موسى صبرى يكتب: حب المرأة عند إبراهيم ناجي مثل قزقزة اللب
في أوائل السبعينات وفى ذكرى رحيل الشاعر إبراهيم ناجى كتب الكاتب المسرحى نعمان عاشور مقالا يلقى فيه الضوء على شخصية إبراهيم ناجى التي ملأت الدنيا من قبل حيث كتب القصائد الغرامية الرومانتيكية وكان لكل قصيدة قصة حب فى حياته، فقد أحب زوزو حمدى الحكيم وأمينة رزق وملك الجمل وزوزو ماضى وغيرهن من النجمات فى عصره فقال فيه:
تعلقت بركب إبراهيم ناجى منذ زمن بعيد بعد تخرجى من كلية الآداب، قرأت له في معظم مجلات دار الهلال وخاصة مجلة الاثنين والمصور قبل ان ألقاه، لكن عرفته قبل ان أقرأ له، كان يقدم أبوابا في الصحف بعيدا عن الشعر تماما ولكن عن الصحة النفسية، ثم بدأ يكتب عن العواطف والجنس وكانت موجة سائدة في تلك الأيام.
كان اول ما أثار اهتمامى في إبراهيم ناجى الابيات المحفوظة التي كانت تردد عن ملحمته التي كتبها خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وهى الاطلال، هي مجموعة قصائد في قصيدة طويلة لم يهتم إبراهيم ناجى بجمعها وإنما كانت تنشر له تباعا في مجلة "أبوللو" أو على ألسنة الشعراء المعجبين به أحيانا، ثم جمعها بعد سنوات في دواوينه.
صداقة مقهى المثلث
وأضاف موسى صبرى فتنتنى الاطلال وفتحت مغاليق حسى وتذوقى على شاعرية ابراهيم ناجى فانفرد بين كافة معاصريه بإعجابى، والحق انه كان استاذهم جميعا، لذلك فما كدت اسمع ذات ليلة بوجوده في مقهى مقابل لقهوة عبدالله التي كانت بمثابة تجمع ليلى للادباء في الجيزة حتى سارعت اليه، كان يجلس في حديقة المثلث المطل على المقهى وكان ذلك عام 1946، كان محاطا بمجموعة من الشعراء والكتاب غير المعروفين، وكان يقرأ عليهم احدى قصائده، استأذنته في الجلوس بكل شجاعة وفرح الرجل باعجابى به فلما افصحت انى معجب بشعره ازداد غبطة وكأنه طفل صغير.
ومن هذه اللحظة عرفت إبراهيم ناجى انه من ذلك النوع الذى تستطيع ان تكون صديقا عزيزا له من أول دقيقة وظللنا كذلك حتى نهاية عمره عام 1953.
مقهى المثلث كانت ارفع بكثير من قهوة عبدالله فصاحبها يونانى وكان يتردد عليها العديد من الادباء والكتاب والفنانين والفنانات وجميع العاملين باستديوهات شارع الهرم،بل ورجال السياسة أيضا.
ذهبت يوما للبحث عن ابراهيم ناجى وشلته وجدت حفنى محمود الذى اصبح وزيرا، وعلى الجانب الاخر وجدت يوسف وهبى والمنتجة آسيا واحمد بدرخان، ذهبت الى قهوة عبدالله اراقب مجئ ناجى وشلته وفجأة حضر ومعه شلته واحدى السيدات واعطانى ورقة لكى اقرا منها قصيدة مهداة الى السيدة التي كانت معه، لكن لم تعجبنى القصيدة.
المرأة الجميلة
كان إبراهيم ناجى كلما رأى امرأة وقع في حبها فالحب عنده كما يقول كامل الشناوى مثل قزقزة اللب وكامل الشناوى كان كذلك ويبدو ان جميع كتاب القصائد الرومانتيكية مثلهما تماما، والشرط الوحيد عندهم ان تكون المرأة جميلة وأن جمالها يكون جمال يوحى بالشعر وأن قادرة على الصد والرد والجفاء وأيضا الدلال، فبذلك وحده تستطيع ان تهز عواطفه ن وبأجمل منها يستطيع ان يستغنى عنها.
حب ناجى متجدد
ذات ليلة دعانا شاعرنا الكبير ابراهيم ناجى في تاكسى على حسابه الى حى مصر الجديدة ونزلنا الى شارع لايسير فيه احد وراح يطوف حول فيلا محددة مرة واثنين وثلاثة ويردد قصائد وفجأة قال برئت من هواها.
من هنا أقول أن حب إبراهيم ناجى متجدد دائما ويسجل دائما شعوره في نوتة خواطره التي يسميها روشتة الشفاء.