رئيس التحرير
عصام كامل

البنزرتي يفتي بإباحة الخمر.. ومعلق رياضي يطلب البيرة على الهواء.. والإفتاء تحسم الجدل

فوزي البنزرتي
فوزي البنزرتي

أثار المدرب التونسي فوزي البنزرتي الملقب بـ“شيخ المدربين“ في تونس جدلًا واسعًا، عندما اعتبر أن شرب الخمر ليس بالفعل الحرام في الدين.

وقال البنزرتي في تصريحات تلفزيونية، إن الخمر ليس حرامًا دينيًا، قبل أن يتحدى الجميع حينما أكد أن القرآن الكريم لا يتضمّن أي آية صريحة تثبت تحريم الخمر“.

شكيب خويلدي

وأعادت تصريحات "البنزرتي" إلى الواجهة الإعلامية حادثة المعلق الرياضي التونسي "شكيب خويلدي"، الذي جرى إيقافه عن العمل في التلفزيون الرسمي بعد أن طلب زجاجة بيرة على الهواء وهو يعلق على إحدى المباريات.

وأصدر التلفزيون التونسي بيانا للتعليق على الحادثة، التي جرت في أبريل الماضي،  جاء فيه: "على إثر ما صدر من المعلق المكلف بالمداومة في مباراة الاتحاد المنستيري والنادي الأفريقي من عبارة غير لائقة قبل اللقاء، تعتذر مؤسسة التلفزة الوطنية التونسية من السادة المشاهدين".

وأكد البيان أن إدارة التليفزيون التونسي قامت بإيقاف "خويلدي" فورا إلى حين انتهاء التحقيق لاتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة.

دار الإفتاء 

وأكدت دار الإفتاء أن تحريم شرب الخمر ثابتٌ بنصوص الكتاب والسنة وإجماع المسلمين؛ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ خمر، وكُلُّ مُسْكِرٍ حَرام» (رواه مسلم). فهذه النصوص تدل على تحريم شُرْبها؛ لشدة الوعيد فيها.

حكم شرب الخمر

وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك” أنه إذا كان الشرع الشريف أَمَرنا بعدم فِعْل المحرمات -والتي منها شُرْب الخمر-؛ فإنَّ ذلك يَحْصُل أيضًا بتَرْك الشيء المُحرَّم وعَدَمِ القَصْد إليه؛ فالمسلم يَخْرُج من عُهْدِة النهي بتركه وعدم القَصْد إليه.

وأوضحت أن الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر التي أناط الله سبحانه وتعالى أفضلية أمة الإسلام بها في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]؛ إنما يكونا بالوسائل الشرعية والقانونية المُقَرَّرة، والتي تتغير بتغير الزمان والمكان والبيئات والعصور والأعراف.

مفتى الجمهورية الأسبق

وفي الفتوى رقم 1986 المنشورة على موقع دار الإفتاء على شبكة الإنترنت، والواردة عن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق مفتي الجمهورية الأسبق: "الخمر حرامٌ بإجماع المسلمين، وعلى ذلك تدل النصوص الشرعية؛ فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]، وقوله: ﴿فَاجْتَنِبُوهُ﴾ أكد في التحريم؛ لأن هذا اللفظ يدل على تحريم الاقتراب من الخمور ومجالسها، فما بالُنا بشربها! ومن السنة قوله صلى الله عليه وآله سلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ خمرٌ، وكُلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ» رواه مسلم، هذا إلى جانب ما ثبت من أن للخمر آثارًا وأضرارًا أدبية ومادية".

وأضاف الشيخ جاد الحق: "هذا وقد ثبت أن للخمر آثارًا وأضرارًا جسيمة أدبية ومادية؛ إذ هي تؤدي إلى زوال العقل وإفساد الإنسانية للشارب وإهدار آدميته وكرامته، كما تفسد علاقته بأهله وأقاربه ومجتمعه وتحطُّ من شأنه وتقضي على حيويته وتصيب الجسم بالعلل؛ لما لها من تأثير ضارٍّ على المعدة والكبد، ومع هذا تذهب بأموال الشارب وممتلكاته، ومتى اختل العقل وفسد بشرب المسكرات انقطعت صلة شاربها بربه وابتعد عن عبادته؛ لأنها تورث قسوة القلب وتدنس النفس فلا يتذكر عظمة الله وقدرته. لهذا كانت الخمر صنوًا للشرك بالله ورجسًا من عمل الشيطان؛ كما وصفها القرآن الكريم في تلك الآية".

الجريدة الرسمية