زغلول صيام يكتب: مسرحية هزلية فى الرياضة المصرية.. انتخابات الاتحادات بلا تغيير.. وغياب التخطيط شعار المرحلة
لكل من كان يرغب فى إحداث تغيير داخل الرياضة المصرية، ولكل من أراد تطويرا ونهوضا بمستوى أبطالنا ومنتخباتنا، عفوا، لقد أخطأت العنوان، فالوضع كما هو، وسيبقى كما كان دون تغيير أو تطوير.
لا صوت يعلو الآن فوق صوت الانتخابات فى كل الاتحادات والهيئات الرياضية، ويبدو أن الأمور تسير بشكل سريع نحو إلى اللا تغيير، خاصة أن النسبة الأكبر من الاتحادات قد انتهت بالفعل من إجراءات انتخاباتها، وبقى مسئولوها فى مناصبهم دون أدنى تغيير يذكر.
هشام حطب يحسم رئاسة اتحاد الفروسية، وياسر إدريس رئيسا لاتحاد السباحة وشريف العريان كما هو فى اتحاد الخماسى الحديث وعبد العزيز غنيم ما زال قابعا على كرسيه فى اتحاد الملاكمة، وحافظ سيف شاهين على رئاسة اتحاد ألعاب القوى، وبقى إسماعيل الشافعى رئيسا لاتحاد التنس، وفى الكاراتيه استمر محمد الدهراوى كما هو، وجاء عبد المنعم الحسينى على رأس اتحاد السلاح، واستمر عصام نوار رئيسا لاتحاد المصارعة.
كل ما ذكرناه كان مثالا فقط لحالة اللاتغيير التى ضربت انتخابات الاتحادات الرياضية، حيث كان التغيير محدودا فى عدد قليل من الاتحادات وهى على سبيل الحصر، اتحاد الريشة الطائرة بعد أن فاز الدكتور على حسب الله بمنصب الرئاسة واتحاد الجودو، والذى شهدت انتخاباته الإطاحة بمطيع فخر الدين لصالح مرزوق محمد، أما اتحاد الكرة الطائرة فأسفرت انتخاباته عن فوز ياسر قمر بمقعد الرئيس بعد منافسة قوية مع شريف الشمرلى، وفى انتخابات رفع الأثقال فاز محمد عبد المقصود بمقعد الرئاسة، بعد أن امتنع محمود محجوب رئيس الاتحاد السابق عن الترشح، أما انتخابات اتحاد التايكوندو فأسفرت عن فوز المستشار محمد مصطفى بمنصب الرئيس بعد تفوقه على رئيس الاتحاد السابق عمرو سليم.
الوضع على ما هو عليه
يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر..! تلك الكلمات هى الوصف الدقيق لما شهدته انتخابات الاتحادات الرياضية حتى الآن، بعد أن تسلل الأمل والتفاؤل إلى قلوب البعض، متوسمين خيرا فى تغيير قد يحدث أو وجوه جديدة قد تظهر على السطح، وأن كانت هناك عدد من الاتحادات قدمت أداء جيد وحصدت العديد من النجاحات، ويأتى استمرارها بنفس التشكيل أمر منطقى.
لا مانع من استمرار اتحاد حقق الإنجازات ونجح لاعبيه وأبطاله فى حصد البطولات والألقاب، ولكن ما التفسير المنطقى الذى يدفع الجمعية العمومية لاتحاد مثل اتحاد الدراجات لانتخاب الدكتور وجيه عزام رغم أن أبطاله غابوا عن تحقيق الإنجازات فى المحافل الدولية، واكتفى بالتمثيل المشرف فى البطولات العربية والأفريقية، ونفس الأمر مع عدد كبير من الاتحادات الرياضية التى لم تحقق أي إنجاز يُذكر، وفازت مجالسها القديمة فى الانتخابات باكتساح أو حتى بالتزكية.
وما شاهدناه من فوضى داخل انتخابات الاتحادات الرياضية، امتد أيضا ليشمل استعدادات أبطالنا ومنتخباتنا للمشاركة فى الدورة الأولمبية المقبلة باريس 2024.
يمكننا القول بكل ثقة إنه حتى الآن لم يتقدم أي اتحاد رياضى بخطة إعداد أبطاله ولاعبيه للمشاركة فى أولمبياد باريس 2024، رغم أنه لم يتبقَّ على انطلاق الحدث المهم سوى عامين ونصف العام، وهى فترة لا تكفى أبدا لإعداد بطل أولمبى أو منتخب قادر على حصد المراكز الأولى فى البطولات العالمية والدولية.
طوكيو 2020
المثير فى الأمر، أن ما حققته البعثة المصرية فى أولمبياد طوكيو 2020، لكن يكن متوقعا من أبرز المسئولين فى اللجنة الأولمبية، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن ما تحقق كان عن طريق الصدفة ولم يكن مخططا له.
اللجنة الأولمبية قالت إن سمر حمزة واحدة من اللاعبات المرشحات لحصد ميدالية، وخرجت سمر من الدور الأول وخسرت كل مبارياتها، واللجنة أيضا قالت إن عبد اللطيف منيع لاعب المصارعة الرومانية مرشحا بقوة لحصد ميدالية، ولم يتأهل لمباريات الميداليات من الأساس، وراهنت اللجنة أيضا على عبد الرحمن عرابى لاعب الملاكمة وخرج من الدور الأول، ودعونى أزيدكم من الشعر بيتا، رئيس اتحاد الجودو مطيع فخر الدين خرج فى تصريحات قبل انطلاق الدورة الأولمبية، مؤكدا أن منتخب مصر قادر على حصد ميداليتين فى الأولمبياد، وخرج جميع لاعبيه من الدور التمهيدى.
لم تذكر اللجنة الأولمبية أو اتحاد الكاراتيه أن فريال أشرف قريبة من حصد ميداليات وكان أكثر الحديث عن جيانا فاروق وعلى الصاوى، وفاجأت فريال الجميع بحصد ميدالية ذهبية، فيما حصدت جيانا ميدالية البرونزية، ولم يحقق على الصاوى أي إنجاز يذكر وخرج من دور المجموعات فى منافسات كاراتيه الكوميتيه.
لم يخرج علينا رئيس اتحاد الخماسى الحديث المهندس شريف العريان أو أحد من اللجنة الأولمبية ليقول إن البطل أحمد الجندى مرشح لحصد ميدالية فى أولمبياد طوكيو، بل إن اللاعب حصد الميدالية الفضية فى غياب كل المسئولين الذين غابوا عن الحضور لتأكدهم أن الجندى بعيد عن تحقيق أي إنجاز.
هكذا تدار الرياضة المصرية، وهكذا يتم التخطيط لتحقيق الإنجازات وحصد الميداليات، وهكذا يتم إنفاق الدعم المادى المخصص من الدولة المصرية عن طريق وزارة الشباب والرياضة على المنتخبات والاتحادات.
ولن ننسى ما حدث مع اتحاد رفع الأثقال وصدور قرار بإيقافه لمدة عامين وحرمان لاعبينا من المشاركة فى الدورة الأولمبية وكل البطولات الدولية والقارية، بسبب تكرار حالات تعاطى المنشطات بين لاعبى المنتخبات، دون عقاب لمسئول داخل مجلس إدارة الاتحاد، أن حتى إعلان كواليس الأزمة وكيف حدثت الكارثة بشكل واضح للرأى العام.
يبدو أن ما تحدثنا عنه خلال السطور الماضية سيظل مستمرا لفترة طويلة، فى ظل حالة من عدم الرقابة وغياب الحساب والعقاب على المخطئ والمقصر، وأكبر دليل على غياب الرقابة هو قيام عدد من الاتحادات بإعداد لوائح تفصيل تغلق الباب أمام كل من يريد الترشح وخوض السباق الانتخابى، وهو ما تجسد بقوة داخل اتحادى السباحة والسلاح.
اتحاد السباحة برئاسة ياسر إدريس وضع شروطا جديدة للترشح داخل لائحة النظام الداخلى أطلق عليها نظام القائمة المغلقة، وألزم كل من أراد الترشح بإحضار قائمة تضم 12 عضوا أساسيا و6 احتياطيين، وهو ما يجعل الترشح أزمة كبيرة لعدد كبير من الشخصيات المستقلة التى ترغب فى خوض التجربة.
وجرت الأمور داخل انتخابات السباحة كما خطط لها ياسر إدريس، حيث تم حسم الأمر بالتزكية فى المرة الأولى قبل أن يصدر قرار من اللجنة الأولمبية بإلغاء انتخابات جميع الاتحادات وإعادتها من جديد، ليفوز ياسر إدريس ومجلسه فى المرة الثانية بالتزكية أيضا.
وختاما أعلن مسئولو اللجنة الأولمبية مؤخرا عن موعد إقامة الانتخابات وفتح باب الترشح، استعدادا لعقد الجمعية العمومية العادية يوم 23 أبريل المقبل، وشهدت أيام تلقى طلبات الترشح منذ البداية وحتى النهاية، مسرحية الهدف منها تجميل الصورة، ومحاولة إضافة نوعا من المنافسة على العملية الانتخابية.
مجلس إدارة اللجنة الأولمبية أعلن أن المجلس يتشكل من رئيس ونائب أول ونائب ثانى وأمين عام وأمين عام مساعد وأمين صندوق، بالإضافة إلى 8 أعضاء، وهو ما يعنى أن المجلس يضم 14 عضو، وهو ما يعنى أيضا أن رئيس أي قائمة سيضمن بشكل كبير الحصول على 14 صوت الخاصة بالاتحادات التى ضمها لقائمته.
وبالفعل تقدم هشام حطب لخوض الانتخابات ومعه قائمة تضم ممثلى 13 اتحاد بالإضافة لاتحاد الفروسية، وهو ما يعنى أنه سيكون لزاما على من أراد منافسته تشكيل قائمة تضم أيضا 14 اتحاد، من أجل المحافظة على حظوظه فى المنافسة.
مفاجآت الترشيح
وفى مفاجأة توقعها الجميع، تقدم اللواء أحمد ناصر رئيس اتحاد الثلاثى، بأوراق ترشحه على منصب الرئاسة دون قائمة، وهو ما يقلل من فرصه فى المنافسة، حيث سيكون أمام قائمة هشام حطب فرصة كبيرة فى استقطاب بقية الاتحادات التى غاب ممثليها عن خوض انتخابات اللجنة الأولمبية.
قائمة هشام حطب ضمت علاء جبر نائبا أول، وياسر إدريس نائبا ثانيا، وشريف العريان أمين عام ومحمد عبد المطلب أمين عام مساعد وعبد العزيز غنيم أمينا للصندوق وفى العضوية كل من: الباسل عبد الله وأيمن شويتة وشريف القماطى ومعتز عاشور وشريف كمال ومحمد عبد المقصود وعبد المنعم الحسينى وتيمور أبو الخير.
كما تشهد انتخابات اللجنة الأولمبية أيضا تواجد عدد من المرشحين على منصب العضوية كمستقلين، وأبرزهم مرزوق محمد رئيس اتحاد الجودو، وحسن العروسى نائب رئيس اتحاد التنس، وغيرهم.
وتوقع الكثير من المتواجدين فى الساحة الرياضية أن ترشح أحمد ناصر جاء من أجل تجميل الصورة، وأن فرصته فى الفوز برئاسة اللجنة الأولمبية قليلة للغاية بسبب عدم تشكيل قائمة قوية تستطيع المنافسة حتى اللحظات الأخيرة.
نقلًا عن العدد الورقي…