نورة جاب الله.. رحلة بدوية من أمية دون شهادة ميلاد إلى شاعرة وأديبة |فيديو
في الثامنة من عمرها أرادت محو أميتها، ووجدت نفسها دون شهادة ميلاد لتصبح ضمن ساقطي القيد، فذهبت لوالدتها لتجد العادات البدوية القديمة بالزواج دون وثيقة زواج مٌشهرة، لكن الإرادة كانت عنوانها لتصل إلى أرقى المستويات العلمية؛ فحولت حياتها من أمية إلى شاعرة ونابغة في اللغة العربية، تلك هي سيدة مطروح البدوية نورة جاب الله فرج.
سيدة بدوية تحولت حياتها من الأمية لمعلمة بمطروح.
نورة أحد سيدات مطروح المكافحات.. صاحبة عمر 34 عامًا، قصة كفاح سيدة منذ عمر الطفولة عانت لتصل لمستوى تعليمي مرموق حتى استطاعت ان تحول حياتها من الأمية وساقطت قيد إلى شاعرة ومعلمة لغة عربية، لتصبح أول فتاة بدوية تلتحق بالجامعة من فصول محو الأمية.
"فيتو" ألتقت بـ"نورة" للحديث عن قصة كفاحها وتغلبها عن مصاعب الحياة بين الأمية وعدم وجود شهادة ميلاد أو وثقة زواج لأبيها وأمها المنفصلين إلى الشاعرة والمعلمة مربية الأجيال.
الزواج القبلي وعدم وجود شهادة ميلاد.. أصعب عقباتها
وتقول نورة، أنها من قبيلة الشهيبات بمحافظة مطروح، حيث ان قصتها بدأت بزواج الوالد والوالدة بالزواج القبلي بالاشهار دون وجود وثيقة زواج رسمية، حيث انفصلوا وهي في عمر عامين، لتعيش مع والدتها في مطروح بعد ميلادها في واحة سيوة، وحال وصولها سن الثامنة قررت والدتها ان تدخل فصول محو الأمية، لتشجعها على التعليم، حيث قررت أنها تدخل فصول محو الأمية.
وأضافت نورة، في حديثها لـ"فيتو"، أنها بعد التعليم في فصول محو الأمية بمطروح، وجدت أنه يوجد صعوبة في دخول الامتحانات أو الحصول على الشهادة بسبب انها لا تمتلك شهادة ميلاد ومن سواقط القيد، مشيرة إلى أنها كانت صدمة بالنسبة لها، لتقرر أن تكون مستمعة في المرحلة الابتدائية ولم تكتمل بسبب عدم وجود شهادة ميلاد.
وأوضحت، أنها بعد ذلك قدمت والدتها شهادة اثبات نسب لها، لتخرج شهادة ميلاد لها في عمر الـ8 سنوات، وبعد ذلك استكملت مشوارها في التعليم في الدخول بفصول محو الأمية مرة أخرى واستكمال مراحل التعليم المختلفة بجانب العمل أيضا لمساعدة والدتها، عن طريق عمل مشغولات يدوية وبيعها لزملائها.
أول فتاة بدوية تلتحق بالجامعة من محو الأمية بمطروح
وأشارت إلى أنها تعد أول الفتيات البدويات التحقت بالجامعة في فصول محو الأمية، حيث أنها التحقت بكلية التربية في مطروح، حيث شاركت في كلية التربية في عدد من المؤتمرات والأنشطة الطلابية العديدة، وذلك لاكتساب الخبرات.
اتجهت لتأليف الشعر من وحي الطبيعة
وأردفت، أنها بعد ذلك بدأت في تأليف الشعر من وحي التجارب الحياتية التي عاشتها، حيث كتبت أكثر من 25 قصيدة من وحي الطبيعة والحياة، من بينها قصائد الشعر عن الحياة البدوية وعن الهجرة غير الشرعية والزواج العرفي، فضلا عن قصائد شعر عن اللغة العربية بمعانيها المختلفة وقواعدها الجميلة لتستخدمها في تعليم أساسيات اللغة العربية للتلاميذ في المدرسة التي تعمل بها بواحة سيوة.
وأكدت نورة، أنها شاركت في مهرجانات الشعر والأجواد كشاعرة بدوية وكذلك الملتقى الرابع للشباب كشاعرة باللهجة العامية المصرية، كما فازت بجائزة الشعر النسائي شعر اللهجة البدوية في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للشعر والأجواد الفروسية سنة 2008، كما تم تكريمها من عددًا من المحافظين وكبار الشعراء على رحلة كفاحها التي وصلت لها وآخرها تكريم اللواء خالد شعيب محافظ مطروح الأسبوع الماضي.