آبي أحمد يبيد شعبه بأسلحة تركية.. «المسيرات» تقتل وتشرد المدنيين.. والولايات المتحدة تكتفي بالاستياء
شهدت ساحات القتال في إثيوبيا تغيرات كبيرة خلال الفترة الماضية بعدما أدرجت قوات الجيش الإثيوبي المسيرات التركية من طراز بيرقدار TB2، والنتيجة مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.
صفقة المسيرات التركية
وبدأت القصة بعدما تمكن القوات الإثيوبية من استرداد عدد من المدن من أيدي مقاتلي جبهة تحرير تيجراي إثر عمليات قتالية، تفوقت فيها قوات الجيش الإثيوبي على قوات جبهة تحرير تيجراي بسبب حصول آبي أحمد على صفقة من المسيرات التركية قلبت موازين المعركة وتسببت في مجازر إنسانية غير مسبوقة بحسب تقارير أمريكية.
وأكد مصدران لوكالة "رويترز" إن هناك خلافات بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن مبيعات أنقرة من الطائرات المسيّرة المسلحة إلى إثيوبيا، مشيرَين إلى وجود أدلة متزايدة على أن الحكومة الإثيوبية استخدمتها بوحشية.
وقال مسؤول غربي كبير إن لدى واشنطن "مخاوف إنسانية بالغة" بشأن هذه المبيعات التي قد تتعارض مع القيود الأمريكية على صادرات الأسلحة إلى أديس أبابا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عزت الثلاثاء، التغير الكبير في حظوظ رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد في الحرب ضد مقاتلي تيجراي، إلى أسطول من المسيرات المسلحة التي حصل عليها من "أطراف تريد بقاءه في الحكم ومن بينها تركيا".
الحكومة الإثيوبية
وحصلت الحكومة الإثيوبية على تلك المسيرات رغم أن الولايات المتحدة وحكومات أفريقية كانت تسعى لوقف إطلاق النار في البلد الأفريقي، طبقًا لما قالته مصادر دبلوماسية للصحيفة.
وأسفر القتال المستمر منذ أكثر من عام بين قوات الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، والذي يعد أحد أكثر الصراعات دموية في إفريقيا، عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين.
المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان "ناقش التقارير عن استخدام طائرات مسيرة مسلحة في إثيوبيا والمخاطر المصاحبة لذلك على المدنيين" خلال زيارة إلى تركيا الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول تركي كبير: "إن واشنطن عبَّرت عن استيائها خلال عدة اجتماعات، في حين لم ترد الحكومة أو الجيش في إثيوبيا على طلبات للتعقيب".
ورفضت تركيا، التي تبيع طائرات مسيرة لعدة دول في أوروبا وإفريقيا وآسيا، الانتقادات التي تتهمها بأنها تلعب دورًا في زعزعة الاستقرار في إفريقيا، وقالت: "إنها على تواصل مع كافة الأطراف في إثيوبيا للحث على المفاوضات".
انتهاكات في النزاع
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة إطلاق آلية تحقيق دولية بشأن التجاوزات والممارسات المرتكبة منذ سنة في إثيوبيا، في حين تزايدت حدة الاتهامات لطرفي النزاع بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
وأمدت تركيا إثيوبيا بأسطول من مسيرات بيرقدار TB2. وقالت الصحيفة إن تعاملات إثيوبيا مع تركيا كانت منفتحة نسبيًّا.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة على "تويتر"، السبت، إن "مجلس حقوق الإنسان" سيقوم بإنشاء لجنة دولية من خبراء حقوق الإنسان بشأن إثيوبيا، بعد اعتماد المقترح الذي قدمه الاتحاد الأوروبي.
واعتبر بوريل أن تشكيل لجنة التحقيق الدولية "خطوة مهمة إلى الأمام لضمان مساءلة الجناة وتحقيق العدالة لضحايا تيجراي".
ووقع آبي أحمد في أغسطس اتفاقية عسكرية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبيع مسيرات بيرقدار للحكومة الإثيوبية والتي أدت دورًا حاسمًا في النصر الذي حققته أذربيجان على أرمينيا في الصراع حول إقليم ناجورنو قره باج.
وتصنع تلك المسيرات بواسطة شركة يملكها صهر الرئيس التركي. وتجذب المسيرات التركية بحسب الصحيفة دولًا أفريقية عدة، فهي طائرات مجربة في القتال ورخيصة الثمن نسبيًّا، كما أن تركيا لا تفرض شروطًا على استخدامها.
صفقات الطائرات المسيرة
وكشفت بيانات جمعية المصدرين أن صادرات الدفاع التركية إلى إثيوبيا بلغت نحو 95 مليون دولار في الشهور الإحدى عشر الأولى من 2021، مقارنة مع عدم وجود صادرات فعليًّا في العام الماضي.
ولم يؤكد مسؤولون أتراك وإثيوبيون علنًا مبيعات الطائرات المسيرة، التي نشرت رويترز تقريرًا بشأنها لأول مرة في أكتوبر الماضي.
وكانت الوزارة قد قالت الأسبوع الماضي "إن فيلتمان بحث مع نائب وزير الخارجية التركي التطورات في إثيوبيا والسودان والصومال".
ووسط كل هذا يقف العزل من أبناء الشعب الإثيوبي بلا حول ولا قوة أمام آلة القتل الرهيبة المسلطة عليهم من قبل أبناء جلدتهم بالتعاون مع القوى الإقليمية لتنفيذ أجندتها على حساب أبناء المدنيين العزل من السلاح.