رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم ناجي.. شاعر الأطلال الذي ترك مصر بسبب إهانة طه حسين لشعره

الشاعر ابراهيم ناجى
الشاعر ابراهيم ناجى

شاعر مصرى، عرف بشاعر الأطلال وشاعر الحب، تخرج في كلية الطب، لكنه برع في عالم الشعر والأدب، مثل كل الأطباء الذين سلكوا طريق الأدب يوسف إدريس، مصطفى محمود، فؤاد خليل وغيرهم،عمل الدكتور ابراهيم ناجى في بداية حياته طبيبا في وزارة المواصلات ثم وزارة الصحة ثم الأوقاف.. غلب عليه الشعر فاتجه الى نشر ترجماته للشعر ومحاولاته الأولى بمجلة السياسة الأسبوعية لصاحبها الدكتور حسين هيكل.

انضم إبراهيم ناجى إلى مدرسة أبوللو الشعرية عام ١٩٣٢، تلك الجماعة التي حررت القصيدة العربية الحديثة من القيود الكلاسيكية الى الشعر الحديث، واهتم بالثقافة العربية فقرأ لأبى نواس وابن الرومى والمتنبى.
وأصيب بمرض السكر وهو شاب، نظم الشعر وهو فى سن 12 عاما وأصدر أول قصائده وهو فى الثالثة عشر بعنوان "على البحر"، بدأ حياته مترجما لأشعار الفريد دى موسييه وتوماس مورو نشرها بمجلة السياسة الأسبوعية.

قصيدة الاطلال 

كان الشاعر إبراهيم ناجى يميل إلى الرومانسية واشتهر بشعره الوجدانى وقصائده الغزلية فقدم "قصيدة الأطلال "التي تقع في 130 بيتا، وغنتها أم كلثوم ولحنها رياض السنباطى فلقب بشاعر الأطلال، تقول كلماتها:
يا فؤادي لا تسل أين الهوى.. كان صرحا من خيالٍ فهوى/ اسقني واشرب على أطلاله.. واروِ عني طالما الدمع روى/كيف ذاك الحب أمسى خبرًا.. وحديثًا من أحاديث الجوى/اعطنى حريتى اطلق يدى.. إننى أعطيت ما استبقيت شيئا/آه من قيدك أدمى معصمى... لم أبقيه وما أبقى على.


من دواوين إبراهيم ناجى الشعرية «وراء الغمام - في معبد الليل، الطائر الجريح، ليالى القاهرة، ومن قصائده " السراب في السجن"  استقبال القمر، عاصفة، استقبال القمر.


قدم إبراهيم ناجى الى جانب دواوينه الشعرية ترجمات لبعض الأشعار الفرنسية لبودلير تحت عنوان "أزهار الشر" وترجم عن الإنجليزية رواية" الجريمة والعقاب " لديستوفيسكى وعن الإيطالية رواية" "الموت فى إجازة".

هجوم طه حسين 

عند صدور ديوانه الأول واجه نقدا شديدًا من الدكتور طه وادي وعباس العقاد والدكتور طه حسين الذى وصف شعر ناجى قائلا بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الملأ فيأخذ البرد من جوانبه.


أغضب هذا النقد الشاعر إبراهيم ناجى بل أحزنه حزنا شديدا، فترك البلاد وسافر إلى لندن وعاش هناك سنوات، ثم عاد إلى مصر بعد ثورة ٥٢ لكنه عاش في ضنك شديد وأصيب في حادث هناك وظل يعانى من جروحه وهو مريض السكر، وتنكر له أقرب الناس إليه حتى توفى ١٩٥٣. 

النور والهواء 

كتب إبراهيم ناجى عن مرضه في أيامه الأخيرة يقول: تمر بى الأيام بلا طعم بعد تنكر الأصدقاء وهجر الأحباب، واتضح لى بعدما مرضت أننى كنت أنفق من عافيتى كثيرا، وعلمتنى فلسفة المرض أن الأصدقاء قليلون وأن الخيال لا يغنى عن الحقيقة، أما الأدب وإن أضعت عمرى في أوهامه كان تسليتى في غمرات الكروب، والنافذة الوحيدة التي كانت تصلنى بالنور والهواء بعيدا عن الظلمات.
 

الجريدة الرسمية