ملابس ببلاش.. صاحب كشك سوشي يطلق مبادرة لكساء الفقراء | فيديو
رزقه من الله تعالى دعوة صادقة من يد محتاج تمتد إلى السماء قاصدة إياه بالاسم بعد أن جاءوا إليه ووجدوا ما يحتاجون فوق سيارته ملابس للمنزل أو ملابس للخروج فوق سيارة بيضاء واقفة خلف سنترال الدقي في الحي الذي يحمل الاسم ذاته، مكتوب عليها عبارة "أي قطعة مجانا والشكر لله"، وحولها قطع كثيرة من الملابس لكافة الفئات العمرية وكذلك للرجال والنساء، ضمن مبادرة الشاب المصري الشيف محمد حسين لمساعدة وتوفير كسوة الفقراء والمحتاجين.
لما الشتا دق البيبان
جاءت الفكرة لشيف الأكلات اليابانية من حوالي ثلاثة أشهر مع بدء موسم الأمطار التي ضربت العاصمة وضواحيها كان محمد يجلس في الكشك أو السيارة التي خصصها منذ سبع سنوات لبيع السوشي الياباني وبعض الأكلات اليابانية الأخرى والمشروبات الساخنة بعد أن ترك عمله في أحد المطاعم اليابانية لأسباب اقتصادية، وجد أحد المشردين يرتدي ملابس قديمة وخفيفة يشعر بالبرد الشديد، "أنا قلت إزاي أكون قاعد دفيان وغيري بردان لازم أساعده، جبت شوية ملابس فائضة عندي وحطيتها على عربيتي لقيت الناس جت وبدأت تحط الملابس وتتفاعل، مكنتش أعرف أنها هتتحول لمبادرة من الأساس".
هذا التصرف الفردي من محمد الشيف المصري صاحب النفس الياباني بامتياز لم يكن يعلم أنه سيتحول في أيام قليلة لعمل جماعي يقبل عليه كل من يستطيع من سكان حي الدقي مسقط رأس هذا الرجل الأربعيني، "كل يوم ألاقي ناس بتيجي وتحط لبس مش محتاجاه بدأت أفرزه والصالح للاستخدام أسيبه الناس جت وأخذت كل شخص محتاج كان بيأخذ اللي عايزه ويمشي".
محمد حسين صاحب كشك بيع السوشي في الدقي وصاحب مبادرة ملابس الفقراء في الوقت نفسه، استقى هذا السلوك من بعض سلوكيات اليابانيين الذين اختلط بهم في المطبخ الياباني الذي عمل به من عام ١٩٩٦ حتى حلول عام ٢٠١٢، انبهر بهذا الشعب وقوته وحبه لمساعدة الغير، "أنا كنت منبهرا بالشعب الياباني اللي قدر يقوم من كارثة زي حادث هيروشيما وناجازاكي، كمان شفتهم إزاي كل حد قادر يساعد غير القادر وقلت ليه مكونش زيهم وأتعلم منهم!".
ينتقل محمد بسيارته من مكان لآخر لا يقف هناك عند سنترال الدقي فحسب، ففي بعض أيام الجمع يذهب إلى العديد من المناطق الشعبية وسيارته البيضاء الصغيرة محملة بالملابس التي تبرع بها هو سكان منطقته وبعض المناطق المجاورة "رحت السيدة عائشة والسيدة نفيسة ووزعت الحمد لله ملابس"، يحلم حسين بأن تعمم تجربته ومبادرته تملأ كل حي وكل شارع فكل محتاج أو كل فقير يجد ما يريده من ملابس دون عناء البحث وبعيدا عن ويلات البرد القارص.