السر في الصدفة.. كيف استطاع الأمن القبض على سفاح الجيزة؟
تزامنا مع محاكمة "قذافي فراج عبد العاطي"، المعروف إعلاميًا بـ "سفاح الجيزة، اليوم الإثنين، في اتهامه بقتل زوجته فاطمة وآخرين عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، ترصد فيتو فيما يلي كيف كانت الصدفة أهم من ١٠٠٠ دليل في كشف لغز تلك القضية.
بداية القضية
البداية كانت في عام 2015 عندما أقنع سفاح الجيزة، صديق طفولته يدعي "المهندس رضا" ويعمل فى إحدى دول الخليج، بعمل توكيل عام له فى مصر حتى يستثمر أمواله فى سلسلة مكتبات، وبعد أن اكتشف رضا نصب صديقه عليه، قرر مواجهته وطالبه بأمواله، فأخبره قذافى أن خلافاتهم يمكن حلها وديا ودعاه لشقته فى بولاق الدكرور لتناول الطعام، إلا أنه قدم له طعاما مسمومًا، ثم دفنه فى شقته في بولاق الدكرور.. ولإبعاد شبهة الجريمة عن نفسه أرسل رسالة إلى أهل القتيل من هاتفه نصها "إلحقونى انا اتقبض على".
الجريمة الثانية
وبعد اكتشاف زوجة قذافى جريمته، قام قذافي بقتلها بالسم أيضًا، ثم خبأ الجثة بشقتهما فى الهرم، ونقلها إلى شقته فى بولاق ودفنها بجوار صديقه.
الجريمة الثالثة
ومع مرور الأيام قرر قذافى خطبة فتاة أخرى، وفى الوقت نفسه وقع فى علاقة غرامية مع أختها التى هددته بفضح علاقتهما معا، ليستخدم نفس الطريقة فى قتلها، ودفنها فى مقبرة شقة بولاق أيضا.
وأقنع قذافي أهله الفتاة أنها هربت مع مخرج إلى دبى لتعمل فى مجال التمثيل، ثم تزوج شقيقتها كما كان مخططًا له، وبعدها انفصل عنها.
انتحال صفة صديقة
جبروت القذافى لم يقف عند هذا الحد بل زور أوراق ثبوتية بشخصية الصديق المقتول وعاش باسمه وأصبح المهندس رضا ثم سافر إلى الاسكندرية لبدء حياته الجديدة، وفتح هناك محل أدوات كهربائية
الجريمة الرابعة
كانت تعمل لدي قذافي سيدة فى المحل، أقنعها بحبه لها، وطلب منها 45 ألف جنيه، وبالفعل منحته المبلغ، وبعد فترة شعرت أنه نصب عليها وطالبته بأموالها، إلا أنه أخبرها أنه أشترى بالمبلغ بضاعة، ويمكنها الحصول على تلك البضاعة إذا جاءت للمخزن، وعندما ذهبت لنيل حقها، قتلها ودفنها أيضا فى نفس مقبرة بولاق.
صدفة خير من ١٠٠٠ دليل
ورغم براعة سفاح الجيزة في ارتكاب الجرائم وعدم ترك أى أدلة خلفه تكشف هويته، إلا أنه سقط بعد سنوات فى قبضة أجهزة الأمن عن طريق المصادفة، فقد تزوج من دكتورة صيدلانية، وبعد فترة دخل فى خلافات معها وطلبت الطلاق فقرر سرقة فيلا والدها وبالفعل سرق منها ذهبا وأموالا وعندما تعقب الأمن السارق بالكاميرات اتضح أنه زوج الابنة، ليتم القبض عليه والحكم بسجنه عام.
فى هذا الوقت كان أهل المهندس رضا يبحثون عنه، وقد ظهر اسمه أخيرًا على ذمة قضية سرقة فى الاسكندرية، وعندما ذهبوا لرؤيته اكتشفوا أنه صديق الطفولة "قذافى"، هو من انتحل اسمه وقتله، ومن هذا الوقت بدأت ملابسات جرائم هذا القاتل المتسلسل تظهر أمام الجميع.