بعد نجاح انطلاقه.. تلسكوب «جيمس ويب» قيد العمل في الفضاء لمدة 6 أشهر
بالرغم من نجاح صعود التلسكوب "جيمس ويب" إلى الفضاء ليكون بديلا عن تلسكوب "هابل" الذي أصابه العجز، إلا أن جيمس لم يستطع القيام بمهامه قبل 6 أشهر.
خلف القمر، هذه هي المحطة الأخيرة لجيمس ويب فى الفضاء التي بتمكن منها من قيامه بمهامه فى مراقبة الكون بالأشعة تحت الحمراء بتفاصيل أكثر مقارنة بأي وقت مضى.
قبل أن يبدأ تلسكوب جيمس ويب مهمته العلمية، يجب أن يكمل ستة أشهر من التنشيط والتشغيل، تشمل التحليق بنجاح في 344 نقطة وتحرير درعه الشمسي.
مراحل كثيرة يجب أن يمر بها جيمس ويب حتى يتمكن من عمله، حيث سيظل فى مرحلة التجهيز لمدة ستة أشهر، بدءا من نشر لوحاته الشمسية وتصحيح مساره ونشر درعه الشمسى وصولا إلى الوصول إلى نقطة لانجرانج 2، لتبدأ بعد ذلك بدء امكانيته فى رصد الفضاء.
المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة قال إنه بعد مرور أسبوعين على انطلاقه ستمتد مرآة جيمس ويب الثانوية البالغة (0.74 مترًا)، مدعومة بثلاث دعامات مطوية بطول 7.6 متر، إلى موضعها، وبدون هذه المرآة، لن يصل الضوء الذي يجمعه التلسكوب إلى الكاميرات والاجهزة المخفية خلف المرآة الأساسية، بعد ذلك، سوف يبسط جناحا مرآة أساسيان، مكونان من ستة أجزاء.
أما بعد مرور شهر فسوف يقوم تلسكوب جيمس ويب بإجراء تشغيل نهائي لمحركات الدفع للقيام بمناورة لوضعه في مدار هالة ( Halo orbit) حول نقطة لانغرانج 2، على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض.
وفى الشهر الثالث، تحديدا بعد أسبوع من الوصول إلى نقطة لانجرانج 2، سيبرد جيمس ويب بدرجة كافية لبدء تشغيل إحدى كاميراته العلمية، NIRCam ومع ذلك، لن تتحقق درجة حرارة العمل المثلى لتلك لكاميرا البالغة 233 - درجة مئوية تحت الصفر الا بعد بضعة أسابيع أخرى، ثم سيوجه العلماء تلك الكاميرا إلى حقل نجمي، للتأكد من وصول ضوء النجوم إلى اجهزة جيمس ويب.
وبحلول نهاية الشهر الثالث، سيكون جيمس ويب جاهزًا لبدء جمع البيانات العلمية التي ينتظرها الجميع حيث سيوجه علماء الفلك التلسكوب إلى أهداف مختلفة، ويقومون بضبط ومعايرة جميع الاجهزة الموجودة على متن التلسكوب، ويختبرون أوضاع التشغيل المتنوعة الخاصة بها للتأكد من أن التلسكوب يعمل بكامل قدرته. سيتم تشغيل البيانات التي سيتم جمعها من خلال برامج التحليل، مما يضمن دقة الرصد.
وأخيرًا، بعد حوالي ستة أشهر من الاستعدادات، سيكون جيمس ويب جاهزًا لبدء مساعيه العلمية.
يذكر أن جيمس ويب هو أكثر التلسكوبات تعقيدًا تم إطلاقه في الفضاء، وهو أعجوبة هندسية حقيقية لم يسبق له، وهو مشروع مشترك بين وكالات ناسا وايسا الأوروبية والكندية، من موقع إطلاق تابع لوكالة الفضاء الأوروبية بالقرب من كورو، غيانا الفرنسية. بدأ جيمس ويب رحلة يقطع خلالها 1.5 مليون كيلومتر إلى موقعه الجديد.