لبنان بلا حل.. عودة التحركات الشعبية وتعقد الموقف بين الأحزاب والتيارات السياسية
تعود التحركات اللبنانية إلى الشارع بعناوينَ مختلفة، بينما يعاني المشهد البناني من تعقد الموقف السياسي بين أمواج التيارات السياسية والأحزاب المتصارعة.
تظاهرات أمام المصرف المركزي ببيروت
وفي تصعيد للأحداث قد دشن أمس مجموعة من النساء المتشحات بالسواد وقفة احتجاجية أمام مبنى المصرف المركزي ببيروت لكبح انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في حالة التضخم في البلاد، مطالبات الحكومة بإيجاد حل عاجل لتدهور الأحوال المعيشية.
وتزامنًا مع عودة التحركات الشعبية إلى الشارع أعلن الاتحاد العمالي العام ونقابات قطاع النقل اللبنانية يوم الخميس المقبل يوم غضب في كامل لبنان ليتعقد الموقف أكثر وأكثر في بيروت والتي تشهد أزمات مستمرة.
وكان مئات اللبنانيين قد نظَّموا تظاهرة حاشدة في العاصمة بيروت احتجاجًا على الإجراءات المفروضة من قِبل الحكومة ضد غير المحصنين بلقاحات كورونا.
لقاحات كورونا
وطالب المتظاهرون بحرية قرار تلقي اللقاح من عدمه، مؤكدين أنه يجب أن يكون للأفراد الحق في اختيار تلقي اللقاح ضد الفيروس.
والتطعيم ضد كورونا في لبنان ليس إلزاميًّا، لكن في الأيام الأخيرة فرضت السلطات إجراءات صارمة على الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح أو الذين لم يقدموا اختبار "بي سي آر" سلبي النتيجة.
وجاء احتجاج السبت الذي شارك فيه قرابة 300 شخص وسط بيروت، بعد يوم من وصول العدد اليومي للإصابات بالفيروس إلى مستوى قياسي بلغ 7974 إصابة.
اختبار "بي سي آر"
كما يأتي الاحتجاج بعد أيام من فرض السلطات قيودًا جديدة، بما في ذلك شرط الحصول على شهادة التطعيم أو اختبار "بي سي آر" سلبي النتيجة للدخول إلى المطاعم والفنادق والأماكن المماثلة.
واعتبارًا من اليوم الإثنين، يجب على الموظفين الحكوميين تلقي اللقاح أو تقديم اختبارات "بي سي آر" سلبية النتيجة بشكل منتظم حتى يتمكنوا من الذهاب إلى العمل.
ولا يستطيع الكثير من موظفي الحكومة دفع تكاليف اختبارات "بي سي آر" المنتظمة نظرًا لانهيار العملة الوطنية بسبب الأزمة الاقتصادية الشديدة في لبنان.
وكُتب على إحدى اللافتات التي حملها المتظاهرون: "لا لدكتاتورية التطعيم".
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن رصد حالات مصابة بعدوى الفيروس الجديد فلورونا، مؤكدة أنه أمر متوقع وغير مقلق.
فيروس فلورونا
وأوضحت الوزارة، في بيان الخميس، أن لبنان رصد حالات مصابة بعدوى مزدوجة، من فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد "سارس كوف-2" (الذى يطلق عليه فلورونا).
وأشارت إلى أنه تم اتباع الإجراءات الروتينية؛ حيث يتم فحص عينات من الحالات المصابة في المركز الوطنى للإنفلونزا، كما ترسل وزارة الصحة العامة عينات من الحالات المصابة إلى مختبر مرجعي في المملكة المتحدة لفحصها.
وأشارت إلى أن كشف الحالات يتم وفقًا لبرنامج مراقبة الجودة وتبادل السلالات، المعمول به منذ العام 2015، موضحة أن الإصابات المزدوجة بالفيروسات التنفسية أمر طبيعى ويمكن حدوثه.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أكدت اكتشاف عدد من حالات فلورونا فى لبنان الذى أعلن تسجيل أعلى معدل للإصابة بفيروس "كورونا" بمتحوراته منذ شهر مايو الماضي؛ حيث بلغ عدد الإصابات 7247 حالة، فيما بلغ عدد حالات الوفاة 18 حالة.
وبين الحراك الشعبي وكارثة الجائحة يشهد الموقف اللبناني تعقدًا لا ينذر بحل قريب خاصة بعد أن تعالت صيحات العداء الطائفية في بيروت بقيادة حسن نصر الله.
حسن نصر الله
حيث حرق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ما تبقى من مشتركات بين السعودية ولبنان، بعد إطلاقه تصريحات مسيئة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وتحريض أنصاره ومريديه على تعليق لافتات تحمل إهانة بالغة فى حق الرياض التى تعد طوق نجاة لإنقاذ بلاده من الغرق فى الأزمات على مدار عقود، بهدف قطع شعرة معاوية بين الرياض وبيروت التى تبقت بعد أزمة جورج قرداحى.
وبين هذا وذاك يظل الوضع اللبناني يعاني التململ خاصة بعد توجه الشعب اللبناني إلى الشوارع من جديد، مطالبين الحكومة اللبنانية باتخاذ مواقفَ حاسمة؛ لرفع المعاناة عن كاهلة الذي أصبح مثقلًا بالديون.