فقدت بصرها فحفظت كتاب الله.. بنت دمياط باعت قرطها لتتعلم التلاوة من المنشاوي l فيديو
قصتها مليئة بالتحديات، تعلقت بتعلم القرآن الكريم منذ الصغر، أراد الله أن تفقد بصرها في الطفولة، وأصرت رغم ضيق الحال أن تكمل مسيرتها ورحلتها مع القرآن الكريم، كانت لا تزال ابنة 11 عاما عندما قررت بيع قرطها الذهبي لشراء شرائط مجموعة الشيخ محمد صديق المنشاوي من أجل استكمال تعليمها لقراءة القرآن، واستمرت الرحلة حتي تخرجت في كلية أصول الدين بـجامعة الأزهر فرع المنصورة.
القارئة “رضا” بنت محافظة دمياط صاحبة رحلة كفاح تحدت خلالها ظروفها الصحية والفقر.
طفولتها
"فقدت بصري منذ أن كان عمرى عامين، كنت أبصر بعض الشيء والأطباء أخطأوا في تشخيص حالتي ففقدت بصري تماما"، بتلك العبارات بدأت القارئة “رضا” بنت قرية تل الكاشف التابعة لمركز الزرقا في محافظة دمياط حديثها لـ “فيتو”
وتابعت رضا حديثها قائلة: تعلقت بالقرآن كثيرا وكان مؤنسي في وحدتي، بدأت رحلتي مع كتاب الله من داخل أحد الكتاتيب، كنت حريصة علي الذهاب في المواعيد المقررة، ولكني لم اجد الاهتمام الكافي من معلمي وعانيت من الإهمال وتاكدت أنه لن يرضي طموحي فتركته باحثة عن طريقة أخري لتعلم القرآن، وعندما أتممت الحادية عشر من عمري قمت بمحاولة شراء مجموعة شرائط الشيخ محمد صديق المنشاوي لاستكمال حفظي".
وأضافت: أقدمت علي شراء مجموعة الشيخ المنشاوى، بعد أن تابعته كثيرا في إذاعة القرآن الكريم، تأثرت كثيرا بأسلوبه ولكن لم أكن وقتها أمتلك المال الكافي لشراء تلك المجموعة، وقررت بيع قرطي الذهبي وقمت بشرائها وبدأت التعلم".
رحلة مع كتاب الله
صمتت قليلا، ثم قطعت لحظات الصمت قائلة: أتذكر أنني عندما التحقت بالجامعة كنت متميزة جدا في مادة القرآن الكريم، كنت دائما اكره الفشل وبحثت كثيرا عن ذاتي فكان كتاب الله دليلي"
عادت مجددا للصمت ولكن تلك المرة يبدو أنها تذكرت شيئا مزعجا، ثم عادت للحديث مجددا لتقول: في امتحان مادة القرآن كنت أقوم بمراجعة القران، وقتها كنت اجلس داخل لجنة امتحانية عادية، وظن المراقب أني اغش، وحرر لي محضر غش وتم سحب كراسة الإجابة مني بسبب صوتي العالي في قراءة القرآن، لكن لم أشغل بالي بشئ سوى القرآن، والحمد لله تمكنت من تحقيق النجاح الذي اسعي إليه وتخرجت بتقدير امتياز".
السوشيال ميديا تعلن عنها
انتقلت معنا إلي جانب آخر في مسيرتها، فقالت: مؤخرا استخدمت السوشيال ميديا لنشر موهبتي في قرأة القرآن فأنا أحببت أن أعلم الناس شيئا مفيدا، تميزت في قرأة القرآن الكريم باصوات مشاهير القراء أبرزهم الشيخ المنشاوى وعبد الباسط عبد الصمد والشيخ السديس وأحمد بن علي العجمي، وتفاجئت بعدد المتابعين واراءهم ووقتها تيقنت أن الجمهور ينتظر فقط عرض أشياء مفيدة.
وأكملت “كان هذا دافع كبير لي لمواصلة طريقي وانا الان بصدد إعداد حلقات لتعليم القرآن الكريم، أنا تعلمت عن طريق الاستماع كنت دوما اكرر الآيات وحرصت علي التفرقة بين الآيات المتشابهة كل هذه المحطات ساعدتني في طريق تعليم القرآن الكريم”.
الرسالة
وأضافت “ربما فقدت بصري ولكن الله رزقني البصيرة والقرآن ربيع قلبي”.
وأرادت القارئة “رضا” أن توجه ترسالة لنا، فقالت: أنا في نعمة لو يعلمها الناس لحسدوني عليها، واتمني أن أتمكن من تعليم الناس القرآن فأنا لم اتخيل حياتي بدون كتاب الله وأطلب من الله التوفيق في هذا الأمر".