مستشار الرئيس للصحة: مصر حققت ثورة في القطاع الطبي لمواجهة كورونا وإنجازًا كبيرًا في معالجة الدرن
أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقاية، أنه فى إطار مواجهة جائحة كورونا وما سببته من مآس عالميا، فإن مصر حققت ثورة طبية حقيقية لأن التطور الذى حدث فى القطاع الطبى فى مصر والعالم العربى، بمثابة ثورة حقيقية فى هذه المؤسسات.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور محمد عوض تاج الدين اليوم فى افتتاح المؤتمر العربى العشرون "الأساليب الحديثة فى إدارة المستشفيات والنظم الصحية العربية فى ظل الثورة الصناعية الرابعة وتداعيات جائحة كورونا" الذى يعقد لمدة يومين برعاية وزير التعليم العالى والبحث العلمى القائم بأعمال وزير الصحة، وتنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة الصحة العالمية – المكتب الإقليمى لشرق المتوسط، وإمبريال كوليدج لندن.
وقال تاج الدين إن مصر كان لديها عدد كبير من مستشفيات الحميات والصدر، وكانت تعالج أصلا الدرن، ولكن مصر حققت إنجازا كبيرا فى معالجة مرض الدرن، فأهلت هذه المستشفيات وجهزت وأصبحت صالحة تماما لمعالجة حالات كورونا.
وأضاف أن الخبرة المصرية المتراكمة فى تشخيص الفشل التنفسى، وإدخال التنفس الصناعى غير التدخلى ساهمت كثيرا فى تقليل مضاعفات ووفيات كورونا، وأنه تم تحسين شبكات الأكسجين فى كل مستشفيات مصر ولدينا احتياطى استراتيجى من الأكسجين، والأجهزة التى تولد الأكسجين.
ونوه بهاء أبوسيف رئيس هيئة الشراء الموحد والتكنولوجيا الحيوية بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى الكبيرة فى توفير كل الاحتياجات الطبية والصحية للبلاد، وأن الفريق الطبى فى مصر الذى سمى بالجيش الأبيض نفذ جهودا هائلة وأنقذ حياة آلاف المصريين.
وأضاف “لدينا ستة ملايين مهاجر فى مصر يعاملون معاملة المصريين تماما، فى المؤسسات الصحية، ولدينا 150 شركة أدوية مصرية وأجنبية، انتجت كل الأدوية التى نحتاجها، وبدأنا نصنع لقاحات، وهناك لقاح مصرى فى الطريق”.
وأشار إلى أنه فى مصر مثل معظم دول العالم الأعداد المعلنة للمصابين بفيروس كورونا غير الأعداد الحقيقية، وذلك لأن 85 % من حالات فيروس كورونا حالات بسيطة، وكل الأطباء فى مصر لديهم قدرة على علاجها، وأنه منذ الإعلان عن ظهور الفيروس فى الصين قمنا بالاستعداد لمواجهتها، خاصة أننا تعاملنا قبل ذلك مع مرض سارس، وإنفلوانزا الطيور والخنازير، وميرس.
وقال إن مصر تعاملت مع 120 مليون جرعة لقاح، ونهاية هذا الشهر سيكون هناك 40 مليون مصر تلقوا جرعتى لقاحات، داعيا إلى إصدار توصية من المؤتمر بتعزيز التعاون العربى فى مجال مواجهة جائحة كورونا، وأن النظم الصحية على مستوى العالم، واجهت أزمة كبيرة خلال جائحة كورونا ولا زالت تلك النظم تعيد النظر مرة ثانية فى كيفية مواجهة الكوارث والجوائح الصحية، وما يتطلبه ذلك من قدرات بشرية مؤهلة وإمكانيات مادية وتقنيات حديثة.
وأكد أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة فى ضوء الهدف منه والذى يتلخص فى بحث آليات تحقيق نقلة نوعية فى إدارة المنظومة الصحية العربية، وكيفية توظيف التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة فى تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها فى ضوء الدروس المستفادة من جائحة كورونا.
من جانبه، قال الدكتور ناصر الهتلان القحطانى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية رئيس المؤتمر "إننا ندرك جميعا الأزمة التى تعرضت لها الأنظمة الصحية على مستوى العالم مع مطلع عام 2020 نتيجة تداعيات جائحة كورونا، والتى مثلت تحديا كبيرا أمام تلك الأنظمة ومدى قدرتها على التعامل مع تلك الجائحة".
وأضاف "لذلك كان لابد من التفكير فى كيفية إحداث نقلة نوعية فى إدارة المنظومة الصحية سواء فى طريقة التفكير أو أسلوب العمل، أو طريقة تقديم الخدمات الصحية، مع تطبيق منهجية واضحة لتحقيق تلك النقلة تدريجيا، إلى جانب تطبيق الأنظمة الصحية التقليدية.
وأشار إلى أن جائحة كورونا أكدت أهمية توظيف التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ومن بينها الذكاء الاصطناعى، واستخدام الروبوتات، فى تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها فى مواجهة الأزمات الصحية، لتكون نظم صحية مرنة قادرة على الصمود بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، ووضع بروتوكولات ناجحة لمواجهة أية أزمات مماثلة فى المستقبل، بما يسهم فى تحسين الرعاية الصحية الأولية والرعاية السريرية على حد سواء.
وقال إن هذا المؤتمر يهدف إلى بحث آليات تحقيق نقلة نوعية فى إدارة المنظومة الصحية العربية، وكيفية توظيف التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة فى تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها فى ضوء الدروس المستفادة من جائحة كورونا.
وأوضح أن تحقيق هذه النقلة النوعية فى إدارة المنظومة الصحية، واستخدام التقنيات الرقمية تطلب تكاليف كبيرة لتطوير الأنظمة الصحية العربية، ولذا فإنه يتعين دراسة الجوانب الاقتصادية لهما، وكيفية تدبير الدول العربية متوسطة ومنخفضة الدخل الموارد اللازمة لتحقيق هذا التطوير، بالإضافة إلى كيفية تأهيل العنصر البشرى، وتنمية مهاراته وقدراته للتعامل مع التوجهات الجديدة لإدارة المنظومة الصحية واستخدام التقنيات الحديثة، فضلا عن أهمية وجود بنية تحتية مناسبة لاستخدام هذه التقنيات، وهو ما يشكل أيضا تحديا كبيرا للدول العربية- خاصة الدول منخفضة الدخل والأقل نموا.
ولفت إلى أن اللجنة العلمية التى تم تشكيلها لهذا المؤتمر حرصت على استقطاب مجموعة من الخبراء المتميزين، من كافة الدول العربية الشقيقة لتغطية محاور المؤتمر وورش العمل المصاحبة له، وقد أسفرت جهودها عن وضع برنامج علمى متميز يتضمن طرح ومناقشة عشرين بحث علمى وورقة عمل خلال خمس جلسات،بالإضافة إلى ورشتى عمل سيتم عقدهم على مدار يومين لتغطية كافة محاور المؤتمر، وذلك من خلال عدد 30 خبيرا.
وأشار إلى أنه يشارك فى أعمال هذا المؤتمر نخبة متميزة من وزراء الصحة العرب وما يزيد عن 300 مشارك من ثمانية عشر دولة عربية يمثلون القطاع الصحى فى القطاعين الحكومى والخاص.
بدوره، أكد الوزير المفوض سعيد الحاضى مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، بجامعة الدول العربية حرص الجامعة على المشاركة فى الإعداد لهذا المؤتمر، انطلاقا من المسئولية المشتركة نحو الارتقاء بصحة المواطن العربى، حيث يعد هذا المؤتمر دعما كبيرا لرسالة إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية، وترجمة واضحة لأهدافها.
وقال “لقد استوجبت جائحة كورونا التفكير فى تطوير المنظومة الصحية فى الدول العربية وبحث أفضل السبل، والتدابير اللازمة من كافة الجوانب الطبية والإدارية والفنية والتمويلية لبناء نظم صحية عربية قادرة على التعامل مع الجوائح والأزمات الصحية”.
وأوضح “كما أصبحت التقنيات الرقمية وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ومن بينها الذكاء الاصطناعى، واستخدام الروبوتات، لها أهمية كبيرة فى تعزيز النظم الصحية ودعم قدراتها فى مواجهة الأزمات الصحية، لتكون نظم صحية متطورة يمكن لها الاستجابة لتحديات الأزمات والكوارث الصحية من جانب والقدرة على تقديم خدمات صحية متميزة من جانب أخر".
وأضاف "لا يخفى عليكم إن جائحة كورونا، فرضت تحديات على الدول العربية وأنظمتها الصحية تحديدا، وسرعت الجائحة تفعيل المطلب الملح بتعزيز المؤسسات الصحية، مشددا على أنه يجب عدم السماح للجائحة بأن تعطل مسار التقدم الذى حققته الدول العربية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وأشار إلى الصعوبات التى تواجه العديد من الدول العربية فى توفير الخدمات الصحية والنقص الحاد فى الموارد البشرية مع وجود فوارق واضحة بين الدول وداخل الدول نفسها، ناهيك أن بعض الدول تواجه أزمات إنسانية بسبب الأزمات والحروب.
وأكد ضرورة اعتماد تدابير لتطوير حوكمة التنمية الصحية وتعزيز الاستثمارات العامة والخاصة، وزيادة استخدام وسائل التكنولوجيا اللازمة للعلاج وتعزيز الموارد البشرية، وتوفير الأدوية والخدمات الصحية للجميع، وأن العالم العربى أمام تحدى كبير هو الوصول لنسبة تطعيم 70 % من المجتمعات العربية خلال عام 2022، مؤكدا أهمية تبادل الخبرات وتوحيد الإجراءات اللازمة والتعاون الإقليمى فى مجال اللقاحات.
وأشار إلى أن مجلس وزراء الصحة العرب بناء على اقتراح من الأمين العام أصدر قرارا بوضع مشروع الاستراتيجية العربية للحصول على لقاحات كوفيد 19 وضمان توزيعها العادل، وهو المشروع الذى تكلفت وزارة الصحة المصرية بإعداده، وسيعرض على المجلس القادم، مشيرا إلى وجود توجه لتأسيس منصة صحية عربية بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية لتبادل الخبرات وقصص النجاح العربية للتصدى لفيروس كورونا المستجد.
وقال إن مجلس وزراء الصحة العرب دعا إلى تشكيل فريق عمل فنى من الدول العربية لوضع استراتيجية لاعتماد وتوزيع اللقاحات فى الدول العربية، وأنه ينبغى التذكير أن جامعة الدول العربية قبل تفشى الجائحة جعلت من النهوض بالقطاع الصحى أولوية لها، وهو ما ظهر فى العديد من اتفاقيات الشراكة مع العديد من الدول والمنظمات مثل التعاون العربى الصينى فى مجال الصحة، حيث أكد الجانبان على قناعتهما، بتعميق هذا التعاون والتبادل التقنى فيما بين المؤسسات الطبية من خلال إنشاء تحالف عربى صينى فى مجال المستشفيات، وتعزيز التعاون بين الدول العربية والصين فى المجال الصحى.
من جانبه، قال الدكتور أحمد المنظرى مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط إنه قبل الجائحة، كان الضغط فى المنطقة كبيرا على المؤسسات الصحية، وفى العامين الماضيين مع تفشى الجائحة، واجهت المستشفيات والأنظمة الصحية فى الإقليم تحديات كبيرة لمواجهة هذا المرض.
وأوضح إن الوباء أظهر أن هناك حاجة لنقلة نوعية فى أساليب العمل لتطوير وبناء الأنظمة الصحية، والعمل على تقديم خدمات صحية أكثر شمولية،وأنه بعد مرور عامين على الوباء أصبح العاملين فى الخدمات الصحية على مستوى العالم مرهقين وهناك نقص فى الأسرة، وأدى نقص إمدادات الأكسجين وعدم امتثال المجتمعات للإجراءات الصحية لتعزيز الضغط على الأنظمة الصحية.
وأشار إلى أن التطعيم يقلل دخول المستشفيات والوفيات، ولكن هناك عدم عدالة فى توزيع اللقاحات، مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية تعمل على توفير اللقاحات، موكدا أهمية بناء قدرات مديرى المستشفيات وتقديم تدريب مكثف للرعاية والوقاية من العدوى، وكذلك التدريب على مكافحة المعلومات الخاطئة، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن التقنيات المتقدمة والرقمية أصبحت حجر الزاوية فى عالم الصحة فى مرحلة ما بعد الجائحة.