رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط الجماعة.. وأخطاؤها العشرون


كان خروج الشعب المصري بالملايين في يوم 30 يونيو في كل ميادين مصر ضد استبداد الإخوان، ودعما لمطلب رحيل الرئيس المعزول محمد مرسي وطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ذكرى مرور سنة على تنصيبه رئيسا لمصر واستجابة الفريق السيسي وزير الدفاع لهذا المطلب بعد مهلة 48 ساعة لم يستغلها الرئيس وأصر على المضي في نهجه الاستبدادي، يؤكد أن جماعة الإخوان أخطأت في حساباتها ولا تزال ربما منذ بداية المرحلة الانتقالية وإدارة المجلس العسكري لمقاليد السلطة بدءا من 11 فبراير 2011، وتستمر في أخطائها حتى الآن.


ووقعت الجماعة في عشرات الأخطاء دفعتها لهذا المصير المظلم الذي قد تنتهي به سياسيا في الشارع المصري والعربي.

أول هذه الأخطاء هو عجزها الواضح عن رؤية الغضب الذي يتزايد يوما بعد يوم في الشارع نتيجة سياساتها وسياسات الرئيس الفاشلة، وأي مبتدئ في العلوم السياسية كان يرى النفق الذي يدخل فيه الإخوان.

ثاني هذه الأخطاء هو إصرارهم على عدم الاعتراف بالأمر الواقع وانتهاجهم سياسة العناد مع الملايين التي ضاقت بالفشل الذريع، ومحاولة ترويعهم باستخدام العنف والصراع الأهلي.

ثالثا: تصوير الصراع باعتباره بين طرفين: الإسلام ويمثله الجماعة وحلفاؤها، والكفر ويمثله الطرف الثاني "جبهة الإنقاذ وتمرد وكل من يعارض نهجها"، استمرارا لجلب مزيد من التعاطف الشعبي معهم.

أما باقي الأخطاء فراحت الجماعة تقع فيها منذ ثورة يناير وحتى الآن وهي:

رابعا: فقدان مصداقيتها بين القوى السياسية الأخرى مما أدى لوصفها بالكذب والخداع، وهو ما تمثل في الوعود التي قدموها بأنهم لن يقدمون مرشحا رئاسيا، أو أنهم سيترشحون على ثلث مقاعد مجلس الشعب وهو ما خالفوه بشكل كامل.

خامسا: الإصرار على وضع دستور خارج التوافق السياسي المصري مبني على جمعية تأسيسية مطعون في تشكيلها ومحكوم عليها بالبطلان لاحقا ورغم انسحاب كافة القوى المدنية والثورية من تشكيل هذه الجمعية التأسيسية.

سادسا: إصدار الرئيس لإعلان غير دستوري يعطيه صلاحيات هائلة ويحصن قراراته من الطعن أمام القضاء، ويحصن كلا من مجلس الشوري والجمعية الـتأسيسية من الطعن كذلك.

سابعا: حكم مصر من خلال مصالح العشيرة والقبيلة وأوامر مكتب الإرشاد. 

ثامنا: اختيار المسئولين من جانب أعضاء الجماعة والمنتمين لها ومحاولة خلق إدارة موازية للدولة تدين بالولاء للإخوان بعيدا عن المؤسسات الموجودة بالفعل "مثال؛ عصام الحداد كمستشار للشئون الخارجية في ظل وجود وزير للخارجية".

تاسعا: ممارسة منهج التوريث في تولي المناصب داخل أجهزة الدولة ووزاراتها خاصة أن نسب النسب والمصاهرة داخل الجماعة هي الأصل في تلك الجماعة المغلقة التنظيم.

عاشرا: تبني نفس آليات الحزب الوطني في السيطرة على أجهزة الدولة المصرية مثل استخدام مجلس الشوري وسيطرته على المجلس الأعلى للصحافة.

أحد عشر: محاولة ضرب استقلال السلطة القضائية من خلال عزل النائب العام بالمخالفة لقانون السلطة القضائية ومبدأ استقلال القضاء وإحلال نائب عام يدين بالولاء للرئيس.

ثاني عشر: إقصاء كافة القوى السياسية ومخالفة الرئيس المعزول لكل وعوده سواء في برنامجه الذي خاض الانتخابات وفقا له، ووعوده للقوى السياسية التي دعمته في بيان فيرمونت الشهير، بتشكيل الوزارة من خلال شخصية سياسية تحظى بالاحترام وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية.

ثالث عشر: الهجمة على الإعلام الحر المستقل من خلال تقديم بلاغات للنيابة العامة وإغلاق القنوات مثل قناة الفراعين..

رابع عشر: السعي لأخونة الشرطة والجيش.

خامس عشر: العفو الرئاسي عن كافة أعضاء التنظيمات الإرهابية وهو ما أدى إلى أن يعيثوا في البلد فسادا، وإعطاء ملاذ آمن لأعضاء هذه الجماعات في سيناء.

سادس عشر: التحالف الكامل بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، وهو ما أدى إلى إعطائهم تنازلات كاملة على المستوي الإقليمي والدولي.

سابع عشر: الفشل الاقتصادي الكامل واللجوء إلى سياسة القروض سواء من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي أو من خلال الدول الأخرى سواء في الإقليم كقطر وخارجه كتركيا.

ثامن عشر: حبس الشباب المنتمي للقوى الثورية باتهامات عدة منها إهانة الرئيس أو حيازة أسلحة.

تاسع عشر: تصفية الشباب المعارض لسياسات الجماعة مثل الحسيني أبو ضيف أمام الاتحادية ومحمد الجندي من وسط البلد وجيكا وكريستي وغيرهما.

العشرون: استخدام الميليشيات التي لا يحكمها نظام قانوني في مواجهة سلطات الدولة مثل حصار المحكمة الدستورية العليا و مدينة الإنتاج الإعلامي.
الجريدة الرسمية