رئيس التحرير
عصام كامل

قضية الآثار الكبرى|نص شهادة لجنة الأعلى للآثار.. و"حسانين" يكشف سر جلسة الشيخ الشعراوي

قضية الآثار الكبرى
قضية الآثار الكبرى

 

تتوالى المفاجآت في قضية الآثار الكبرى الذي تورط بها رجل الأعمال حسن راتب وعلاء حسانين نائب الجن والعفاريت و21 آخرين ومن المقرر نظر أولى جلسات محاكمتهم خلال الساعات المقبلة.

 

شهادة ضابط مجرى التحريات 

وكشفت شهادة وكيل مباحث الأموال العامة بالقاهرة تفاصيل جديدة عن  قضية الآثار الكبرى والتي حصلت “فيتو” على نسخة منها وفقًا لتحقيقات النيابة العامة.

 

وقال العميد شريف فيصل وكيل إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة بالقاهرة، إن تحرياته السرية توصلت إلى تزعم المتهم الأول "علاء محمد حسانين محمد" المعروف باسم "نائب الجن والعفاريت"  لعصابة مؤلفة من عدد من المتهمين تهدف إلى الاتجار في الآثار وتهريبها إلى خارج البلاد  من خلال مباشرتهم لأعمال التنقيب عن الآثار فى عدد من المواقع المختلفة على مستوى الجمهورية من بينها دائرة قسم شرطة مصر القديمة.

 

وأضاف مجرى التحريات خلال تحقيقات النيابة العامة، أن التحريات أكدت قيام المتهم الأول "علاء حسانين" بفصل أجزاء من القطع الأثرية عمدًا بغرض عرضها مجزئة على عملائه وأنه في سبيله لتجميع ناتج أعمال التنقيب لعرضها للبيع وبنًا على ما أذنت به النيابة العامة تباعا بضبط وتفتيش المتهمين.

 

وأضاف الشاهد بأنه تمكن من ضبط المتهمين الأول “علاء حسانين” والثاني "أكمل ربيع معوض جاد" سائق حال ترددهما على دائرة قسم شرطة مصر القديمة مستقلين سيارة الأول والتي بتفتيشها تم ضبط عدد كبير من القطع الأثرية والعملات المختلفة الأشكال والأحجام.

 

وأقر المتهم الأول بإحرازه وحيازته القطع الأثرية المضبوطة المتحصل عليها من جراء أعمال الحفر في عدد من المناطق المختلفة بغرض اخفائها ثم عرضها على عملائه.

 

وأقر المتهم الثاني بتواجده صحبته المتهم الأول لتأمينة مع علمه بطبيعة نشاطه الإجرامي، وأضاف المتهم الأول باشتراكه مع باقى المتهمين فى أعمال الحفر بمناطق متعددة ذات الطبيعة.

4 مواقع للحفر 

 

ووثقت تحقيقات النيابة أن المتهمين جميعهم اشتركوا فى حفر 4 مواقع للتنقيب عن الآثار، الأول عبارة عن حظيرة أعلى تبة جبلية بمنطقة جبل المعسكر، عزبة خير الله بمصر القديمة، بداخلها حفر مستطيل الشكل، ويتدلى بداخله لأسفل حبل سميك وسلك كهربائي متصل  بمصباح وسلم مصنوع من الحبال، وقطر ذلك الحفر يقدر بمتر تقريبًا وعمقه حوالى 10 أمتار.


أما موقع الحفر الثاني كان أعلي ذات التبة الجبلية سالفة البيان، وهو عبارة عن حفر قطره يقدر بمتر ونصف، وبداخلها سلم من الحبال.

 

 أما موقع الحفر الثالث بشارع مصطفي الدندراوي بعزبة خيرالله عبارة عن مبني سكنى مهدم بداخله حفر دائري قطره حوالي متر.

 

أما موقع الحفر الرابع بعزبة خير الله حفر داخلي بمبني سكني مهدم قطره حوالي متر ونصف.

 

نص التحقيقات مع علاء حسانين 

وجاء نص التحقيقات التي أدلى بها علاء حسانين المعروف إعلاميا باسم نائب الجن والعفاريت كالتالي:- 

س: منذ متى تحديدا بدأت علاقتك بالمتهم حسن كامل راتب حسن؟

ج: من سنة 1995 أو سنة 1996 واتعرفت عليه في قعدة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي اللي هو كان صاحب دكتور حسن أصلا وأنا اتعرفت عليه في القعدة ديه وفي القعدة دي أنا عالجت واحدة بنت رجل أعمال مشهور بسورة ياسين وكانت ممسوسة بالجن والموضوع ده تم نشره في المجلات والصحف والعلاقة فضلت مستمرة ما بينا لغاية لما دخلت مجلس الشعب في سنة 2000.

س: خلال تلك الفترة بداية من تعرفك على المتهم حسن كامل راتب حسن حتى عام 2000؛ ما طبيعة العلاقة التي كانت بينكما؟

ج: خلال كل الفترة دي كل علاقتي بالدكتور حسن كانت على قد حضور الموالد والحضرات وقعدات الذكر في حضور الشيخ الشعراوي لأن الدكتور حسن متصوف وبيحب الموالد وذكر الله زيي بالظبط.


 

س: ما طبيعة عملك فيما يتعلق بعلاج المرضى الممسوسين بالجن كما ورد في أقوالك؟

ج: هو الموضوع ده بدأ من وأنا عندي 15 سنة كنت بقرأ سورة ياسين على روح والدتي فربنا ألهمني السر في سورة ياسين لعلاج الممسوسين بالجن، فعلا أعالج ناس عند الشيخ الشعراوي وأمامه دون أي مقابل وبسبب الموضوع ده اتعرفت على أمراء وشيوخ دول الخليج لعلاجأقاربهم وبالنسبة الشيوخ والأمراء كانوا بيهادوني بهدايا زي ساعات وبعض الذهب والألماس.

س: هل تستعين بأي كتب أو أدوات أو ما يشابه ذلك لأداء ما تدعي به؟

ج: لا هي تلاوة سورة ياسين فقط.

س: خلال الفترة من عام 1996 حتى 2000 هل كان بينك وبين المتهم حسن كامل راتب حسن أي معاملات تجارية أو مالية؟

ج: لا المعاملات بدأت ما بينا في عام 2013 في عهد محمد مرسي.

س: ما طبيعة عمل المتهم حسن كامل راتب حسن؟

ج: عنده العديد من الشركات والجامعات وراجل ربنا أنعم عليه بنعم وفيرة.

سر الـ ١٦ مليون جنيه

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن دفع رجل الأعمال حسن راتب مبلغ 16 مليون جنيه للنائب البرلماني السابق علاء حسانين والمعروف إعلاميًا بنائب الجن والعفاريت، على إثر شراكة فيما بينهما للاتجار في الآثار وتهريبها الي الخارج.


 

وأفادت التحقيقات أن نائب رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لإحدى الشركات الكبرى العاملة بالحديد، شهد بأن راتب تواصل معه طالبا إياه التوسط لدى علاء حسانين، لرد 16 مليون جنيه سبق وأن دفعها له، قائلا إنه تواصل مع علاء حسانين وأخبره أن راتب دفع المبلغ على إثر شراكة بينهما فى الاتجار بالآثار.


 

وأشارت التحقيقات إلى أن رجل الأعمال حسن راتب تقدم ببلاغ ضد علاء حسانين في عام 2017 يتهمه بالنصب عليه في مبلغ 3 ملايين دولار قيمة ما قيل وقتها بأنه تعاملات تجارية بينهما، وقررت النيابة آنذاك حبس علاء حسانين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، إلى أن عاد راتب وأعلن تصالحه مع حسانين وتنازله عن جميع القضايا والبلاغات التي قدمها ضده.


 

أميرة سعودية ودول خارجية

 

وأدلى رجل الأعمال الشهير حسن راتب، باعترافات تفصيلية خلال تحقيقات نيابة حوادث جنوب القاهرة، في قضية الآثار الكبرى والمتهم فيها علاء حسانين نائب الجن والعفاريت، كاشفا مدى علاقته بالمتهم الرئيسي في ذات القضية البرلماني السابق علاء حسانين، المعروف بنائب الجن والعفاريت، وكذلك تفاصيل علاقاته مع مسئولين بدول خارجية، ومن بينهم أميرة سعودية.


 

وردا على سؤال "ما صلتك بالمتهم علاء حسانين؟" أجاب رجل الأعمال حسن راتب في غرفة التحقيق بنيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية:

 أنا بداية علاقتي بعلاء حسانين لما كان نائب في مجلس الشعب وكان وكيل اللجنة الدينية والكلام ده كان في حدود عامي 2003– 2004 واتعرفت عليه من خلال رئيس اللجنة الدينية آنذاك والعلاقة بيننا كانت مجرد معرفة وكان بيجيلي عشان يطلع في قناة المحور أحيانًا وشغلتله بنته مراسلة في قناة المحور.

 العلاقة استمرت على هذا الشكل لغاية 2013 لما علاء اتصل بيا وعرض عليا ترشيحه لأميرة سعودية للمشاركة معاها في مشروع تطوير عقاري في الرياض بالمملكة العربية السعودية، تحديدًا وفعلًا سافرت أنا وعلاء في الطيارة الخاصة بتاعتي واتقابلنا مع الأم والاتفاق وهيطلبت مبلغا ماليا كإثبات للجدية وكان في حدود عشرين مليون ريال سعودي.

 

نص شهادات أعضاء لجنة الآثار

 

ترجع لعصور ما قبل التاريخ والفرعوني واليوناني والإسلامي ومضبوطات عصابة قضية الآثار الكبرى ومواقع الحفر تخضع لقانون حماية الآثار هذا أبرز ما جاء فى نص شهادات أعضاء لجنة المجلس الأعلى للآثار خلال تحقيقات النيابة العامة والتى من المقرر بدء أولى جلسات محاكمة رجل الأعمال حسن راتب وعلاء حسانين نائب الجن والعفاريت و21 آخرين فى قضية الآثار الكبرى خلال الساعات المقبلة.

 

وجاءت نص شهادة نصر جبريل إبراهيم، رئيس الإدارة المركزية للمضبوطات بالمجلس الأعلى للآثار، في القضية رقم 6635/ لسنة ۲٠٢١ جنايات مصر القديمة، والمقيدة برقم ١٧٣٦ لسنة ۲۰۲۱ جنايات كلي جنوب القاهرة، أنه بناء على قرار النيابة العامة الصـادر بتشكيل لجنة من الآثار لفحص القطع الأثرية المضبوطة، ومقاطع الفيديو والصور المشاهدة على هواتف المتهمين محل التحقيقات، فقد تشكلت لجنة برئاسته وبعضوية الشهود من التاسع حتى الحادي عشر.

 

وأضاف فى شهادته أنه بفحص القطع المضبوطة، تبين أنها متعددة ومتنوعة وجرى حصرها في  سبعة وأربعين بندا وفقا للثابت بتقرير اللجنة وجميع المضبوطات الواردة بالبنود من الأول وحتى الثالث والأربعين قطع أثرية تنتمي إلى عصور مختلفة (ما قبل التاريخ، والفرعوني، واليوناني، والروماني، والإسلامي) وترجع جميعها إلى الحضارة المصرية القديمة، وخاضعة لقانون حماية الآثار وتعديلاته.

 

وأضاف أن القطع المضبوطة التي جاءت بالبنود من البند أربعة وأربعين حتى البند سبعة وأربعين بالتقرير مقلدة وحديثة الصنع وغير اثرية، مضيفا أنه بفحص مقاطع الفيديو والصور المشاهدة على هواتف المتهمين الخاصة بالحفر تبين أن القصد منها هو التنقيب عن الآثار وتظهر في تلك الصور والمقاطع بعض القطع المقلدة وغير الأثرية.


كما شهد مصطفى صبحى ابراهيم عبد الشافعى مدير عام المتابعة لمناطق آثار مصر القديمة والفسطاط بأنه بناء على قرار النيابة العامة بتشكيل لجنة من الآثار لمعاينة مواقع الحفر والفحص الادوات والمعدات المضبوطه بها، فقد تشكلت لجنة برئاسته وعضوية الشهود الثالث عشر وحتى الخامس عشر وقد قاموا بالانتقال والمعاينة مواقع الحفر على الطبيعة.

وتبين أن جميع أعمال الحفر فى الاربعة مواقع تقع فى نطاق عزبة خير الله وهى منطقة خاضعة للقانونة حماية الآثار بموجب قرار الاخضاع رقم 158 لسنة 1981 بإخضاع منطقتى الفسطاط واسطبل عنتر للقانون وبان الحفر في تلك المواقع بغرض التنقيب عن الآثار وأن الأدوات المضبوطة هى المستخدمة فى ذلك الحفر.

كما أيد محمد شحاتة مدير أملاك مصر القديمة والفسطاط ما شهد به أعضاء اللجنة الآثار خلال التحقيقات.


وبدوره قال محمد صبحى عبد الله مفتش بإدارة المضبوطات بالمجلس الأعلى للآثار بأنه فى ضوء قرار النيابة العامة بتشكيل لجنة لفحص المضبوطات ومعاينة المواقع الأثرية أيد ما اكد عليه باقى أعضاء اللجنة بأن المواقع خاضعة لحماية الآثار.

 

احالة متهمى قضية الآثار للمحاكمة 

 

وحصلت “فيتو” على أمر إحالة علاء حسانين وحسن راتب و21 آخرين والمتهمين بتهريب الآثار إلى محكمة الجنايات.

 

وجاء في أمر الإحالة الذي أعدته النيابة العامة قيام المتهم الأول بتشكيله وإدارته عصابة بغرض تهريب الآثار خارج البلاد واتلافه منقولات بفصل جزء منها عمدا، واتجاره في الآثار واشتراكه مع مجهول بطريق الاتفاق في تزييف الآثار بقصد الاحتيال واتهام حسن راتب بالاشتراك مع المتهم الأول في العصابة التي يديرها بتمويلها لتنفيذ خططها الإجرامية.

 

وأشار أمر الاحالة اشتراك المتهم الثاني حسن راتب في ارتكاب جريمة إجراء أعمال حفر في 4 مواقع بقصد الحصول علي الآثار بدون ترخيص والاتجار فيها.

 

وأوضح أمر الاحالة قيام باقي المتهمين وعددهم 21 متهما بالانضمام إلى العصابة المشار إليها وإخفاء البعض منهم آثار بقصد التهريب واجرائهم أعمال حفر في تلك المواقع بقصد الحصول علي الآثار بدون ترخيص.

 

وأضاف أمر الإحالة أن النيابة استمعت إلى اقوال 15 شاهدا منهم مجري التحريات والقائمون علي ضبط المتهمين وتعرف بعضهم علي عدد من المتهمين خلال عرضهم عليهم عرضا قانونيا في التحقيقات.

 

كما ثبت للنيابة العامة من معاينتها مواقع الحفر الأربعة وفحص ومشاهدة هواتف بعض المتهمين وما تضمنته من مقاطع مرئية وصور لقطع أثرية ومواقع للحفر ومحادثات جرت بينهم بشأنها.

 

وأشار أمر الإحالة إلى أن اللجنة المشكلة من المجلس الأعلي للآثار أكد بعد انتهائه من فحص القطع الأثرية المضبوطة ومشاهدة المقاطع المرئية والصور بهواتف المتهمين وما ثبت من تقرير اللجنة المشكلة من منطقة آثار مصر القديمة أنها أثرية.
 

الجريدة الرسمية