الشيخ محمد متولى الشعراوى يشرح أولى خطوات المغفرة
لكل إنسان ذنوب في حياته سواء كانت هذه الذنوب من الكبائر أم من الصغائر ويسعى كل منا إلى أن يغفر الله له ذنوبه حتى يغفر الله له ذنوبه وتعود صفحته عند الله بيضاء فما هي اول طريق المغفرة ؟
يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى: هناك آية كريمة توضح معنى الاستغفار تقول ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) توضح لنا معنى الاستغفار، وكيف أنه لا يحدث إلا إذا كان الإنسان في قلبه إيمان.
ومعنى الآية الكريمة أنه ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم لأننى أرسلتك رحمة للعالمين، وحيث إن رحمتى سبقت عذابى لذلك فأنا لا أعذبهم وانت فيهم الرحمة المهداة.
الرحمة المهداة
ثم تمضى الآية الشريفة لتشرح ماذا سيحدث بعد انتقال رسول الله الى جوار ربه، وهنا يكمل الله الحديث ويقول ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )، إذن بعد انتقالك يامحمد الى جوار الله فإن الله سبحانه وتعالى لن يصيب بعذابه المستغفرين..لماذا ؟ لان الاستغفار هو الخضوع وهو الخنوع لله، ولا يوجد خضوع الا في قلب المؤمن.
محو الذنوب
وهكذا يبين الله الله تعالى لنا قيمة الاستغفار عنده ولجوء المسلم الى اللع بالدعاء لقبول التوبة والمغفرة والاستغفار عن الذنوب أيا كانت، وكيف ان الاستغفار يمنع العذاب ويمحو الذنوب ويمضى الله تعالى في بيان فضل الاستغفار فيقول ( ولو أنهم إذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )
ان أولى مراحل المغفرة واهمها هي الاستغفار والخضوع لله، والخشوع لله من أقوى علامات الاستغفار، والقلب غير المؤمن ليس فيه رحمة ولا فيه مغفرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو امته دائما الى الاستغفار ويقول:" استغفروا الله فإنى استغفره في اليوم مائة مرة " فإذا كان رسول الله الذى غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله في اليوم مائة مرة فكيف يكون حالنا نحن ؟
الايمان والخشوع
إذن الاستغفار مرتبة من مراتب الايمان بالله والخشوع لله سبحانه وتعالى، ولا يدخل الا قلب مؤمن، ولا ينطق بصدق الا انسان يخشى الله، ولا يهرع اليه الا من يخاف ربه ويخشى يوم الحساب، حيث ان الاستغفار دليل على صحوة من يريد رضاء الله عنه، ويريد محو ذنوبه وقبول توبته من الله عز وجل، عسى الله ان يقبل الدعاء ويغفر الذنب وتفيض الرحمة.
تذكير بقدرة الله
وعندما يأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بالاستغفار فإنه من خلاله يأمرنا جميعا ان نستغفر لذنوبنا.، واذا كان الله سبحانه وتعالى يأمر رسوله الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بالاستغفار..فهذا أمر لنا بالاكثار من طلب المغفرة والغفران من الله ليمحو ذنوبنا، ومن يغفر الذنوب الا الله فلنهرع جميعا الى الاستغفار، ان الاستغفار فيه تذكير دائما بقدرة الله وقوته وضعف عبده وعجزه وفى هذا تذكير لنا بالله سبحانه وتعالى كلما نسينا.