رئيس التحرير
عصام كامل

الفريق سعد الدين الشاذلي العقل المدبر لحرب أكتوبر المجيدة..اتبع مبادئ الحرب الحديثة بـ"المناورة بالقوات".. عاش بالجزائر كلاجئ سياسي..ظلمه مبارك والسادات وكرمته ثورة يناير

الفريق سعد الدين
الفريق سعد الدين الشاذلي

الفريق سعد الدين الشاذلي - رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 - من أشهر القادة العسكريين في العالم، تدرس خططه العسكرية في حرب أكتوبر المجيدة حتى الآن بالمعاهد والكليات العسكرية على مستوى العالم.


ولد الفريق الشاذلي في 1 أبريل 1922، وهو من أبناء محافظة الغربية.. الرأس المدبر والمهندس الحقيقي لحرب السادس من أكتوبر عام 1973 شعر السادات ومبارك بالغيرة بعدما اشتهر الشاذلي كقائد عسكري عقب انتصار أكتوبر.

وكان قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة وسفير مصر في البرتغال وبريطانيا، اتبع مبدأ من مبادئ الحرب الحديثة، وهو "المناورة بالقوات"، مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر.

أثبت الشاذلي نفسه في نكسة 1967 عندما كان برتبة لواء ويقود وحدة من القوات المصرية الخاصة في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجة لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بنحو خمسة كيلو مترات وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، باعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم أو تغطية جوية، وبالحدود الدنيا من المؤن، استطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (نحو 200 كم).

ونجح الفريق الشاذلي في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%. فكان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.

بعد هذه الحادثة اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قيادة موحدة هي القوات الخاصة.

في 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بـثورة التصحيح عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية.

في 13 ديسمبر 1973م وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيرًا لمصر في إنجلترا ثم البرتغال.

في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه ويذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسي.

عاد عام 1992م إلى مصر بعد 14 عامًا قضاها في المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن؛ لأن الأحكام العسكرية ليس بها استئناف ولا نقض ولا تسقط بالتقادم.

منحه الرئيس المعزول محمد مرسي قلادة النيل العظمى لدوره الكبير في حرب أكتوبر المجيدة في 3 أكتوبر 2012 ويتم إنشاء طريق كبير للربط بين الطريق الدائري وطريق مصر الإسماعيلية يحمل اسم الفريق سعد الشاذلي.

من مؤلفاته كتب عن حرب أكتوبر، الخيار العسكري العربي، الحرب الصليبية الثامنة، أربع سنوات في السلك الدبلوماسي.
وتوفي في 10 فبراير 2011 قبيل تنحي مبارك الذي رفض إصدار عفو عن الشاذلي لكن ثورة 25 يناير أعادت الاعتبار إلى الرجل الذي كان سببا في انتصار الجيش المصري وترك علامة بارزة في تاريخ القوات المسلحة المصرية.
الجريدة الرسمية