معركة القمع تعود.. طعن ضابط إسرائيلي في سجن نفحة بعد التنكيل بالأسيرات
حملات التنكيل والانتقام سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تتخذ من الضغط على الأسرى الفلسطينيين منهجا لتحطيم إرداة المقاومة لديهم لتتركهم فريسة للحقد المضاد على الكيان المحتل الغاشم والذي يمارس أقصى درجات التعذيب الممنهج في حق المعتقلين الفلسطينيين وهذا ما حدث امس في سجن الدامون ليأتي الرد اليوم من سجن نفحة.
طعن ضابط اسرائيلي
وبدأت القصة باعلان الأسرى الفلسطينية إن ضابطا إسرائيليا يعمل في سجن نفحة تعرض للطعن مساء الاثنين وذلك في أعقاب الهجمة الشرسة والمستمرة على الأسرى والاسيرات خلال الأيام الماضية.
حيث شهد قبل قليل سجن نفحة الاسرائيلي سيئ السمعة طعن ضابط اسرائيلي في حملة للانقام المضاد عقب شن قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة تنكيل بالاسيرات في سجن الدامون.
وأشارت الهئية إلى وجود توتر شديد في كافه السجون وحالة استنفار في صفوف الأسرى، مشددة على أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة.
من جهتها، أكدت تقارير عبرية تعرض أحد ضباط إدارة السجون الإسرائيلية للطعن في سجن نفحة.
وحدات من الجيش الإسرائيلي
وقال موقع صحيفة "معاريف" إن وحدات من الجيش الإسرائيلي في طريقها إلى سجن نفحة، بعد بلاغ عن وقوع حادثة أمنية داخل السجن.
وجاء ذلك بعد وقت وجيز من إعلان مؤسسات الأسرى أن الأسرى الإداريين قرروا مقاطعة المحاكم الخاصة بالاعتقال الإداري بدءا من مطلع الشهر المقبل، بشكل شامل، بدعم وتأييد من الحركة الأسيرة.
وكان أصدر نادي الأسير الفلسطيني بيان حول تعذيب الأسيرات الفلسطينيات في سجن "الدامون" التابع لقوات الاحتلال الاسرائيلي والتعدي عليهن بالضرب المبرح.
التنكيل الممنهج بالأسيرات
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن إدارة سجن "الدامون" الإسرائيلي تمارس منذ أيام التنكيل الممنهج بالأسيرات الفلسطينيات.
وأضاف نادي الأسير في بيان مساء الأحد أنه تم الاعتداء على الأسيرات بالضرب المبرح وسحلهن، وأصيب بعضهن بجروح طفيفة، كما تم عزل ممثلات الأسيرات وهن شروق دويات، ومرح باكير، ومنى قعدان.
وأفاد في البيان بأن الأسيرات واجهن عمليات التنكيل بالطرق على الأبواب، وإرجاع وجبات الطعام، ورفض قوانين السجن.
عمليات قمع
كما أوضح أيضا أن عمليات قمع متكررة جرت بحق الأسيرات، حيث تم قطع الكهرباء عنهن، وخلال عمليات الاعتداء المتكررة تم نزع الحجاب عن رؤوس بعضهن، كما أن إحدى الأسيرات فقدت الوعي خلال عمليات القمع، مشيرا إلى أن إدارة السجن تواصل تهديدهن برش الغاز داخل الغرف.
ولفت نادي الأسير إلى أن عملية التنكيل التي نفذتها إدارة السجن جرت بعد أن رفضت الأسيرات إجراءات جديدة أعلنت عنها الإدارة بحقهن، كما فرضت عقوبات جماعية بحقهن تمثلت بحرمانهن من "الكانتينا" والزيارات، وفرض غرامات مالية.
وحمل نادي الأسير إدارة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مصير الأسيرات، معتبرا ما يجري معهن أنه الأخطر منذ سنوات.
وطالب كافة جهات الاختصاص والمؤسسات الحقوقية الدولية، والصليب الأحمر، بضرورة التدخل العاجل ومعرفة مصير الأسيرات المعزولات.
32 أسيرة في سجون الاحتلال
جدير بالذكر أن عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية بلغ حتى نهاية شهر نوفمبر 2021، 32 أسيرة.
ومع كل هذا القمع جاء الرد على حملة السجن من داخل السجن؛ حيث قرر الاسرى الفلسطينيين القيام بعملية اخذ الثأر من الكيان المحتل عن طريق تدبير عملية طعن لضابط اسرائيلي والتي تمت بنجاح.
ولنتخيل العملية فعلينا ان نعرف ان سجن نفحة واحد من اشرس واشر السجون التى دشنها الاحتلال الاسرائيلي لاغتيال الاقيادات الفلسطينية بداخلة.
ما هو سجن نفحة
سجن نفحة معتقل رهيب يوصف بانه واحد من أشد السجون الإسرائيلية قسوة وقد استحدث هذا السجن خصيصا للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون بغرض عزلهم عن بقية السجون الأخرى ويضم ما يقارب 700 أسير بين أسواره.
تصميم السجن
ويتكون البناء الجديد في سجن نفحة من 3 أقسام يتسع كل قسم منها لنحو 120 معتقلا ويتكون كل قسم من 10 غرف في كل غرفة نحو 10 معتقلين ولا تتجاوز مساحة الغرفة الواحدة 5×3 متر؛ ويوجد بها مرحاض ومغسلة ويبلغ ارتفاع الغرفة نحو 2.5متر، وبها نافذة واحدة للتهوية مساحتها نحو 80×120 سم.
الحياة داخل نفحة
والحياة داخل السجن الاسرائيلي المهيب صعبة جدا حيث يخرج المعتقلون إلى الساحة (الفورة) مرتين في اليوم مرة في الصباح وأخرى في المساء بما مجموعه قرابة 3 ساعات يوما ولا تتجاوز مساحة الفورة 100 متر مربع تحيط بها جدران إسمنتية سميكة يصل ارتفاعها إلى نحو 6 أمتار يعلوها شبك حديدي.
وعلى الرغم من حاجة المعتقلين الماسة للخروج إلى الفورة إلا أن الكثيرين منهم يحجمون عن الخروج بسبب ضيق المساحة المخصصة وعدم إمكانية مزاولة بعض التمارين الرياضية فيها حيث أن أرضيتها ملساء جدا وتؤدي إلى التزحلق.
ويعاني الأسرى فيه من أمراض كثيرة ومزمنة، حيث الإهمال الطبي، علاوة على أن حجز العيادة للعلاج يتطلب مدة شهرين، والمسكنات هي الدواء الوحيد لجميع الأمراض، حيث أن إدارة السجن مصممة على إيذاء الأسرى، وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
أحداث شهدها معتقل نفحة
ومن أشهر الأحداث التي شهدها هذا السجن الإضراب الطويل عن الطعام الذي نفذه الأسرى الفلسطينيون يوم السابع من يوليو عام 1980 وأسفر عن استشهاد اثنين منهم.
معركة الأمعاء الخاوية
والإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بمعركة الأمعاء الخاوية، هي امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح، وهي خطوة نادرًا ما يلجأ إليها الأسرى؛ إذ أنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها المعتقلون لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة – جسدية ونفسية- على الأسرى وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد.
واستشهد جراء الاضراب في نفحة الشهيد راسم حلاوة وعلي الجعفري بتاريخ 24/7/1980 في رسالة موجهة لضمير العالم عن ممارسات الكيان الصهيوني ضد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
لتظل المعركة قائمة بين المحتل الغاشم والابطال من ابناء الشعب الفلسطيني لاجيال واجيال تعلن ان القدس سوف تعود والاحتلال مهما بلغ عدته وعتاده الى زوال.