السقوط التاريخي لجماعة الإخوان!
حدث ما تنبأنا به منذ زمن بعيد، وهو أن جماعة الإخوان المسلمين التي لا تمتلك أي مشروع فكرى متكامل ولا أي رؤية سياسية لإدارة المجتمع المعاصر، ستفشل فشلًا تاريخيًا حتى لو امتلكت كل أدوات السلطة المطلقة!
وبالرغم من الحكم السلطوى الاستبدادى الذي مارسته الجماعة وحزبها "الحرية والعدالة"، بالإضافة إلى الديكتاتورية التي أعلنها الرئيس "مرسي" في إعلانه الدستورى الباطل، فإن بعض جموع الشعب المصرى العظيم استطاعت بالقيادة الثورية المبهرة لشباب حركة تمرد أن توجه للنظام الإخوانى الفاشى ضربة قاضية.
سقط الجسم الإخوانى المتخشب كما سبق أن سقط "العقل الإخوانى" المريض والزاخر بأوهام استرداد الخلافة الإسلامية، ولم تستطع القوات المسلحة أن تقف ساكنة لأنها لعبت باسم الشعب دور "الحكم السياسي" الذي قام بممارسة العد – على غرار ما يحدث في مباريات الملاكمة- وحين وصل العد إلى عشرة أعلنت الهزيمة الكاملة لرئيس الجمهورية وللجماعة وذلك بالضربة القاضية الشعبية!
ما هذه الملايين الحاشدة المبهرة بكل ما تضمنته من رجال ونساء وأطفال، التي ملأت ميدان التحرير وساحات "الاتحادية" و"قصر القبة"؟ وما هو سر هذا الإعجاز الثورى الذي وقف أمامه العالم مذهولًا تمامًا كما وقف مندهشًا في 25 يناير 2011؟
وكيف استطاع الشعب أن يستجيب بكل هذا الحماس، وأفراده من كافة الفئات والطبقات يملأون بكل ثقة استمارات "تمرد" بالاسم الكامل وبالرقم القومى، إعلانًا جهيرًا عن رفضهم المطلق للحكم الإخوانى الديكتاتورى؟
أكتب هذا المقال يوم الأربعاء 3 يوليو 2013 أي قبل أن تنتهى المهلة التي حددها بيان القوات المسلحة بساعات قليلة، ومعنى ذلك أننا اقتربنا من ساحة الحسم الثورى بالقيادة الوطنية المبهرة للقوات المسلحة، وعلى رأسها الفريق أول "السيسى" الذي يجسد شكلًا وموضوعًا التراث العريق للعسكرية المصرية، التي ملأت سمعتها الدوائر العالمية بحكم تفوقها العسكري وانضباطها الشديد.
اقتربت ساعة الحسم بعد أن استمعنا للخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس "محمد مرسي" وهو خطاب زاخر في الواقع بكمية كبيرة من الغباء السياسي!
وهذا الغباء يتمثل أولًا في الإنكار العنيد للواقع.
ذلك أن الرجل تابع معنا – بدون أدنى شك- وشاهد ملايين المواطنين وهم يملأون الساحات الثورية، وإذا به يقرر بكل قطعية أن هؤلاء جميعًا هم فلول النظام القديم!
رئيس الجمهورية الذي تفكك نظامه تحت بصره بعد استقالة مجموعة مهمة من الوزراء، وعدد آخر من المحافظين، واستقالة المستشارين الإعلاميين الذين كانوا يتحدثون باسم الرئاسة والرجل مصمم في خطابه على الحديث عن الشرعية وتأكيده أنه مصمم على الدفاع عنها!
تصدر محكمة النقض حكمها النهائى البات ببطلان إقالة النائب العام السابق "عبد المجيد محمود"، ورئيس الجمهورية ولا هو هنا! وكأنه لم يحدث شيء مع أن الحكم يتحدث عن بطلان الإعلان الدستورى!
ما هذه الغيبوبة السياسية التي أصابت هذا الرجل والذي يبدو أن منصب الرئاسة قد أخل بتوازنه؟
وكيف لم يدرك المرشد العام للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد والمفروض أنهم "حكماء" الجماعة، تصاعد الكراهية الشعبية بصورة غير مسبوقة للجماعة وقادتها ورموزها؟
أما خطباؤهم الجهلة الذي نادوا بالنفير العام وصاح أحدهم من على منصة "رابعة العدوية" بأن يستعد الإخوان للاستشهاد، فلم يكن منظره أكثر من منظر "أراجوز" يتقافز هنا وهناك وكأنه أحد جنرالات المقاهى الذين يعيشون في وهم قدرتهم على إشعال حرب أهلية في مصر دفاعًا عن مصالح هذه الجماعة الفاشية التي نجحت بالفعل في سرقة روح ثورة 25 يناير، ليس ذلك فقط بل نجحت بالاستيلاء بكل صور التزوير على مجمل الفضاء السياسي المصرى.
لقد اندفعت جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على الحكم بأنانية منقطعة النظير، وها هي تلاقى مصرعها التاريخى بعد أن حكم عليها الشعب المصرى بالفشل المطلق!
ذلك أن الرجل تابع معنا – بدون أدنى شك- وشاهد ملايين المواطنين وهم يملأون الساحات الثورية، وإذا به يقرر بكل قطعية أن هؤلاء جميعًا هم فلول النظام القديم!
رئيس الجمهورية الذي تفكك نظامه تحت بصره بعد استقالة مجموعة مهمة من الوزراء، وعدد آخر من المحافظين، واستقالة المستشارين الإعلاميين الذين كانوا يتحدثون باسم الرئاسة والرجل مصمم في خطابه على الحديث عن الشرعية وتأكيده أنه مصمم على الدفاع عنها!
تصدر محكمة النقض حكمها النهائى البات ببطلان إقالة النائب العام السابق "عبد المجيد محمود"، ورئيس الجمهورية ولا هو هنا! وكأنه لم يحدث شيء مع أن الحكم يتحدث عن بطلان الإعلان الدستورى!
ما هذه الغيبوبة السياسية التي أصابت هذا الرجل والذي يبدو أن منصب الرئاسة قد أخل بتوازنه؟
وكيف لم يدرك المرشد العام للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد والمفروض أنهم "حكماء" الجماعة، تصاعد الكراهية الشعبية بصورة غير مسبوقة للجماعة وقادتها ورموزها؟
أما خطباؤهم الجهلة الذي نادوا بالنفير العام وصاح أحدهم من على منصة "رابعة العدوية" بأن يستعد الإخوان للاستشهاد، فلم يكن منظره أكثر من منظر "أراجوز" يتقافز هنا وهناك وكأنه أحد جنرالات المقاهى الذين يعيشون في وهم قدرتهم على إشعال حرب أهلية في مصر دفاعًا عن مصالح هذه الجماعة الفاشية التي نجحت بالفعل في سرقة روح ثورة 25 يناير، ليس ذلك فقط بل نجحت بالاستيلاء بكل صور التزوير على مجمل الفضاء السياسي المصرى.
لقد اندفعت جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على الحكم بأنانية منقطعة النظير، وها هي تلاقى مصرعها التاريخى بعد أن حكم عليها الشعب المصرى بالفشل المطلق!
eyassin@ahram.org.eg