رئيس التحرير
عصام كامل

فتنة الحرس الجمهوري.. بديع: جريمة بشعة ارتكبها الجيش.. أبوالفتوح يطالب باستقالة "الرئيس" المؤقت.. و"بكري": القوات المسلحة لم تطلق الرصاص.. والبرادعي يطالب بتحقيق فورى.. و"منصور" يشكل لجنة تقصى حقائق

محمد بديع، المرشد
محمد بديع، المرشد العام للجماعة

استيقظت مصر صباح اليوم الإثنين على ما أطلق عليه الإعلام "مذبحة الحرس الجمهوري"، لم تتضح معالمها بعد ولم تكشف الحقائق عن مرتكبيها ومنفذيها، ولكن ما عرفه المصريون أن هناك، وحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، 42 قتيلا وأكثر من 322 مصابا، أو 55 قتيلا و200 مصاب، وفقا لما كشفه مصدر قضائي لـ"فيتو".


وانقسمت الآراء في البلاد، ما بين من يتهم الجيش بتدبيرها بعد الانقلاب على الشرعية والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وآخر يدافع عن القوات المسلحة، ويؤكد أن هناك مؤامرة لتوريط القوات المسلحة، لتنفيذ مخطط خارجى.

الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قال على صفحته بموقع "فيس بوك"، اليوم الإثنين: "هذه الجريمة البشعة التي اقترفها قائد الجيش الذي انقلب على الشرعية، ونكث بالعهد والقسم واستولى على الحكم بانقلاب عسكري مكتمل الأركان بغطاء من بعض المدنيين، إنما تؤكد مدى وحشيته ودمويته وأنه مُصر على السير إلى نهاية طريق اغتصاب السلطة على جماجم المواطنين المدنيين العزل".

وتابع: "الجيش لا يعبأ بحرمة الأرواح أو الدماء، وأنه يقتدي في هذا بالسفاح بشار الأسد ويريد أن يسوق مصر– حفظها الله وأهلها – إلى نفس المصير السوري من أجل التحكم في سلطة الحكم من وراء ستار".

وانضم لجانب الإخوان باقي الإسلاميين الذين كانوا أعلنوا تأييدهم لخارطة الطريق، فأعلن نادر بكار المتحدث الإعلامي باسم حزب النور السلفى إن الحزب قرر الانسحاب فورا من كل مسارات التفاوض كرد فعل أولي على مذبحة الحرس الجمهوري". وأضاف عبر "تويتر" "لن نسكت على مذبحة الحرس الجمهوري ؛ كنا نريد حقن الدماء وهي الآن تراق أنهارا".


وانضم للنور حزب مصر القوية، وطالب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الرئيس المؤقت بالاستقالة.

أما الرأي الآخر فكان نفى نهائي لاتهام القوات المسلحة بالاتهام في تلك المذبحة، نفى الكاتب الصحفي مصطفى بكري، أن تكون القوات المسلحة قد أطلقت الرصاص على المتظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري، مطالبا بتطبيق الإجراءات الأمنية لمنع العنف والتسلح، خاصة بعد ضبط 12 سلاحا آليا و15 طبنحة "ومولوتوف" مجهزة للاستخدام مع متظاهري الإخوان.

وأوضح بكري في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح البلد" على فضائية "صدى البلد" أن التهديدات التي أطلقها قياديا الإخوان صفوت حجازي ومحمد البلتاجى، واللذان بشرا بمفاجأة غير متوقعة أمام الحرس الجمهوري، تؤكد لنا أنهما المتسببان في هذه المجزرة التي حدثت فجر اليوم.

وأضاف أن الإخوان المسلمين ادعوا بأن قوات الجيش اعتدت على المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري أثناء تأديتهم لصلاة الفجر، وهذا غير حقيقي، لأن الأحداث بدأت في الساعة الرابعة فجرًا، وفي هذا التوقيت كان المصلون قد انتهوا من تأدية صلاتهم، لافتا إلى أن ما حدث يهدف إلى التحريض ضد مصر وجيشها، وإيصال رسالة إلى الغرب بأن الجيش يقتل المتظاهرين السلميين.

وفى منطقة الوسط وقف الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور فقال في تغريدة له عبر "تويتر": "العنف ليس السبيل أيا كان مصدره وتجب إدانته بكل قوة، وأطالب بتحقيق فوري مستقل وشفاف. مصر الآن في أمس الحاجة إلى أن تتصالح مع نفسها".

وقال أحمد دومة، الناشط السياسي، في تغريدة له عبر "تويتر"، "ما حدث فجر اليوم كارثة تهدد السلم الاجتماعي للوطن، وجرس إنذار لكي يستفيق الجميع ويقدّموا مصلحة الوطن.. الدم المصري كلّه حرام".

وفى الوقت نفسه أعربت رئاسة الجمهورية عن أسفها الشديد لوقوع ضحايا من المواطنين المصريين في الأحداث المؤلمة التي وقعت صباح اليوم، على إثر محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري.

وأمر رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور بتشكيل لجنة قضائية للوقوف على ملابسات الأحداث والتحقيق فيها وإعلان النتائج للرأي العام.

وتجري النيابة العامة القبض على 200 متهم ألقي القبض عليهم في أحداث اشتباكات الحرس الجمهوري، بعدة اتهامات على رأسها القتل والشروع فيه.

الجريدة الرسمية