لماذا يحتكر الإخوان تفسيرات الحرية ويرفضونها لغيرهم؟
لا يعرف الإخوان من الحريات إلا طريقة الوصول إلى السلطة، الصندوق الانتخابي الذي سيحملهم إلى العرش، لكن قيم الديمقراطية والانتخابات وحق الآخر في التعبير عن أفكاره، يجدون لها سلاسل مقيدة، ولديهم تفنن في كيفية ضرب أي فكرة بمقتل بالبحث عن ما يرفضها من الدين والشرع الذي احتكوا أيضا تفسيراته منذ ظهورهم على الساحة في عشرينات القرن الماضي.
اختزال الحريات
وقال محمد الساعد الكاتب والباحث، إن الإخوان تتبع سلوكيات واحدة على امتداد نشاطهم في العالم العربي لأكثر من ثمانين عاما، مردفا: يختزلون الحريات التي يدعون دعمهم لها وبحثهم عنها في قضاياهم فقط، وفي كل ما يخدم أجندتهم ويدعم تمكنهم ويسهل نشاطهم، أما خلاف ذلك فكل من هم خارج صفوفهم علمانيون تارة أو كافرون أو عبيد للسلطان.
وأضاف: لا يسألون أنفسهم كيف يصفون علاقتهم بالمرشد، هل هم عبيد له أم لا؟ هل يستطيعون خلعه أو استبداله كما خُلع مبارك، وبن علي، وعلي صالح، مردفا: يرفضون وضع مرشد من غير الجنسية المصرية ويدعون الديمقراطية.
واستكمل: دفعوا المجتمع السعودي للانشقاق على قضايا اجتماعية بسيطة مثل قيادة السيارة، عمل الفتيات، التحاق الفتيات بكليات الطب والتمريض، وكلها ضخمت لدرجة احتقان المجتمع، وعندما غابوا لم تغب فقط، بل غاب الإرهاب الذي كانت تغذيه أجندتهم ومجندوهم، مضيفا: كانوا بلا شك المحرضين الأساسيين، لهدفين؛ الأول دفع المجتمع للتحارب، والثاني ابتزاز السلطة.
وأوضح الباحث أن تجربة الإخوان مع حسني مبارك مهمة لفهم تركيبة العقل الإخواني ونكرانهم للجميل، بل وانقلابهم على من يعطي لهم مساحة للتحرك، مردفا: لقد كان مبارك الرئيس الوحيد الذي مكن الإخوان من الشارع المصري، فعبد الناصر اكتشفهم مبكرا وقضى عليهم بعدما دفعوه للانقلاب على القصر الملكي، متوقعين أنه سيصبح خادما في معبدهم.
جحود الإخوان
واستكمل: السادات أطلق سراحهم نكاية في عصر عبد الناصر، لكن التنظيم كان قد أطلق الغول الذي في داخله ما أدى لاغتيال السادات نفسه عام 1981، وتابع: الرئيس الأسبق حسني مبارك ظن أن معادلة أسلمة الشارع على أيدي الإخوان وتمكين رجال الأعمال من اقتصاد السوق سيدفع المتطرفين الذين اغتالوا سلفه وأشعلوا نار الإرهاب في مصر في سنوات حكمه الأولى بعيدا عنه.
واختتم: كان يتلقى الولاء والدعم منهم، وكانوا يشحونون الشارع في صمت ويطعنون فيه ويحرضون الغرب عليه في الخفاء، حتى وصلوا إلى السيطرة على نصف مجلس الشعب، وكل المساجد والجمعيات الخيرية، واقتسموا السلطة فعليا، ولم يكتفوا بذلك، لافتا إلى أنهم تنظيم لايعمل إلا لمصالحه وعندما تأتي الفرصة لن يرحم أحدا.