بعد انهيار أبراج نقل الكهرباء.. كينيا تعيش في ظلام كامل
انقطع التيار الكهربائي في كافة أنحاء كينيا، اليوم (الثلاثاء)، بعد انهيار أبراج على خط الجهد العالي الذي ينقل الكهرباء إلى العاصمة، بحسب شركة كهرباء كينيا.
إمدادات الكهرباء
وقالت الشركة: «فقدنا إمدادات الكهرباء بسبب انهيار أبراج على خط نقل كهرباء الجهد العالي كيامبري-إمباكاسي الساعة 1045 صباح الثلاثاء (0745 بتوقيت جرينتش)»، وفقا لـ«الشرق» السعودية.
وأكد متحدث باسم الشركة أن الكهرباء انقطعت عن البلاد كلها. وأضاف: «يعمل مهندسونا على استعادة التيار الكهربائي أثناء إجراء الإصلاحات»، لافتًا إلى أن تحديثًا بشأن التقدم المحرز لاستعادة الكهرباء بالبلاد سيصدر في الوقت المناسب.
يشار إلى أن كينيا صُنّفَت كأفضل دولة في العالم في تقليص الفئة السكانية المحرومة من الكهرباء، ما يعدّ مؤشرًا على تركيز جهود الدولة على كهربة المناطق الريفية خلال عقد من الزمان.
وأوضح تقرير "تقدّم الطاقة لعام 2021" -نتاج عمل مشترك بين البنك الدولي وهيئات مثل وكالة الطاقة الدولية- أن وتيرة كهربة كينيا تتقدم بقوة لمجاراة النمو السكاني، حسبما نشره موقع ذا أفريكان إيست.
وتيرة النمو الكهربائي
بلغت الزيادة السنوية في الوصول إلى الكهرباء في كينيا بين عامي 2010 و2019 نحو 5.6%، وهي الأكبر بين أكبر 20 دولة في العالم، بالرغم من احتوائها على أكبر فجوة عالمية في معدل وصول إلى الكهرباء.
وتشير وتيرة الكهربة المتزايدة، المدعومة -أيضًا- بإمدادات خارج الشبكة مثل "الطاقة الشمسية"، إلى ثمار برنامج توصيل الميل الأخير للولاية، والذي أُطلَق في عام 2014 مستهدفًا كهربة المناطق الريفية أساسًا.
وأشار التقرير إلى أن من بين البلدان الـ20 التي تعاني من أكبر عجز، حققت بنغلاديش وكينيا وأوغندا أكبر تقدّم في مجال الكهربة، حيث حققت نموًا سنويًا لإمدادات الكهرباء بلغ أكثر من 3 نقاط مئوية بين عامي 2010 و2019.
الاستفادة القصوى
قال التقرير: إن كينيا لم تنجح حتى الآن في جني أقصى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية من زيادة إمدادات الكهرباء، إذ إن تحسين الوصول إلى الكهرباء يجب أن يُستكمل من خلال تعزيز الاستخدامات الإنتاجية للكهرباء.
وأضاف التقرير: "جهود كينيا الأخيرة في كهربة الميل الأخير لم تسفر عن أيّ زيادة حقيقية في استهلاك الكهرباء، بخلاف الخدمات الأساسية؛ ما يثير التساؤل حول جدوى توصيلات الشبكة المكلفة".
حتى الآن، شجعت برامج الكهربة في كينيا العرض فقط، بينما تتجاهل الحاجة إلى تحفيز الطلب، لا سيما الطلب على الاستخدامات الإنتاجية للكهرباء.
واعترفت شركة كينيا باور -مؤخرًا- بهذه المشكلة، موضحةً أن معظم عملائها الريفيين يستهلكون نحو 6 وحدات شهريًا (الوحدة تساوي كيلوواط/ساعة)، بتكلفة 100.45 شلن كيني (0.93 دولار أمريكي)؛ ما يجعلها دون كهرباء كافية.
كما يشير التقرير إلى أن الانقطاعات المفاجئة للتيار الكهربائي أحد التحديات الرئيسة التي تواجه الشركات المتصلة بالشبكة.
جهود تطوير الطاقة الشمسية
أعلنت شركتا سوشيال أنفستمنت مانجرز آند أدفايزرز (سيما)، ورينويفيا إنرجي لتطوير للطاقة الشمسية، الشهر الماضي، عن اتفاقية تعاون لكهربة المزيد من المجتمعات الريفية في كينيا.
ومن المقرر أن تُسهم هذه الاتفاقية بتطوير شبكات صغيرة للطاقة الشمسية، في مقاطعة توركانا.
تجدر الإشارة إلى أن أصحاب مزارع الزهور في مدينة نيفاشا في كينيا قرروا في مارس الماضي، التحوّل إلى الطاقة الشمسية؛ لخفض تكلفة الإنتاج في مواجهة ارتفاع تكاليف الكهرباء.
جاء ذلك إثر معاناة المزارعين من ارتفاع تكلفة الكهرباء وانقطاع التيار المتكرر.