غضب عارم في لبنان بعد سرقة "سوق الخضار"
تشهد الأوساط اللبنانية حالة من الغضب العارم بعد واقعة سرقة “سوق الخضار”.
أعلن وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن اليوم الخميس سرقة سوق الخضار في بيروت، واصفًا ذلك بـ "جريمة يجب محاسبة فاعليها".
وقال الوزير حسن، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم: "الاعتداء على سوق الخضار في العاصمة بيروت بالسرقة جريمة يجب محاسبة فاعليها لينالوا عقابهم"، مشيرًا إلى فتح التحقيقات التي تكشف كل الملابسات والمتورطين.
ولفت إلى أن "هذا الاعتداء كان سبقه آخر في الفيحاء طرابلس من خلال الاعتداء بالسرقة على سوق الخضار الجديد في عاصمة الشمال".
أزمة مالية واقتصادية
يذكر أن لبنان يشهد منذ نوفمبر عام 2019 أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ 10 أزمات عالمية، وربما إحدى أشد 3 أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في يونيو الماضي.
وارتفعت مع هذه الأزمة أسعار السلع بشكل جنوني خاصةً بعد ارتفاع سعر صرف الدولار ليلامس عتبة الـ 25000 ليرة لبنانية، وارتفعت أسعار المحروقات بعد رفع الدعم عنها.
من جانب آخر، شهدت بعض المناطق اللبنانية، من بينها العاصمة بيروت، تراجعا في مستوى خدمة الإنترنت خلال أوقات متفرقة في اليوم، في وقت يرسم خبراء صورة قاتمة لهذا القطاع قد تصل إلى حد انقطاع الخدمة عن البلاد.
ويبدو أن الحكومة اللبنانية أمام خيارين هما إما الاستمرار دعم القطاع واستنزاف الإحتياطي من مصرف لبنان أو فقدان الخدمة، وإما تسعير كلفة الخدمة على سعر الصرف الحقيقي للدولار الأمريكي.
ارتفاع أسعار الخدمة
والخيار الثاني يعني عمليا أن أسعار هذه الخدمة ستزداد، مما يعني إلقاء مزيد من الأعباء على اللبنانيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة منذ 2019 طالت شتى مناحي الحياة.
وتتصل مشكلة الإنترنت في لبنان حاليا بسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، إذ تستنزف تكاليف الشبكة العنكبوتية الاحتياطي الأجنبي لدى مصرف لبنان المركزي.
وتتلخص المشكلة في أن تسعيرة الخدمة لاتزال وفق السعر الرسمي لصرف الدولار وهو 1515 ليرة لبنانية مقابلة الدولار الواحد، لكن كثيرا من مستلزماته تدفع بسعر السوق السوداء.
رفع الدعم عن الإنترنت
ومن المحتمل أن يتكرر سيناريو رفع الدعم عن الإنترنت، كما حدث مع الوقود والمواد الغذائية.
وقطاع الإنترنت يتسم بأهمية كبرى في لبنان، فهو يربط سكان أنباء البلاد مع الكثير من أقاربهم وأحبتهم المغتربين حول العالم.
ولاحظ لبنانيون تراجع مستوى خدمة الإنترنت، والأسباب في ذلك عديدة، وفق المتخصصين، من بينها تراجع مستوى الصيانة والخدمة وتدني أنظمة المراقبة وعدم قدرة الكادر البشري على تأمينها من الناحية اللوجستية وتراجع تغذية المولدات الكهربائية للمحولات والنقص الكبير في الوقود.
وأكد مصدر مطّلع في قطاع الإتصالات في البلاد لموقع "سكاي نيوز عربية أن "شركة أوجيرو وشركات نقل المعلومات وخدمات الإنترنت الخاصة على حدّ سواء، تدفع قسما كبيرا من نفقاتها التشغيليّة بالدولار، وهي تتعرض إلى خسائر مالية كبيرة ممّا سيفضي لوضع شديد الخطورة، وهو انهيار منظومة الإتصالات في لبنان بالكامل، وانقطاع كلي للإنترنت".