بالرغم من الهجوم والجدل.. فيلم «أنا حرة» انتصر لأفكار إحسان عبدالقدوس
تعرضت رواية "أنا حرة " للكاتب إحسان عبد القدوس عند نشرها مُسلسلة في مجلة روز اليوسف عام 1954 للهجوم والجدل، واعتبرها النقاد والصحفيون رغم إعجابهم بها أنها تدعو إلى التمرد على العادات والتقاليد في المجتمع، ووقع هجوم كبير على مؤلفها باتهامه بالعبث والانحلال حتى طالب البعض بمحاكمته.
وبعد هذا الهجوم اضطر مؤلف قصة “ أنا حرة ” الكاتب إحسان عبد القدوس إلى إضافة فقرة في مقدمة الرواية يقول فيها: إني لا استطيع تغيير أي شيء في تسلسل الرواية لأني لا أريد أن أشوه الحقيقة وهذه النوعية من القصص تصور حقيقة الإنسان، وأرجو من القارئ ألا يحكم على العمل قبل أن يفهمه، لأني أريد أن يصل القارئ معي إلى الفكرة وإلى الحقيقة التي يرسمها أبطال الرواية، وبعد ذلك اقتنعوا أو لا تقتنعوا.
وأكد أنه لم يكتب الرواية كأديب لكنه كتبها كصحفي وهي قصة منتزعة من حياته من حي العباسية ومن شخصيات عرفها ومن آراء كان يؤمن بها ومازال يؤمن بها، وأنه كان يمكنه أن يتجنب كل هذه المتاعب وهذا الهجوم لو أنه رفع عدة سطور مع تغيير سطور النهاية، لكنه رفض لتبقى البطلة حرة في اختيار نهايتها ولرغبته في عدم تشويه الحقيقة التي تصور الإنسان، وأنه كلما ارتقى الإنسان كلما استطاع أن يواجه حقيقة نفسه، وكلما ظل الإنسان متأخرا ظل يهرب من الحقيقة إلا أن الحقيقة تظل تلاحقه إلى ان تنتصر عليه.
اعتراض روزا اليوسف
والغريب ان السيدة روز اليوسف والدة المؤلف لم تعترض على أي من قصص ابنها إحسان عبد القدوس سوى على نهاية رواية "أنا حرة "واعتبرتها غير منطقية فكيف تعيش هذه الفتاة الطموحة المتمردة الباحثة عن شخصيتها ثماني سنوات مع رجل بدون زواج وحصرت نفسها في هذه العلاقة فقط.
فيلم انا حرة
وفى مثل هذا اليوم 11 يناير 1959 قدم مخرج الواقعية صلاح أبو سيف رواية “أنا حرة” في فيلم سينمائي كتب له السيناريو الأديب نجيب محفوظ وكتب الحوار السيد بدير، وقام ببطولته لبنى عبد العزيز وشكري سرحان وحسين رياض وجمالات زايد وزوزو نبيل، والوجه الجديد حسن يوسف لأول مرة.
لبنى عبد العزيز
قصة الفيلم تدور حول "أمينة زايد " الفتاة المتمردة التي أدت دورها لبنى عبد العزيز التي تتمرد على نظرة المجتمع للمرأة وتكافح من أجل الحصول على حريتها المسلوبة بالتعليم والعمل، لكنها حين تصل إلى ما تريد تكتشف أن هناك معنى أعمق للحرية عما كانت تعتقد، بعد أن أحبت "عباس" الصحفي المناضل الثوري.
أما لبنى عبد العزيز فقالت في مجلة الإذاعة ردا على الزوبعة التي أثيرت حول الفيلم: الفيلم غير من وجه المرأة المصرية على الشاشة، وفي نفس الوقت حافظ على تقاليدنا الشرقية، وكان كل مافعلته أمينة بتشجيع واقتناع من والدها، وبعد أن كانت المرأة تمشي وراء المجتمع، أصبح لها رأي ووجود، والفيلم عبر عن قطاع عريض من الفتيات حين غير المخرج من نهاية الفيلم.
اختيار إحسان
وأضافت لبنى: اختارني إحسان لتجسيد شخصية أمينة لقربها من شخصيتي، وقال لي محدش حيقدر يعمل أمينة زايد غيرك، عند عرض الفيلم اشترطت أن يتصدر اسمى الأفيش فى السينما، وكنت وقت التصوير متزوجة حديثا من منتج الفيلم رمسيس نجيب رغم معارضة شكري سرحان الذي كان نجما وانتصرت في النهاية”.
أثار الفيلم عند عرضه جدلا كبيرا مثلما أثارت روايته بين الجماهير والنقاد لاتهامه بالدعوة إلى الحرية الزائدة.