البطالة صداع في رأس "البترول".. محصلو وكشافو الغاز في أزمة بسبب التحول الرقمي.. وتحركات لإيجاد حلول
لا صوت يعلو فوق صوت التحول الرقمى فى شتى قطاعات الدولة، خاصة مع فرضته جائحة كورونا من ضرورة التباعد الاجتماعي، وقطاع البترول واحد من القطاعات الحكومية التى شهدت خطوات حثيثة فى مجال التحول الرقمى، غير إن هذا التحول يرى البعض داخل القطاع أنه أوجد مشكلات تمثل صداعًا فى رأس قيادات الوزارة خاصة فى ظل السعى لإقرار التطوير المؤسسى والهيكلة فى شركات قطاع البترول بمعرفة إبراهيم خطاب مساعد وزير البترول والثروة المعدنية.
تحصيل الغاز
شركات تحصيل فواتير الغاز كانت على موعد مع أزمة بدأت فى التنامى في ظل عملية التحول الرقمى فى الخدمات، فمع تركيب وابتكار العداد الذكى وامتلاك العميل إمكانية تسجيل قراءة العداد، بل وسداد الفواتير عبر الإنترنت أو باستخدام وسائل الدفع المباشر الأخرى؛ ظهرت مشكلة البطالة المقنعة متمثلة فى تراجع دور مهنة المحصل والكشاف، لاسيما فى شركة «بتروتريد» التى تعج بآلاف الموظفين فى ذلك المجال، ما دفع قيادات وزارة البترول للاستعداد المبكر لعملية الاسترخاء الإجبارى التى ستصيب هؤلاء الموظفين نتيجة تراجع دورهم فى العمل خلال السنوات القليلة المقبلة، وتحمل نفقات عديدة ورواتب وتكاليف عمل هؤلاء الموظفين، لتبدأ سلسلة من الاجتماعات والمقترحات يقودها إبراهيم خطاب مساعد الوزير للهيكلة لإيجاد حلول عملية تساهم فى الاستفادة من الطاقات البشرية والأعداد الكبيرة للمحصلين والكشافين فى شركة بتروتريد.
الأزمة ستطول أيضًا شركة ناتجاس التى تتخصص أيضًا فى تحصيل فواتير الغاز لبعض مناطق الجمهورية، وتحديدًا فى المحافظات، ومنها البحيرة، ما يؤكد أن البحث عن حلول لتلك المشكلة من الآن لا بد أن يكون فى ذهن كل مسئول على رأس هذه الشركات، وأن يبحث عن أفكار خارج الصندوق لتوظيف إمكانات العمالة لديه، وبما يحقق عوائد مالية تكفى المبالغ التى يتم سدادها فى صورة أجور وأشياء أخرى لهؤلاء الموظفين.
أسطوانات البوتاجاز
أما شركات أسطوانات البوتاجاز فقد دخلت هى الأخرى فى نفق البطالة لموظفين عديدين فيها، لا سيما مع فكر الدولة ووزارة البترول بقيادة المهندس طارق الملا نحو زيادة استخدام الغاز الطبيعى وتوصيله للمنازل فى الخطة القومية ومبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس السيسى، ما يجعل معظم العمالة فى شركات البوتاجاز مثل بوتاجاسكو تعانى من البطالة على مدار العامين القادمين، وهو ما كان سببًا فى التفكير بتوزيع بعض من هؤلاء الموظفين على شركات أخرى، حيث يصل قوام الشركة لأكثر من 7 آلاف عامل يتولون توصيل الأسطوانات لمنازل المواطنين فى شتى ربع الجمهورية.
ومع التحول نحو الغاز تتراجع بقوة فرض المكسب والعمل والتواجد لهم داخل مساكن المواطنين، ما كان سببًا باتجاه قيادات الوزارة نحو إقرار مجموعة أفكار جديدة لعمل الشركة سيتم عرضها على وزير البترول والثروة المعدنية لإقرار تنفيذها، بما يسمح باستمرار شركة بوتاجاسكو فى القطاع، ولكن بشكل مختلف بأعمالها وبما يسهم فى تحقيقها عوائد مالية مناسبة.
نقلًا عن العدد الورقي…