رئيس التحرير
عصام كامل

أزمات ليبيا عرض مستمر.. الأمازيغ يطالبون بدستور جديد.. وشروط لعقد الانتخابات

أمازيغ ليبيا
أمازيغ ليبيا

تشهد ليبيا أزمات متلاحقة بعدما قررت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا تأجيل الاستحقاق الدستوري لانتخابات الرئاسة والبرلمان في ليبيا بسبب ظروف غير مواتية لإتمام العملية الانتخابية.

 

الأمازيغ في ليبيا

وبدى الأمر واضحًا حول الانقسامات في جسم الكيان السياسي الليبي خاصة بعد مطالبات الأمازيغ في ليبيا بدستور جديد ورفض مرشحين بعينهم من الدخول في سباق انتخابات الرئاسة الليبية تحت أي بند. 

 

ليزداد المشهد في ليبيا تعقيدًا وانقسام حول أحلام الديمقراطية الوليدة في طرابلس والتي سقطت في طور الفراغ السياسي عقب انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. 

قوات أمازيغ ليبيا 

وفي ذلك الصدد قال فتحي خليفة، زعيم حزب "الليبو" بحسب مجلة "جون أفريك": "لن تكون هناك انتخابات رئاسية دون أساس دستوري واضح".

 

وكانت المجتمعات الناطقة باللغة البربرية أعلنت في نوفمبر الماضي، رفضها بالإجماع إجراء الانتخابات الرئاسية.

 

وأعربت مجالس الأعيان والحكماء والمجالس البلدية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات العسكرية والثورية في بلدات نالوت وزوارة وكاباو ودجادو بشكل ملحوظ عن رفضها الترشيحات المثيرة للجدل، وفق تعبيرها.

 

اللغة البربرية 

وتتركز المناطق الناطقة باللغة البربرية في ليبيا في الغرب بطرابلس، وأهمها منطقة ويلول حول مدينة زوارة الساحلية الكبيرة والتي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 50000 نسمة.

 

أما القطب الكبير الآخر الناطق بالأمازيغية فهو جبل نفوسة، جنوب غرب طرابلس مع بلديات نالوت وإفرين وكاباو ودجادو وقلعة.

 

كما يتركز مجتمع الطوارق في الجنوب، على طول الحدود الجزائرية إلى النيجر، وتتمتع العاصمة طرابلس بحضور قوي للأمازيغ الذين يبدون تمسكا بعاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم.

شعب الأمازيغ في ليبيا 

ووفق تقرير لـ"جون أفريك" فإنه "بعد أن شارك الأمازيغ بشكل كبير في ثورة 17 فبراير 2011 يعتزمون تأكيد حقوقهم على أرض أجدادهم وفي ليبيا الجديدة" لكنهم يبدون تحفظا على بعض الترشيحات للانتخابات الرئاسية.

 

ونقل التقرير عن مهندس الفيزياء النووية والرئيس السابق للمؤتمر العالمي الأمازيغي فتحي خليفة، قوله، إن المجتمع الدولي فشل في تحمل مسؤولية الشعب الليبي عندما دفعه نحو انتخابات رئاسية دون دستور، واصفًا الأمر بـ"الخطير".

وأضاف: "الانتخابات الرئاسية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، ما زلنا لم نختر نظام بلدنا فكيف نختار رئيسًا؟".

 

ووفق فتحي خليفة، فإنه "يجب تهيئة الأرضية لهذه الديمقراطية التي حرمت البلاد منها منذ سبعين عاما، من خلال بناء دولة على أسس متينة، أي القوانين".

 

وقال: "لقد أجرينا بالفعل انتخابات ثلاث مرات ولكن دون نتائج، وهذه الانتخابات التي ليست اختيار الشعب الليبي هي مجرد زينة".

 

دستور يكرس حقوق الأمازيغ

ومن جانبه، يوضح المدرس والباحث بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، ماسين فيركال، أنه على الدستور أن يكرّس حقوق الأمازيغ.

احتفالات الأمازيغ في ليبيا 

ويضيف فيركال: "بالنسبة إليهم، لن تكون هناك مفاوضات محتملة حول هذا الموضوع، أمازيغ ليبيا يرفضون إخضاع مبدأ الاعتراف بهم للاستفتاء وهذا الموقف ثابت منذ رفضهم المشروع الدستوري في 2011"، وفق تأكيده.

 

ولفت الباحث ماسين فيركال إلى أنه ”على مدى السنوات العشر الماضية سيطر الأمازيغ بشكل كامل على البلدات والأقاليم الأمازيغية، التي تعتبر المدن والمناطق الأكثر أمانًا في ليبيا“.

 

وأضاف: ”الأمن في أيدينا والجماعات الإرهابية مثل داعش لم تترسخ“.

 

وأكد فيركال أن ”المناطق الناطقة باللغة البربرية هي التي تبذل قصارى جهدها منذ سقوط معمر القذافي، هناك أمن نسبي وفساد أقل من أي مكان آخر“.

بربر ليبيا

وتابع: ”هذا الأمر يجعل بربر ليبيا يتمتعون بحكم ذاتي بحكم الأمر الواقع، حيث أنشأوا المؤتمر الوطني للأمازيغ في ليبيا ثم، اعتبارًا من العام 2013، أنشأوا المجلس الأعلى للأمازيغ في ليبيا الذي تم تجديد هياكله للتو، إضافة إلى أنه لكل مدينة مجلسها العسكري الخاص بها“.

 

وزاد خليفة بقوله ”عندما يتعلق الأمر بالثقافة والتعليم، فإننا نفعل ما نريد، في المناطق الناطقة باللغة البربرية، حيث تعتبر الأمازيغية لغة رسمية في الإدارات ووسائل الإعلام، ويتم تدريسها أيضًا في المدارس، فقررنا تدريسها وواجهت الحكومة المركزية التي لم يتم التشاور معها أمرًا واقعًا، لكن في النهاية يتم وضع الأمازيغ في ليبيا في نفس القارب مع مواطنيهم“، بحسب تعبيره.

الجريدة الرسمية