تعليمات بإطلاق النار.. القصة الكاملة لانفجار العنف في كازاخستان
تطورات مفاجئة تشهدها دولة كازاخستان التي تميزت باستقرار سياسي لمدة تزيد عن 3 عقود بعد احتجاجات عنيفة ضد الحكومة على ارتفاع أسعار الطاقة، وتصدت قوات الجيش للمتظاهرين في مدينة ألماتي، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى.
وأصبح الوضع الأمني في كازاخستان الغنية بالنفط والغاز الطبيعي متوترا بعد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بسبب أعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ الثاني من الشهر الجاري.
استعادة النظام الدستوري
ونقل مكتب رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف اليوم الجمعة عنه قوله في بيان إن البلاد استعادت النظام الدستوري في معظمه بعد الاضطرابات التي اجتاحتها.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان منفصل "تصفية" 26 "مجرمًا مسلحًا" واعتقال أكثر من 3 آلاف من هؤلاء المجرمين ومقتل 18 من أفراد الشرطة والحرس الوطني منذ بداية الاحتجاجات هذا الأسبوع.
وذكر التلفزيون الرسمي أن توكاييف سيوجه خطابًا إلى الأمة اليوم.
ويحتج المتظاهرون بحسب مراقبون على ارتفاع أسعار الغاز النفطي المسال الذي يستخدم على نطاق واسع لتزويد السيارات بالوقود، في موجة غضب عارمة تنصب بالأساس على الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 وما زال يحتفظ بنفوذ كبير، ويُنظر له على أنه راعي الرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف.
وأدت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان إلى شلل النقل الجوي، فيما أعلن الرئيس حالة الطوارئ على كامل الأراضي، قبل أن تستعيد البلاد "نظامها الدستوري في معظمه".
من ناحيته أمر رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الجمعة، الجيش بإطلاق النار على المسلحين دون سابق إنذار.
وقال توكاييف في خطاب نقلته قناة "خبر 24" التلفزيونية: "أعطيت الأمر لأجهزة إنفاذ القانون والجيش بفتح النار للقتل دون سابق إنذار".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات حفظ السلام الروسية بالتعاون مع قوات إنفاذ القانون الكازاخستانية تمكنت من السيطرة بشكل كامل على مطار ألما آتا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، في بيان: "حتى الآن، وبالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون في جمهورية كازاخستان، تم وضع مطار ألماتي تحت السيطرة الكاملة".
كما أضافت وزارة الدفاع أن مهام قوات حفظ السلام الروسية تضمن أمن القنصلية العامة لروسيا الاتحادية الموجودة في ألما آتا وغيرها من المرافق المهمة "يتم ضمان أمن القنصلية العامة لروسيا الاتحادية الموجودة في المدينة والمرافق المهمة الأخرى".
ومحاولة للسيطرة علي الاوضاع أعلنت الخارجية الألمانية أنها تتابع بقلق انفجار العنف في كازاخستان.
وقالت الخارجية الألمانية، إن "أعمال الشغب العنيفة ليست وسيلة مقبولة للسجالات السياسية"، وأضافت أن استخدام العنف القاتل بحق مدنيين، "ولاسيما عند تدخل القوات العسكرية" يجب أن يكون الوسيلة الأخيرة تمامًا.
وذكرت الوزارة أنه يجب الآن التوصل إلى حل سلمي "في إطار الحوار الشامل مع كل المعنيين".
وحذرت الحكومة الألمانية رعاياها من السفر إلى كازاخستان.
وقالت الخارجية الألمانية إنها "تتبادل الآراء مع أقرب حلفائها بشأن تطورات الوضع في كازاخستان"، وأعربت الوزارة عن قلقها أيضًا حيال القيود الشديدة المفروضة على إمكانية الوصول إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
وصرحت الوزارة بأن كازاخستان تضطلع بالتزامات تتعلق بالحفاظ على الحريات الأساسية في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولفتت الوزارة إلى أن من بين هذه الحريات الوصول إلى المعلومات وحرية الصحافة والتجمع.