غراب البين يكتب: اللى مايشوفش من الغربال يبقى أعمى
قاعد انا بتشمس فى أمان الله على سور بلكونة منزل الست أم هيثم اللى دايما مقفولة وأصحابها مش بيشوفوا النور تقريبا لدرجة إنى معرفش الست دى بتنشر غسيلها فين.. جايز يكون عندهم منشر داخلى والله أعلم.. أو عندهم بلكونه تانى من الناحية التانية برضو الله اعلم.. ماهو انا مش غراب صايع علشان ألف حوالين البيوت لحصر عدد البلكونات.
المهم أننى سمعت الواد هيثم بيتكلم فى التليفون تقريبا مع الحته الطريه بتاعته وبيقولها: أدينى قاعد فى البيت عالفيس بوك يعنى هروح فين.. البلد أصلا مافيهاش شغل وكل حاجة محلك سر.. عموما طالما انتى معايا فانا مش ناقصنى حاجه فى الكون.
وهنا وقفت على رجلى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى قاق قاق حتى سمعت صوت هيثم من الداخل وهو يقول لى غور من هنا الله يحرقك جبتلنا الفقر ووقفت حالنا الله يوقف حالك يا غراب البين يا فقرى.. ثم لاحظت انه يحاول فتح باب البلكونة علشان يهشنى او يحدفنى بأى حاجة فقلت يا فكيك ورحت أبحث عن مكان آخر بعيدا عن هذا العاطل المكتئب دون سبب ولسان حالى يقول:
بقى انا اللى فقرى وجايبلك الفقر؟!.. دا انت قاعد مأنتخ فى البيت ومش دريان بالدنيا اللى بتتحرك حواليك بأقصى سرعة يا فقرى ياابن الفقرية.
طب حاول تقفل الفيس وتفتح التليفزيون وانت هتشوف الريس بتاعكم وهو بيفتتح مشاريع يمليارات الجنيهات بقالوا يومين.. مصانع ومزارع على مد البصر وأفدنة بالملايين بتتصلح وانت نايم جمب أم هيثم.
البلد فيها شغل كتير للى عايز يشتغل لكنك أبدًا لن تجد فيها وظيفة ميرى.. دا انت حتى مش هتاخد بطاقة تموين يا فقرى.. ففى زمن السيسى ماحدش هيقعد على مكاتب ويقبض مرتب بدون عرق واجتهاد.. أنا أول مرة أشوف بلد رئيسها بيصحى من النجمة علشان يشتغل بينما شبابها نايم فى البيوت ومقضيها دردشة على الفيس بوك وهرى على تويتر ومنتظر التعيين.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين.. دا اللى مابيشوفش من الغربال يبقى اعمى العين.. وجاى تقول عليا انا غراب البين!
