رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل إعدام صدام.. رفضوا إمهاله لإكمال الشهادة.. وجنود بوش سرقوا متعلقاته

الرئيس العراقي الأسبق
الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين

في الذكرى الخامسة عشرة لوفاة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، تتداعى إلى الأذهان المشاهد المأساوية لعملية الاعتقال، كما روجت لها الآلة الإعلامية الأمريكية، ثم صدمة نبأ إعدامه صبيحة عيد الأضحى المبارك، وهو ما يمثل مناسبة دينية مهمة لدى ملايين المسلمين، والذين أحسوا بإهانة بالغة لاختيار هذا اليوم لتنفيذ الإعدام.

في مثل هذا اليوم منذعدة سنوات، كشف موفق الربيعي،‏ مستشار الأمن القومي العراقي السابق الذي أشرف على إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين،‏ النقاب عن التفاصيل الكاملة للحظات الأخيرة قبل تنفيذ عملية الإعدام.

وقال: إن صدام ظل متماسكا حتى النهاية قبيل إعدامه،‏ ولم يعرب عن أي ندم‏.‏

وكشف الربيعي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن مسار إعدام الرئيس العراقي الأسبق انطلق بعد أحد المؤتمرات بين المالكي والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، الذي سأل المالكي، خلال اللقاء: ماذا تفعلون مع هذا المجرم؟، فرد المالكي بالقول: نعدمه، فرفع بوش إبهامه له، موافقًا. 

وأشار الربيعي إلى مجموعة من الضغوط تعرضت لها السلطات العراقية قبيل إعدام صدام؛ منها قانونية، ومنها سياسية من جانب زعماء عرب.

وحول تفاصيل تنفيذ عملية الإعدام تحدث الربيعي قائلا: "اتسلمت المهيب الركن عند الباب، ولم يدخل معنا أي أجنبي أو أي أمريكي، كان يرتدي سترة وقميصا أبيض، طبيعي غير مرتبك، ولم أر علامات الخوف عنده".

أثناء المحاكمة

كان متماسكا حتى النهاية

وأضاف: طبعا بعض الناس يريدونني أن أقول إنه انهار، أو كان تحت تخدير الأدوية، لكن هذه الحقائق للتاريخ.. كان متماسكا حتى النهاية.

وتابع: لم أسمع منه أي ندم. لم أسمع منه أي طلب للمغفرة من الله عز وجل، أو أن يطلب العفو، لم أسمع منه أي صلاة أو دعاء فالإنسان المقدم علي الموت يقول عادة: يا ربي اغفر لي ذنوبي.. أنا قادم إليك. أما هو فلم يقل أيًّا من ذلك.

وقال: عندما جئت به كان مكتوف اليدين ويحمل المصحف.. أخذته إلي غرفة القاضي حيث قرأ عليه لائحة الاتهام، بينما هو كان يردد: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين، الموت للفرس المجوس.

وتابع: قدته إلى غرفة الإعدام، فوقف ونظر إلى المشنقة، ثم نظر لي نظرة فاحصة، وقال لي: دكتور؛ هذا للرجال.. فتحت يده وشددتها من الخلف، فقال: آه.. فأرخيناها له، ثم أعطاني المصحف، وقال اعطه لابنتي، فقلت له: أين أراها؟ أعطه للقاضي، فأعطاه له.

الرئيس الأسبق

آخر كلامه

وكانت آخر كلمات قالها صدام: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا.. وقبل أن يكمل الشهادة، أُعدم بعد محاولة أولى فاشلة قام بها الربيعي نفسه، الذي نزل بعد ذلك إلى الحفرة مع آخرين، ووضعناه في كيس أبيض، ثم وضعناه على حمالة (نقالة)، وأبقيناه في الغرفة لبضعة دقائق.

وفي الذكرى الـ 15 لوفاة الرئيس العراقي الأسبق، كشف مترجم عراقى تعاون مع الأمريكيين، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجيش الأمريكى استخدم أثناء اعتقال صدام حسين، بودرة مخدرة.

وأكد المترجم، أنه رافق العسكريين الأمريكيين الذين نفذوا عملية اعتقال صدام حسين.

 معلومات سرية

وأضاف المترجم: "بعد حوالي ثمانية أشهر من بداية عملي، تلقى الجانب الأمريكي معلومات سرية للغاية عن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام حسين في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين، كان يختبئ فى مزرعة على بعد أمتار قليلة من نهر دجلة، في منطقة المعبر".

ووفقا له، أفادت رواية بأن أحد أقارب حراس صدام كشف مكان المخبأ، ثم تم التحقق من هذه المعلومات من خلال مراقبة رجل كان ينقل الطعام إلى صدام.

وتابع المترجم القول: "لم يكن أحد يعلم أنه حارس أمن صدام، لكن شكوكا حامت حوله، لأنه كان يشتري أفضل البضائع والسلع من بعض الماركات التجارية في الأسواق. ونظرا للوضع المتدهور في البلاد أثار ذلك الشبهات وبعد المراقبة تبين كل شيء".

وتم إرسال وحدة من القوات الخاصة الأمريكية إلى الموقع، ولم يسمح للمترجم نفسه بالاقتراب، لأنه لم يكن يرتدي قناعا ضد الغازات. بعد ذلك تم بخ غاز منوم في منطقة تنفيذ العملية.

وقال المترجم: "تم إخراج العديد من الأشخاص من هناك. وبينهم كان صدام حسين، ولم يسمحوا لنا بالاقتراب منه".

وبعد أن تم إجلاء صدام حسين بطائرة مروحية، تمكن المترجم من معاينة الغرفة التي كان يعيش فيها: كانت غرفة بعرض 3.5 متر وطول حوالي 4 أمتار، فيها سريران، وكانت هناك أحذية وملابس غالية الثمن وعطور وأغراض شخصية - ساعة يد الرئيس ومسدسه الشخصي، والعديد من صور عائلته، وجهاز تسجيل بشريط فارغ وتسجيلات صوتية له.

 سرقة المتعلقات

وقال المترجم: "تمت سرقة قسم كبير من هذه الأشياء- الأحذية والساعات والملابس وحتى الطعام. أخذها العسكريون كتذكار".

وأشار إلى أنه بعد العملية، تغطت شتلات أشجار البرتقال في المنطقة، بمادة بيضاء مجهولة ونفقت جميع الحيوانات؛ الماشية، والكلاب الضالة.

من جانبها، اعتبرت رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الراحل، في كلمة بمناسبة ذكرى إعدامه في 30 ديسمبر، عام 2006، أن محبة الناس لوالدها "ازدادت" بعد إعدامه، و"صار ذكره يتكرر أكثر مما كان حيا".

رغد صدام حسين

رسائل رغد للعراقيين

وقالت، في مقطع فيديو نشرته عبر حسابها على "تويتر"، موجهة حديثها للعراقيين: "يا أبناء شعبنا العظيم، يا من قاتلتم دفاعا عن أرضكم الطاهرة منذ 2003، وباشرتم بأسرع مقاومة عرفها التاريخ، نطوي عاما آخر، ونحن نحيي ذكرى استشهاد والدي الشهيد صدام حسين، هذا الرجل الشامخ القامة الذي لا يحتاج إلى شهادة أحد، فبطولته ومقاومته للعدو واستشهاده مع أولاد العراقيين وأولاده خير دليل على ذلك، وأبى مغادرة العراق ليستشهد مع ولديه وحفيده، ولقد رفع الله شأنه على الأرض كما في السماء، وازدادت محبته في قلوب الناس وصار ذكره يتكرر أكثر مما كان حيا".

الجريدة الرسمية