غراب البين يكتب: سنة جديدة سعيدة عليكم وابقوا قابلونى لو فلحتوا!

فى ليلة رأس السنة قلت لازم احترم نفسى وألتزم الصمت ولن أنعق ولا اقول قاق قاق كى لا يتشائم الناس مع بداية عامهم الجديد

فالبنى آدمين يتشائمون من صوتى كما تعلمون رغم أننى لا أعرف سببًا لذلك

تركت كل الاماكن التى من الممكن أن يلمحنى بها البنى آدمين وذهبت إلى كوبرى قصر النيل ووفقفت فوق رأس الأسد

كانت الليلة شتوية فجلست منكمشًا داخل اجنحتى وفى الظلام لم يشعر بى احد.. لكن الشئ الغريب أنه وبرغم السقيع وجدت هناك بنى آدمين بيحتفلوا براس السنة أعلى كوبرى قصر النيل

شئ غريب لكنى اعذرهم.. فمعظمهم لا يملك المال المطلوب إنفاقه فى ليلة مثل هذه بأحد الفنادق أو حتى الكافيتريات الكبرى

شاب يقف مع آنسة فى مقتبل العمر أسفل أقدام الاسد الذى أجلس فوق رأسه ويقول لها: أنا مش عارف الناس بتحتفل بإيه بالضبط.. دى سنة كلها كوارث وأمراض وموت وأحزان وحاجة آخر نكد

البنت قالت له عندك حق.. دا اخويا اترفد من شغله امبارح وبرضوا نزل يحتفل بالسنة الجديدة اللى وشها نحس عليه

فقال لها: كل سنه وانتى حبيبتى

فقالت له: كل سنة وانت معايا

فقال لها: كان نفسى أتزوجك لكن للاسف مش هقدر استغنى عن بطاقة التموين

فقالت له ضاحكة: هبقى أجيبلك الزيت والسكر من عند ماما.. ماهو انا إسمى هيفضل موجود فى بطاقة ماما ماتقلقش

وهنا أخذ يدها تحت إبطه وراحوا يمشون على كورنيش النيل مستمتعين بالسقيع.. بينما انا هنا أعانى من لفحة البرد وأكتم أنفاسى وأحبس صوتى ولا أريد أن أنعق كى لا أزعجهم فى ليلة مثل هذه وكل عام وكل البنى آدمين بخير وسنة جديدة سعيدة عليكم إن شاء الله وابقوا قابلونى لو فلحتوا!