دي أرجل منه.. زكريا أحمد يتودد لأم كلثوم بإهانة محمد عبد الوهاب
موسيقار وملحن شهير وأحد عمالقة الموسيقى الشرقية قدم أكثر من 1500 لحن موسيقى، منها 61 لحنا لأم كلثوم وحدها، ومن أشهر مونولوجاته "يا أهل المغنى دماغنا وجعنا" و"يا حلاوة الدنيا يا حلاوة"، من الأغنيات التى لحنها وغناها الشيخ زكريا أحمد بصوته "الورد جميل جميل الورد "، ياصلاة الزين على عزيزة.
ولد الملحن زكريا أحمد فى مثل هذا اليوم 6 يناير 1891 وقدم الموسيقى التصويرية للعديد من أفلام الثلاثينيات والأربعينيات، كما قام بتلحين أغنيات الأفلام مثل نرجس، حبيبتى سوسو، قيس وليلى، مصنع الزوجات، المتهمة، الشريدة، ليلى بنت مدارس، القلب له واحد وغيرها، وقام بالتمثيل فى فيلم واحد هو أنشودة الفؤاد عام 1932،
ياصلاة الزين
تأثر الموسيقار زكريا أحمد بأغانى سيد درويش وألحانه وهو الذى نصحه بالحضور إلى القاهرة، واشترك فى دعوة أم كلثوم فى بداياتها للحضور إلى القاهرة لبدء نشاطها بعدما تعرف عليها في أحد الموالد واستمع إليها ونصحها بالغناء بالقاهرة، ولحن لها بعد ذلك أجمل وأشهر أغاني بداياتها منها الورد جميل ـ وهى الأولى ـ غنيللى شوى شوى، نصرة قوية وفرحة هنية، الأولى في الغرام،أهل الهوى، أنا في انتظارك مليت، هوه صحيح الهوى غلاب ماعرفش أنا، حبيبى يسعد أوقاته التي قال عنها الأديب نجيب محفوظ أنه لحنها وهو جالس على المقهى وغيرها.
رأى نجيب محفوظ
وصفه الأديب نجيب محفوظ فقال:رجل شعبى ابن نكتة وابن بلد مليء بالموسيقى والالحان، أما شخصيته فهى غاية فى الطيبة والإحساس بالمودة الدافئة نحو الناس وما كنت أظن أنه يمتلك كل هذا القدر من الكبرياء الذى جعله يختلف مع أم كلثوم، ذلك لأنها كانت تعطى له أجرا ممائلا للملحنين الذين يتعاملون معها بينما هو لديه الإحساس أنه متفوق وأن ألحانه مميزة عن ألحانهم.
الاغنية السياسية
تعرف زكريا أحمد على الزجال الساخر بيرم التونسى وقدما الكثير من الأغنيات أهمها الأغنية السياسية حيث كتب بيرم وغنى زكريا يقول "يا أرض رجى وزلزلى.. عرش الطغاة الظالمين / ويا لعنة الله انزلى نيرانا على المتغطرسين"، وكان لا يمل الحديث عن أيام الصعلكة المشتركة بينهما فى حوارى القاهرة الشعبية.
عزيزة ويونس
بدأ الشيخ زكريا أحمد فى تقديم الاوبريتات حتى انه قدم 56 أوبريتا أشهرها أوبريت عزيزة ويونس التى غنى فيه أغنية "يا صلاة الزين على عزيزة.. يا صلاة الزين" على مسرح الأزبكية، وأيضا أوبريت "يوم القيامة" على مسرح الأوبرا.
نشبت الخلافات بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد عام 1954 بسبب المادة لدرجة أن الأمر بينهما وصل إلى القضاء حين طالب زكريا بمستحقاته من الإذاعة المصرية عن طبع ألحانه على أسطوانات أم كلثوم التي وصلت إلى 40 ألف جنيه، ورفضت أم كلثوم دفع مطالبه بحجة أن لديها تنازلا موقعا منه على هذا الحق مطالبا بنسبة 5% عن كل أسطوانة، وفى جلسة المحكمة حاول القاضى إقناع الطرفين بالصلح والتنازل، وعندما شاهد الشيخ زكريا أم كلثوم قال للقاضى: لا الفلوس بتدوم ولا الشتيمة بتلزق، وأنا مقدرش أقف هذا الموقف ضد فنانة أحبها وأعتز بها، ثم بكى بكاء حارا فبكت أم كلثوم وتم التصالح وصفق الحضور في جلسة المحكمة.
ورغم كل ما حدث فقد أحب زكريا أحمد أم كلثوم ووصفها بالأسطى في الغناء وقام بتأييدها في ترشيحها لرئاسة نقابة الموسيقيين ضد عبد الوهاب وقال إنها أرجل منه، ويرى أن الشيخ على محمود في موشحاته سيد الكل، وصالح عبد الحى ابن حلال، ومنيرة المهدية أجمل مطربة، ونور الهدى تغنى بعواطفها قبل صوتها، وبيرم التونسى أحسن مؤلف أغانى ومعاه بديع خيرى وأحمد رامى عنده شوية ألفاظ يكررها ولا يخرج عنها ويوسف وهبى حرام يمثل أدوار الحب بصوته المخيف هذا.
