفط، ويحتاج كل برميل من النفط إلى نحو 1.5 برميل من المياه.
انخفاض مستويات الأنهار
ويعتمد العراق على الواردات من الدول المجاورة بنسبة 70٪ من المياه التي يستهلكها، بعدما انخفضت مستويات الأنهار بنسبة تصل إلى 40% في الـ20 سنة الماضية.
وأضاف تقرير وكالة الطاقة الدولية: "المياه المتاحة آخذة في التراجع، ما يمثل عائق لإمدادات المياه السطحية والجوفية، كما أن تدفقات الأنهار المنخفضة سمحت لمياه البحر بالتوغل ما زاد من ملوحة المياه العذبة".
مستويات الملح في الماء
ولفت التقرير، إلى أن بعض العمليات في محطات الطاقة وأكبر مصفاة للنفط في البلاد قد تم تقليصها في عام 2018 لأن مستويات الملح في الماء كانت أعلى بأربعة أضعاف من المسموح به.
ولدى العراق خطة لمعالجة مياه البحر من الخليج ونقلها إلى أكبر حقول النفط في جنوب البلاد، لكن المشروع واجه تأخيرات.
ومن المتوقع توقيع عقده خلال العام الجاري، ويمكن الانتهاء من المرحلة الأولى خلال 3 سنوات ونقل 5 ملايين برميل من المياه يوميًا.
كفاءة إدارة المياه
وقالت وكالة الطاقة الدولية: "من الهام لصناعة النفط أن تضمن فاعلية وكفاءة إدارة المياه، بما في ذلك الاستفادة منها بشكل أفضل وإعادة تدويرها".
ولا يعتبر نقص المياه هو التحدي الوحيد الذي يجب على العراق التغلب عليه، لكن نمو النفط في المستقبل سيعتمد على أيضا على قدرته على جذب الاستثمار والحفاظ على الاستقرار السياسي بالإضافة لأوضاع الطلب العالمي.