أمين الفتوى بدار الإفتاء: المفهوم الحقيقي للفرقة الناجية هي أمة الإجابة والتصديق
قال الدكتور مصطفى عبد الكريم، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية: إن مفهوم الفرقة الناجية تسلسل عند التيارات المتطرفة بدءا من الحكم على المجتمع بالجاهلية، ثم التكفير، ثم إدعاء النجاة لفرقة بعينها، مدعين أن العالم الآن يعيش في الجاهلية وأنهم هم الفرقة الناجية.
منظمة خريجي الأزهر
جاء ذلك خلال محاضرة (مفهوم الفرقة الناجية)، ضمن فعاليات سلسلة المحاضرات التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر لعدد من الطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات، بمقرها الرئيس بالقاهرة.
وأكد أن الأثر الوارد في مفهوم الفرقة الناجية، يحتاج إلى فهم من علماء متخصصين، وليس من هؤلاء الهواة المتطرفين، كما نص على ذلك العلماء العدول قديما وحديثا.
مفهوم الفرقة الناجية
وأوضح عبد الكريم أن المفهوم الحقيقي للفرقة الناجية هي أمة الإجابة والتصديق، فكلها من أهل النجاة؛ لأن دين الإسلام هو دين الرحمة والهداية للخلق أجمعين، ولم يكن أبدا في عصر النبوة ما يعرف بالانشقاق على أساس العقيدة والفكر، لقوله تعالى: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، مشيرا إلى أن قيام جماعات التطرف بالترويج لهذا المفهوم للفرقة الناجية إنما يقصد به الدعاية الموجهة لاستقطاب الشباب لهذا الفكر المضلل.
وفي سياق متصل قالت الدكتورة إلهام شاهين - مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات: إنّ التنظيمات الإرهابية تضع مخططا سيكولوجيا واجتماعيا لفنِّ التعامل مع ضحاياه، للزج بهم في براثن التطرف، مستغلين تنوّع واختلاف أنماط الشخصيّة النسائيّة، وتنوع الاهتمامات المختلفة لكل امرأةٍ على حِده، لتجنيدها سواء عقليًا بإقناعها بأفكارهم السوداء، أو فعليّا بانضمامها إلى صفوفهم.
جاء ذلك خلال محاضرتها عن "المرأة في فكر الجماعات المتطرفة"، خلال الدورة التدريبية المنعقدة بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة، في إطار ما تقوم به المنظمة من تصحيح للأفكار المتطرفة وبيان صحيح الدين ونشر المنهج الأزهري الوسطي.
وأوضحت أن التنظيمات الإرهابية كي تحقق مآربها من السيطرة على العقول وبث سمومها تستغل في هذا الشأن أنماط الشخصية المختلفة للمرأة لإعادة هيكلة عقول هؤلاء النساء للزج بهم في عملياتهم الإرهابية.
وأشارت الدكتورة إلهام شاهين، إلى قدرة الجماعات على التعرف على شخصية الضحية، لافتة إلى كيفية استغلال تلك الجماعات الصعوبات الحياتية التي تواجهها نوع من النساء كصاحبة الشخصية المحفزة، فيبدأ التنظيم معها خلال إصداراته المتطرّفة التي تأخذ طابعا توجيهيّا حتى تصل لمراحل الإقناع التدريجي بأفكار المهتمين بشأنها.