الزي الشرعي الأفغاني والباكستاني اختراعات كاذبة للإسلاميين
على مدار العقود الماضية، كان الزي الشرعي الإفغاني والباكستاني، هي الكذبة الأكثر شعبية في المنطقة العربية والإسلامية، جرى تسويقه بهذا المعنى باعتباره الزي الشرعي للرجل المسلم والمرأة المسلمة من الإسلاميين الذين انفردوا بهذه الرواية، واعتبروها أول مظاهر الصلاح لكل من يريد السير في طريق الالتزام الديني.
زي الرسول والصحابة
ويزعم الإسلاميون أن الزي الشرعي الباكستاني والأفغاني هو الأقرب للباس التي كان الرسول (ص) يرتديها، ما يضفي عليه حالة من الروحانية تزيد الإيمان في القلوب، وهناك من يزايد على القضية ويعتبره لباس أهل الجنة.
وهذه الروايات المتناثرة عن الزي الشرعي الأفضل للمسلمين تكونت على مدى نحو نصف قرن، وجعلت لقب شيخ قرين كل من يرتدي هذه الملابس، وأصبح مفتاح الحصول على ثقة عمياء من البسطاء، وكل من لديهم غيرة وهوى ديني، فليس مهما أن يكون شخص ما متمكنا في الحديث والتفسير وكل علوم الدين ليتصدر الحديث باسم الله، بل يكفي له ارتداء البنطال القصير مع إطالة اللحية، وإلزام زوجته وأهل بيته من السيدات بالنقاب الأفغاني حتى يكتسب الصفة الجديدة.
شعائر دينية
ويقول سامح عسكر، الكابتب والباحث، أن استيراد ملابس الأفغان والباكستانيين باعتبارها "شعائر دينية" غير صحيح، موضحا أن ارتداءها أصبح من واجبات العقيدة ولفظ الرجل الصالح والمرأة الصالحة يُطلق على من يتقلد تلك الملابس دون خجل.
وأضاف: نحترم كل الثقافات والشعوبلكن تلك الملابس خاصة بأهلها وهي أزياء قومية محلية لا علاقة لها بالدين، وليست معيارا لصلاح وفضل الإنسان أبدا والذي فعل ذلك وساهم في انتشاره ودعم أصحابه، اخترق العقل والثقافة المصرية في الصميم، حتى صارت الملابس المصرية حراما، وصلاح المواطن يُعرَف من شكله.
تجارة رابحة
واستكمل: صارت تجارة تلك الملابس مُربحة، والمصري الذي يتأثر بها ينسلخ كليا من هويته وثقافته وتاريخه، وجرى تقبيح الأرض المصرية تماما باعتبارها أرض فساد وشهوات في المقابل تقديس أراضي الآخرين واعتبارها أرض العقيدة والطاعات.
واختتم: جريمة متكاملة اخترقت فيها الوهابية العقل المصري، وجرى أفغنته وتصحيره وتجريفه بشكل كامل، ولا زالت تلك الجريمة ممتدة رغم انحسارها جزئيا بعد سقوط الإخوان، ومحاولات إحياءها قائمة على قدم وساق ومن نفس الوجوه التي نشرتها في الماضي، على حد قوله.