الحرس الثوري.. تفاصيل جديدة عن اللاعب الرئيسي في تهريب الوقود الإيراني
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن الحرس الثوري يلعب ”الدور الرئيس بتهريب الوقود الإيراني“ إلى دول المنطقة، وذلك استنادًا إلى مقابلات أجرتها مع خبراء وبحارة حول تهريب الوقود الإيراني.
تهريب الوقود الإيراني
ويُعد تهريب البنزين، والديزل، والمنتجات البترولية الأخرى في إيران، ليس بالشيء الجديد، فحتى قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، العام 2018، كان تهريب الوقود من إيران إلى الخارج عملًا مربحًا.
ولفتت ”واشنطن بوست“ إلى أن ”إيران لديها أرخص أسعار الوقود في العالم، بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج، والدعم الحكومي الكبير للوقود، وبالطبع انخفاض قيمة العملة الوطنية“.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن ”العقوبات الاقتصادية عززت التهريب مع سعي الحرس الثوري إلى التهرب من القيود المفروضة على صادرات النفط الإيرانية“.
وأفادت صحيفة ”واشنطن بوست“، أن البحّارة الذين شهدوا التجارة قالوا إن قوارب الصيد الإيرانية تحمل الوقود ليلًا للاختباء من قوات خفر السواحل في المنطقة.
وقال بحار هندي للصحيفة إنه ”بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، في 2018، وإعادة فرض العقوبات في العام نفسه، ازداد تهريب الوقود الإيراني بشكل أكبر“.
وقال محللون متخصصون في الطاقة والأمن في المنطقة لصحيفة ”واشنطن بوست“ إن سلسلة تهريب الوقود تمت من قبل عناصر من الحكومة الإيرانية، خاصة الحرس الثوري.
وأشاروا إلى أنه ”في بعض الحالات يسعى الحرس الثوري الإيراني إلى منع من يحاول التربح من تهريب الوقود دون إذن منهم“، مضيفين ”أن الفرقة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني لديها سيطرة صارمة على حدودها البحرية، وكذلك مرافق الموانئ الخاصة بها“.
وأفاد أندرياس كريج المحاضر في كلية لندن للدراسات الأمنية للصحيفة بأن ”الحرس الثوري الإيراني مؤسسة فاسدة للغاية“، مبينًا أنه ”إذا نظرنا إلى معدل التهريب السنوي نجد إننا نتحدث عن ملايين البراميل“.
ووفقًا للتقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة الألمانية باللغة الفارسية، امس الثلاثاء، فإنه ”إضافة إلى الحرس الثوري، تلعب عناصر في الحكومة الإيرانية دورًا رئيسًا في سلسلة تهريب الوقود من إيران إلى الصين، والصومال، واليمن“.
وكان عضو البرلمان الإيراني مجتبى محفوظي، قد قال في وقت سابق، في إشارة إلى الحجم الكبير لتهريب الوقود في إيران إنه ”لا يمكن تهريب هذا الحجم من الوقود إلى أيدي المهربين وحدهم، لكن هناك عصابات وراء ذلك“.
وسبق أن اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية الحرس الثوري باختلاس أموال من النفط والمنتجات البترولية.
وقال حميد رضا دهقان، المتحدث باسم رئاسة مكافحة غسل الأموال والإتجار الإيرانية، إن الحجم الإجمالي لتهريب المنتجات البترولية ومشتقاتها يبلغ حوالي 4 ملايين لتر يوميًا، منها 4 ملايين لتر وقود.
وكان وزير النفط الإيراني السابق بيجن زنكنة قال في وقت سابق: ”الله أعلم بمقدار التهريب، والأرقام المعطاة غير صحيحة“.