لماذا يكره المصريون الإخوان؟!
السؤال فرض نفسه على الساحة السياسية عقب انتفاضة ٣٠ يونيو التى أظهرت موجة الغضب الكامن فى أعماق المصريين.. بعد عام من حكم الإخوان..
خرج المصريون بالملايين فى مشهد مهيب يطالبون الرئيس القادم من صفوف الجماعة بأن يجرى انتخابات رئاسية مبكرة بعد فشله الذريع فى إدارة الدولة.. وعجزه عن تقديم ما وعد به من مشروعات تحقق نهضة الوطن.. وتم انتخابه على هذا الأساس.. ولكنه لم يف بأى وعد من وعوده.. مما دفع ملايين المصريين إلى المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة من أجل تصحيح مسار الثورة.
يحذر الكاتب الإسلامى فهمى هويدى من استمرار موجة الكراهية ضد "الإخوان" التى يعترف بأنها تفجرت بسبب فشل الرئيس سواء بسبب قلة الخبرة أو سوء الإدارة أو ثقل العبء والتركة.
يرى أن ذلك لا يقارن بخطايا النظام السابق المتمثلة فى الاستبداد والفساد والانطباع السياسى فى مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل.
لا تبدو المقارنة بين النظامين مقبولة، فقد ثار المصريون على مبارك وخلعوه.. وسجنوه بسبب فساده.. وليس معقولًا أن يتسامحوا مع مرسى لأنه أفضل من مبارك رغم الاعتراف بفشله وفشل جماعته فى إدارة مصر، ولم تكن كراهية الجماعة مناضلة فى أعماق المصريين.. فقد منحوا أصواتهم لمرشح الإخوان على أمل أن يحقق ما لم يستطع النظام السابق تحقيقه.. ولولا أصوات غير المنتمين لتيار الإسلام السياسي، لما فاز الرجل.
بل إن أحزاب المعارضة ورموزها الثقافية، انحازت لمرشح الجماعة.. فى مواجهة الآخر المنتمى إلى نظام مبارك، حدث ذلك رغم خلاف عميق الجذور بين منطلقات تلك الأحزاب المدنية.. ومعتقدات الجماعة.
راهن الجميع على مصداقية الرجل الذى تعهد أنه سيكون رئيسًا لكل المصريين لا لجماعته فقط.. ولم يلتزم بالوعد، أقسم بأنه لن يعمل منفردًا ولكن ضمن فريق عمل يعبر عن التيارات السياسية المختلفة.. وبالفعل تم اختيار مجموعة متميزة للعمل كمستشارين للرئيس.. ولكن معظمهم استقال لانفراد الرئيس بالحكم دون استشارتهم.
وعد بتعيين نائب مسيحي وآخر يمثل المرأة.. ولكنه استجاب لضغوط الجماعة التى ترفض ولاية المسيحى أو المرأة، لم يكن نظام مرسى أقل استبدادًا من النظام الذى سبقه، بعد وضعه فى يد الرئيس السلطات التشريعية والتنفيذية، ألم تكن كل هذه الأسباب كافية لتمرد الشارع المصرى على حكم الإخوان.. وكراهيتهم للجماعة.
ليس من الإنصاف أن يتجاهل الذين يتباكون على نظام الإخوان.. أن المصريين انقسموا لأول مرة بين إسلاميين وكفرة.. أقباط ومسلمين سنة وشيعة.. وأن سياسة الجماعة كانت تغذى تلك الانقسامات.
ليس من الإنصاف أن يتجاهل هؤلاء.. المحاولات المستميتة التى بذلتها الجماعة لهدم مؤسسات الدولة المصرية.. الأزهر والكنيسة.. القضاء والإعلام.. الجيش والشرطة.. لم تسلم مؤسسة واحدة من الهجوم الشرس على رموزها فى مسعى لا يتوقف لأخونتها.
الأهم.. المعاناة التى لم يشعر بها المصريون من قبل.. سواء من انعدام الأمن.. وانهيار الاقتصاد.. وتفاقم الباطلة.. وغلاء الأسعار وغياب الدولة.. إلخ.
ألا تكفى كل هذه العوامل لأن يكره الشعب المصرى.. جماعة الإخوان؟!