رئيس التحرير
عصام كامل

صحف عربية: تحركات "أمريكية-إسرائيلية" ضد إيران

إيران
إيران

تواجه إيران مشكلة أساسية وهي أن أغلب حلفائها في الكثير من الأحيان حتى لو نجحوا في المواجهات المسلحة، فهم غير قادرين على ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي لاحقًا.

ووفق صحف عربية اليوم الخميس، شهدت المنطقة على مدار الأيام الماضية تحركات واسعة من قبل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لمناقشة مواجهة إيران والتحديات الأمنية.

استراتيجية مضادة

وقال الكاتب جيمس دروسي في صحيفة "العرب" إن الدعم الإيراني للميليشيات العربية يهدد منتقدي إيران غير القادرين على تطوير استراتيجية مضادة وفعّالة، ومن المحتمل أن يكون المد الآن قد تحوّل.

وأوضح دروسي أن سلسلة من الأحداث إلى أن أهمية بعض الميليشيات -على الأقل في لبنان واليمن والعراق وفلسطين-تتراجع وشعبيتها تتضاءل، كما تواجه علاقاتها بإيران رياحا معاكسة، مؤكدًا حظوظ الميليشيات المتغيرة ونفوذ إيران المنخفض يتحديان المفاهيم الاستراتيجية والدفاعية الأساسية التي تبنتها الجمهورية الإسلامية منذ الثورة التي قادها رجال الدين والتي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة في 1979.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط جويدو شتاينبرغ إن إيران هي ثورة ليس من المستغرب أن تخرج عن مسارها. وقد فقدت إيران - إلى جانب الفساد المستشري وسوء الإدارة الاقتصادية- جاذبيتها الثورية الإسلامية الأولية للشيعة والسنة على حد سواء. وبدلا من ذلك ينظر إليها المسلمون السنة اليوم على أنها قوة قومية شيعية وإيرانية.

وأشار إلى أن استراتيجية بناء خط دفاع خارجي في الدول العربية التي يسكنها ممثلون محليون قد آتت أكلها بشكل جيد وأصبح حزب الله أقوى قوة سياسية وعسكرية في لبنان، ولاعبا في الحرب الأهلية السورية، ونموذجا للميليشيات في أماكن أخرى.

تحركات أمريكية إسرائيلية

ومن جانبها تناولت صحيفة "الشرق الأوسط" التحركات الأمريكية الإسرائيلية، ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت ومسؤولون آخرون، بواعث القلق بشأن البرنامج إيران النووي الإيراني وأنشطتها الإقليمية، في منعطف حاسم بين واشنطن وتل أبيب، للوصول إلى استراتيجية مشتركة بخصوص التصدي لأنشطة إيران النووية، وسط مفاوضات بطيئة الحركة بين القوى العالمية وطهران.

وقال سوليفان لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، إن الولايات المتحدة وإسرائيل في منعطف حاسم فيما يتعلق بقضايا أمنية مختلفة، وإن عليهما وضع استراتيجية مشتركة. وبدوره، وزع مكتب بنيت مقطع فيديو للقاء، وقال في بيان إن مباحثاتهما تناولت إيران ومساعي القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم معها عام 2015.

وبحسب الصحيفة، قال بنيت لسوليفان “ما حدث في فيينا له تداعيات عميقة على استقرار الشرق الأوسط وأمن إسرائيل في السنوات المقبلة”، مشيرًا إلى المفاوضات التي جرت مع إيران هذا الشهر.

وفي تصريحات علنية بعد محادثاته مع سوليفان، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس القوى العالمية بألا تسمح لإيران بإهدار الوقت في المحادثات النووية في فيينا، حسب «رويترز».

وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن إسرائيل التي تعتبر إيران عدوها اللدود تخشى أن تصبح طهران قريبًا عند «العتبة النووية»، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج القنبلة الذرية.

جرائم إيرانية

فيما ذكرت صحيفة "اليوم" السعودية أن السلوك الإيراني يتخذ من الإرهاب منهجية يقوم عليها ويتبناها في منظوره العام السياسة البقاء وعلاقاته مع العالم، فبين إصرار النظام على تبني ودعم وتسليح الكيانات الإرهابية في المنطقة بغية أن تستمر في ارتكاب الجرائم والانتهاكات التي من شأنها زعزعة أمن واستقرار المنطقة والانحدار الأوضاع الإنسانية في الدول التي تتمركز فيها هذه الميليشيات.

وأوضحت الصحيفة أن من يمعن في هذه الحقائق يستدرك كيف أنه من الصعب بل شبه المستحيل أن يكون هذا النظام قادرًا على أن يكون جزءًا طبيعيًا من العالم، بل أن يعطي أي بوادر أو مؤشرات لتحقيق ذلك، ولعل ما تم في جولة من المحادثات بين إيران وأعضاء آخرين في الاتفاق النووي في فيينا قبل أيام، والتي، وفقا لمسؤولين أوروبيين، لم تحقق تقدمًا كبيرًا.. وهو أمر غير مستغرب على نظام لم يصدق في أي وعود مرتبطة بحسن النية ودعم مساعي السلام والاستقرار على مر العقود الماضية

وأشارت صحيفة "اليوم" إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي لشؤون إيران روبرت مالي لقناة "سي إن إن" عن کون الوقت المتبقي لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران ينفد ويزيد من خطر حدوث «أزمة متصاعدة» وأنه في مرحلة ما في المستقبل غير البعيد، سيتعين الاستنتاج أن خطة العمل المشتركة الشاملة (ICPOA) لم تعد موجودة، وأنه سيتعين علينا التفاوض على اتفاق «جديد ومختلف تماما»، والتي ستكون فترة حرجة للغاية، هذه اللغة التي تحدث بها المبعوث الأمريكي الشؤون إيران تحمل دلائل مقلقة في ما يلتقي بواقع ما تسير إليه الأمور المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ناهيك عن الرسائل المحبطة التي تعكس الموقف الأمريكي إجمالا تجاه التصعيد الإيراني، فاللغة الأمريكية تميل إلى الاقتناع ومحاولة الإقناع بأن سلوك إيران واقع لا ينتظر التغيير، وهو ما يضع علامة استفهام حول جدية المساعي الأمريكية لإنقاذ العالم من التهديدات الإيرانية.

الجريدة الرسمية