رئيس التحرير
عصام كامل

10 أسباب تعينك على الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة
الخشوع في الصلاة

الخشوع هو الخُضوعُ، والسُّكونُ، والتذلُّلُ، والفعل منه: خَشَعَ؛ يُقال: خشَع الشخصُ لربّه: أي خضع واستكان، وتضرّع، وتذلّل، والخُشوعُ يمكن أن يكون في البدن، أو الصوت، أو البصر والخشوع شرعًا هو تحقُّق تذلُّل القلب، وخضوعه، وانكساره لله -سبحانه-، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) والخشوع في الصلاة: أن يتفاعل المصلّي مع ما يقرؤه ويتلوه ويؤدّيه في الصلاة، فيشعر أنه في صلة مع الله -عز وجل- أثناء صلاته.

كما يُعرَّف الخشوع بأنّه: قبول القلب للحقّ، والانقياد إليه، والخضوع له إن خالف هواه، وبخشوع القلب يتحقّق خشوع الأعضاء، والجوارح؛ إذ إنّها تتبع القلب، وبناءً على ما سبق فالقلب مَحلّ الخشوع، مع ظهور آثاره وعلاماته على الجوارح، ولا يتحقّق الخشوع إن لم يكن في القلب، وتجدر الإشارة إلى أنّ لفظة (الخشوع) وردت في القرآن الكريم مرتبطة بالصلاة، كما وردت مطلقة.

أسباب الخشوع
ونستعرض في التقرير التالي الأمور التي تُعين المسلم على تحقيق الخشوع في الصلاة ومنها ما يأتي:
يبتعد عن حديث النفس، والتفكير في أمور الدنيا، ويركّز تفكيره في صلاته.

ينظر إلى موضع سجوده وهو قائم، وينظر إلى حِجره وهو جالس، ولا ينظر إلى السماء عندما يدعو الله.

يرتدي الملابس التي لا تُلهيه عن الخشوع في الصلاة، ويُفَضَّل لبس البياض؛ لما ثبت بالحديث عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هذِه، اذْهَبُوا بهَا إلى أَبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةٍ).

يقلّل من الحركة والالتفات أثناء صلاته، ولا يرفع كُمّه، ولا يتقصّد الإتيان بالأمور المباحة في الصلاة.

يكشف وجهه أثناء الصلاة، إذْ تُكره الصلاة باللِّثام.

يقرأ ما تيسّر له من القرآن، ولا يَعُدّ آيات القرآن التي يقرؤها؛ لأنّ ذلك يُؤثّر في خشوعه.

يضع أمامه حاجزًا يمنعه من مشاهدة شيء يلهيه، أو مرور شيء يؤذيه، أو أن يقترب من حائط، أو سارية، أو يرسم خطًّا، وإذا كان في مسجد فعليه أن يقترب من محرابه، وهذا ما يُعرَف شرعًا بالسترة*.
 
يتدبّر في معاني آيات القرآن الكريم التي يقرؤها في الصلاة، لا سيّما تدبُّر سورة الفاتحة؛ وذلك لأنّ آيات القرآن الكريم تشتمل على موضوعات، كالجنّة، والنار، والموت، ويوم القيامة، وغيرها من الموضوعات التي من شأنها أن تحرّك قلب المؤمن، وتزيده خشوعًا، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

يتذلّل المُصلّي لله -تعالى- أثناء ركوعه؛ ابتداءً من هيئة الخشوع؛ من انحناء الظهر والجبهة، ثمّ التفكُّر في عَظَمة الله -تعالى-، وملكوته، وسُلطانه، وكبريائه، وفي المقابل تقصير المُصلّي، وذنبه، وفقره إلى الله -تعالى-، فيقرأ من أدعية الركوع: (اللَّهُمَّ لكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي)، وعند رفعه من الركوع يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويتفكّر في أنّه مهما حمد الله -تعالى- فلن يُؤدّي شكر النعم الكثيرة، وهذا يزيد من خشوعه.

يستحضر المُصلّي قُربه من الله -تعالى- أثناء سجوده؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: (أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاءَ)؛ فهو موضع استجابة الدعاء، ورفع الدرجات، ومغفرة الذنوب.
  
يستحضر المُصلّي معنى التشهُّد؛ لما يشتمل عليه من معانٍ عظيمة؛ من السلام، وإلقاء التحية على ربّ الوجود، وعلى رسوله الكريم، وعلى عباده الصالحين.

الجريدة الرسمية