كواليس معارك جابر عصفور ضد الجماعات الدينية.. دعم نصر حامد أبوزيد.. وهاجم الإرهابيين بسبب فرج فودة
لم يكن وصف الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والذي رحل منذ ساعات عن عمر يناهز 77 عاما، بالرجل التنويري، أمرًا من قبيل الصدفة، وصحيح أن البعض استخدم اللقب لـ"السخرية" من قامة ثقافية كبرى، لكن حياة الرجل نفسها تثبت إنه من هؤلاء الذين رفعوا لواء الحداثة في وجه خفافيش الظلام.
وربما كانت معارك جابر عصفور مع التيارات الظلامية هي أهم ما يميز سيرته، ومن حسن الحظ أنها معارك وثقها "عصفور" نفسه في كتابيه "ضد التعصب" و"في مواجهة الإرهاب".
نصر حامد أبو زيد
يتصدر قائمة تلك المعارك التي خاضها جابر عصفور، معركته جنبًا إلى جنب مع المفكر المصري نصر حامد أبوزيد، حين تعرض الأخير لأزمة طاحنة بسبب رسالة بحثية، وانتهى به المطاف منفيًا خارج البلاد بسبب حكم يفصل بينه وبين زوجته.
وقتها وقف جابر عصفور بجوار نصر أبو زيد، مدافعًا عنه ضد كل الأقلام المتشككة والفتاوى الظلامية، فلم يكن من الجماعات الظلامية وعلى رأسها الإخوان سوى توجيه النقد لعصفور واتهامه في دينه، والنتيجة إنه كان ضمن 90 مثقف مصري تم تقديم قضايا ضدهم بسبب انتاجهم الفكري ضمن ظاهرة "قضايا الحسبة" التي انتشرت في تسعينيات القرن الماضي.
لكن عصفور الذي خرج من تلك القضايا، تمكّن بعد ذلك من توثيق معركة نصر حامد أبو زيد في كتابه الذي حمل عنوان " ضد التعصب"، ليجسد بانوراما اجتماعية لما يمكن أن تفعله التيارات الدينية مع حركة البحث العلمي، وهو الكتاب الذي وضع "عصفور" في خانة المغضوب عليهم من قبل أنصار تلك الجماعات التي هاجمته حتى الرمق الأخير.
فرج فودة
ثاني المعارك التي خاضها المفكر الراحل جابر عصفور، كانت بجوار الكاتب فرج فودة الذي اغتاله الإرهابيون في تسعينيات القرن الماضي، بسبب آراءه الحداثية في الخطاب الديني.
وكما تصدى " عصفور" لمن كفروا نصر حامد أبو زيد، اتخذ نفس الموقف ضد قتلة فرج فودة وعلى رأسهم محمد عمارة، وهو ما دفع الأخير إلى شن حرب على جابر عصفور انتقلت صداقها إلى الصحف والمجلات.
آراء صادمة
تلك المعارك سارت جنبًا إلى جنب مع آراء جابر عصفور الصادمة للبعض والتي على رأسها ضرورة عدم وجود دين رسمي للدولة، بالإضافة إلى أن الفتوى حق لجميع المسلمين وأن الفن والإبداع هما صمام تلك الأمة