عام على رحيل وحيد حامد فارس الكلمة والسيناريو
في مثل هذا اليوم، من العام الماضي، رحل فارس الكلمة الكاتب والسيناريست وحيد حامد، تاركًا خلفه إرثا فنيا وثقافيا عظيما، فقد عُرف بتقديمه لأعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع المصري، عمل مع عدد من المخرجين منهم سمير سيف، شريف عرفة وعاطف الطيب، وحاز عن أعماله على عدة جوائز، آخرها في 2020 حاز جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42.
بداية وحيد حامد الأدبية
كان السيناريست الراحل وحيد حامد بدأ مسيرته الأدبية والفنية بكتابة القصة القصيرة والمسرحية في بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون والسينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات، وقام أيضا بكتابة المقال السياسي والاجتماعي في أكثر الصحف انتشارا، وحظى بجمهور واسع من القراء وكذلك أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات، متتالية أخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.
قبل وفاة الكاتب الراحل عانى من رحلة وصراع طويل مع المرض، إذ أصيب بخلل في وظائف الكبد ومشاكل بالقلب، ليدخل في غيبوبة قبل أن يعلن استسلامه أمام المرض ويرحل في 2 يناير 2021.
حياة وحيد حامد الشخصية
كما كانت حياة الكاتب الراحل وحيد حامد الفنية زاخرة كانت حياته الإنسانية مليئة بنفس القدر من الزخم من الحكايات والأسرار، والتي كشف جانب منها الإعلامي محمود سعد خلال برنامجه «باب الخلق»، منها سر إقامة الكاتب وحيد حامد في غرفة بأحد فنادق القاهرة منذ التسعينيات، إذ إن الكاتب الراحل كان يعشق النيل والكتابة على ضفافه وفي الوقت نفسه كان يفضل التواجد بين فئات الشعب المختلفة، ولذا عاش حياته في الفندق منذ عام 1994، أي طوال 26 عاما: «كان وحيد لما ييجي يكتب الأعمال الفنية، ويتقمص الحالة اللي بتيجله أثناء الكتابة يستأجر غرفة في الفندق باسم بطل العمل، يعني مثلا في سيناريو فيلم البرئ بطولة أحمد زكي، كان مأجر أوضة باسم أحمد سبع الليل الفولي بطل الشخصية ولما أنا كنت بكلمه بقولهم عايز سبع الليل، ومكنش حد يعرف الحكاية دي، غير المقربين منه جدا».
شخصيات وحيد حامد
وفي حوار تليفزيوني على قناة mbc مصر، داخل الفندق الذي اعتاد العيش فيه، تحدث وحيد عن نفسه قائلًا: «أنا ابن الشارع، وإذا كنت بقعد في الفندق، فأنا بقعد عشان اشتغل وأبص للنيل، واتعودت إن أنا أنزل أشتري حاجتي بنفسي وأنا متعود أقعد في الترابيزة في القهوة اللي في الفندق علشان أكون قريب من الناس وأنا شخصياتي كلها اللي كتبتها مستوحاة من أشخاص حقيقية في الشارع، وحصل بيني وبين العاملين في المكان صداقة ممتدة، وارتباطي بالمكان ده جزئي زي ما بترتبط بالوطن، وهو مكان عام بشوف فيه ناس متجددة وبلتقي بناس من نماذج مختلفة، عالم الفندق كبير بس الشاطر اللي ينقي منه».