الشباب.. هدف رؤية مصر 2030
مع بدء أعمال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، حيث ستناقش قضايا ذات أولوية للدول الوطنية وللشباب وخاصة ما بعد كورونا وعلى رأسها موضوعات الأمن الغذائي، والبيئة وتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، التكنولوجيا، ريادة الأعمال، وتمكين المرأة، والفن والسينما، حيث يركز منتدى الشباب هذا العام على تبادل الشباب لأفكارهم ووجهات نظرهم فيما يتعلق بالسلام والأمن والابتكار.
الشباب أساس قوة الدولة ومعيار قدرتها المادية، الاقتصادية والعسكرية، وكذلك قوتها الناعمة، فالشباب هم أصحاب النصيب الأكبر من المستقبل ويسهمون بشكل حاسم في تشكيل حاضره من خلال رغبات الشباب وطموحاتهم وأحلامهم حول مستقبلهم ومستقبل دولهم. كما إن الشباب هم عوامل حاسمة للتغيير، حيث يقودون التطور في جميع أنحاء العالم، وكما أقر تقرير إستراتيجية الأمم المتحدة 2030 للشباب أننا لا نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون مشاركة فعالة من الشباب.
وفي هذا السياق، هناك دور قوي جدا للشباب فيما يتعلق بقضايا دولهم مثل القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة بين الجنسين، وللتصدي للنزاع المسلح والقضاء على الفساد والعنف، ومجابهة الكراهية ودعم حقوق الإنسان، ومواصلة تصدر الشباب لممارسة الضغط اللازم لمواجهة الحالة الطارئة للتغير المناخي، وهي مطالب طالبهم بها أمين عام الأمم المتحدة في كلمته التي وجهها لشباب العالم في منتدى شرم الشيخ، كما دعا لحوار عالمي بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بعيدها الخامس والسبعين، على اعتبار حاجة الأمم المتحدة لأفكار الشباب لبناء عالم أفضل للجميع.
دور الشباب
وفي عالم اليوم الشباب أصبح فاعل دولي هام يؤثر ويتأثر، ولديه من المقومات التي تبني أو تهدم دول وتؤثر على السلام والاستقرار بها، لا سيما عند استخدام الشباب كأدوات لهدم دولهم خاصة في الدول النامية، والدول العربية التي مرت بثورات تم فيها حشد الشباب واستخدامهم، خصوصا مع كون الشباب يشكلون أكثر من 32% من تعداد السكان في الدول العربية، مما يستوجب إشراك الشباب في عملية التنمية، من أجل تجفيف منابع الإرهاب ومنع استقطاب الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية، التي تعتمد علي الظروف القاسية وعدم توفر فرص عمل، كأحد أهم أركان تشكيل عقيدة الفكر الإرهابى، لاستقطاب الشباب، وهو ما تسعى مصر جاهدة لمواجهته والعمل على القضاء عليه بكل الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والفكرية.
تقوم مصر بتنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي واجتماعي، يتحمله المواطن والدولة بما فرضه من أعباء، استوجبت تبني مصر بالتوازى برنامج آخر للحماية الاجتماعية، مما قلل من تداعيات البرنامج الاقتصادى على المواطن، مثل هيكلة الأجور وبرنامج تكافل وكرامة والإسكان الاجتماعى وإسكان الشباب، وحل مشكلة العشوائيات ودعم السلع والتأمين الصحى. وتنفيذ مشروعات كبرى ساعدت بشكل كبير فى خفض معدلات البطالة وتوفير فرص عمل، فضلا عن التوسع في سياسة القروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، الأمر الذي أدى الى تحقيق موازنة الدولة لأول مرة فى تاريخ مصر فائضا أوليا.
إضافة إلى الجانب الثقافي والفكري من أجل توعية الشباب والتواصل معهم من خلال الحوار المفتوح حتى لا يتأثر تفكير الشباب بالفكر الإرهابي، حيث يعمل الفكر الأيديولوجي للجماعات الإرهابية على استغلال الدين والعقيدة، فضلا عن استغلال التكنولوجيا في جذب الشباب وتجنيدهم عير تزويدهم بالأفكار المتطرفة.
رؤية مصر 2030
ولذلك تحرص الدولة المصرية على الحوار مع الشباب وإعطائهم الفرصة لطرح وجهات نظرهم وآرائهم، إدراكا منها لأهمية الحوار الذي يولد فهمًا مشتركًا، وأهمية عمل دراسات مختلفة للحوار مع الشباب وكافة فئات المجتمع وتحقيق التنمية الإنسانية والاقتصادية. ويعد منتدى الشباب في شرم الشيخ منصة للحوار وتبادل الآراء والخبرات والتقارب مع صناع القرار في مصر والعالم خاصة مع الاعتراف الدولي به من قبل الأمم المتحدة واعتماد مساهماته كمنصة دولية لقضايا الشباب هو تأكيد على نجاح هذه التجربة كآلية حوار تجمع شباب العالم.
وهو ما ظهر في رؤية مصر 2030 التي تم وضعها بشكل تشاركي لجميع فئات المجتمع مع الحرص على المشاركة الشبابية، لتشكيل الإطار العام المنظم لبرامج العمل وخطط التنمية المرحلية خلال السنوات المقبلة علي أساس أن أي تهاون في الاهتمام بالشباب من شأنه إحداث أثرًا سلبيًا ليس فقط على تحقيق أهداف رؤية 2030 بل من شأنه التأثير أيضًا على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، كما أن الاستثمار في رأس المال البشري يعد ركنا أصيلا في رؤية مصر 2030 حيث يقع تمكين الشباب في صدارة أولويات الحكومة، وذلك في إطار اهتمام القيادة السياسية بالشباب لضمان مشاركتهم في صنع السياسات منذ وقت مبكر. ودور الشباب الهام والحيوي في التحديث والترويج لهذه الاستراتيجية، وذلك لما لهم من أفكار بناءة تساعد الدولة في تنفيذ هذه الرؤية علي كافة المستويات.
كذلك يبرز دور المبادرات الشبابية من خلال المجتمع المدني والمراكز البحثية في مجالات التنمية المستدامة واستشراف المستقبل التي تهدف الى ربط الجهود الذاتية بمؤسسات الدولة، والتدريب ونشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة، وسرعة الانتشار وتوعية كل الفئات برؤية مصر 2030 من أجل الالتفاف حول هذه الرؤية كهدف قومي، خاصة وأن أحد أهداف الاستراتيجية فتح أبوابها للشباب كبداية حقيقية للمشاركة وتبادل الأفكار. من أجل حياة بلا إرهاب.