حركة الشباب الصومالية تستولى على مدينة قريبة من العاصمة مقديشو
استولت حركة الشباب في الصومال، الموالية للقاعدة، صباح اليوم الخميس، على مدينة بلعد، 37 كلم عن العاصمة مقديشو.
وتمكنت الحركة من السيطرة على أحياء المنطقة الخمسة، بعد قتال عنيف خلف ضحايا مدنيين، إلى جانب قتلى من الأطراف المتقاتلة، وفق ما نقل موقع الصومال الجديد، اليوم الخميس.
ويتزامن سقوط المدينة، مع أزمة سياسية جديدة خطيرة في الصومال، إثر قرار الرئيس محمد عبد الله، بتجميد عمل رئيس الوزراء وغريمه السياسي محمد حسين روبلي، واتهامه بالفساد.
القوات الحكومية
من جانب آخر، كان سكان ومسؤولون قد قالوا: إن متشددين صوماليين شنوا هجوما على بلدات حدودية في جنوب الصومال أسفر عن مقتل جنود من القوات الحكومية.
وفي انتصار اعتبرته قوى غربية استراتيجيا طردت قوات حكومية وقوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الافريقي متمردي حركة الشباب المتحالفين مع تنظيم القاعدة من العاصمة مقديشو وعانت الحركة من انقسامات داخلية وأفادت تقرير بأنها تعاني من نقص في عدد المقاتلين ومشاكل في التمويل.
لكن الهجوم الأخير للمتمردين يظهر أنهم مازالوا قادرين على شن هجمات كبيرة للسيطرة على أراض في وقت تكافح فيه جماعات الاغاثة لمساعدة أكثر من مليون صومالي يعانون من المجاعة بجنوب ووسط الصومال.
بلدة دوبلي
وقال ساكن فر من القتال الى كينيا إن المتمردين دخلوا في وقت سابق بلدة دوبلي القريبة من الحدود مع كينيا من ثلاثة اتجاهات وهاجموا قوات حكومية وميليشيا متحالفة معها تعرف باسم راسكامبوني.
وقال الضابط محمد واردهيري لـ “رويترز” من منطقة الحدود: “هاجمتنا حركة الشباب في الصباح من اتجاهات عدة.. رأيت 13 جثة معظمها من راسكامبوني. يمكننا القول إن الشباب موجودون بشكل كامل الان في المدينة وإن عدد الضحايا ربما يكون أكثر من هذا”.
وذكر سكان بعد ذلك بساعات قليلة أن الجيش الصومالي استعاد السيطرة على البلدة.
وقالت حركة الشباب إنها فقدت ستة من مقاتليها وقتلت 40 جنديًّا.
قوات الأمن الكينية
وانتشر المئات من قوات الأمن الكينية في عربات مصفحة وطائرات هليكوبتر على بعد خمسة كيلومترات فقط عند الحدود المضطربة وتناثرت الجثث في أرض المعركة عبر الحدود.
وذكر مسؤول حكومي أن 24 شخصا قتلوا في اشتباك بين قوات ومتشددين في منطقة جدو القريبة الواقعة جنوب غرب الصومال والتي يسيطر الشباب على أجزاء فيها.
وقال أوجستين ماهيجا مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال في تصريح للصحفيين خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن الصومال في العاصمة الدنماركية إن المجموعة تشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات.
البلدات الحدودية
وكانت القوات الصومالية قد استعادت السيطرة على البلدات الحدودية مع اثيوبيا وكينيا بدعم من البلدين في وقت سابق هذا العام لكن المتمردين تعهدوا بمهاجمتها مجددا.
وقال ماهيجا: إن مقديشو ما زالت تحت السيطرة الكاملة للقوات الحكومية وقوات الاتحاد الافريقي وإن تلك القوات واثقة من أنه سيتم التخلص من مقاتلي الشباب الباقين في المدينة.
وقال: “هناك قلق متزايد من أن بعض عناصر حركة الشباب يتسللون إلى منطقتي بلاد بنط وجالمودوج وهناك احتمال بأنهم يمكن أن يصلوا حتى إلى منطقة أرض الصومال لذا ينبغي التعامل مع هذه القضية.”
تفويض قوة حفظ السلام
وفي نيويورك مدد مجلس الأمن الدولي تفويض قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال عاما آخر.
غير أن سفير الصومال لدى الأمم المتحدة علمي أحمد دوالي أبلغ المجلس بأنه ما زال قلقا من أن القوة التي تضم حاليا 9000 جندي من أوغندا وبوروندي تفتقر إلى الموارد وينبغي توسيعها.
ودعا قرار المجلس الدول الأفريقية إلى تقديم مزيد من القوات لزيادة عدد أفراد قوة حفظ السلام إلى 12000 وفق التفويض الممنوح لها. وقال المجلس إنه سينظر في التفويض بزيادة أخرى في عدد القوات بعد ذلك.