في مثل هذا اليوم من عام 1894.. تادرس المنقبادي يؤسس مشروع صناديق التوفير
في مثل هذا اليوم 20 ديسمبر 1894 نشرت جريدة "الوطن" خبرًا عن تأسيس فرع من بنك التوفير في الفيوم، وحول فكرة إنشاء صناديق التوفير يحكى مؤسسها تادرس المنقبادي، معاون مديرية أسيوط، للجريدة، ويقول:
إنه في ديسمبر عام 1884 أنشئ مشروع يتضمن انتخاب أفراد مضمونين موثوق فيهم لكى يفتح كل منهم في عاصمة كل مديرية مكانا مخصوصا باسم بنك التوفير يدفع فيه جمهور الأهالى والعمال وأمثالهم القروش القليلة التي يقتصدها وتقيد سراكى خصوصية تبدأ من قرش صاغ، وعندما يكملوا 25 قرشا يسلم السيركى بهذه القيمة ويأخذ بدلا منه سهما بقيمة 25 قرشا، وعندما يتم أربعة أسهم أي 100 قرش هنا تحسب له الفائدة 6 فى المائة، أي الأرباح حيث لا فائدة على المبلغ أقل من 100 جنيه.
ضمانات التوفير
يقول المنقبادي: أدخلت على هذا المشروع تحسينات ووضعت له قانونًا جديدًا طبعتها على نفقتى الخاصة، وأخذت على عاتقى منذ عام 1890 تعميم هذا المشروع في سائر عواصم مديريات القطر، فأنشأت بنكا في أسيوط وعهدت بإدارته إلى عياد أفندى بولس من أرباب الأملاك بضمانة سوريال عبد الملك وخير يعقوب فنجح نجاحا عظيما بمساعدة الاعيان وكبار الموظفين والقضاة.
حساب الفائدة
كتب تادرس المنقبادى يقول: وكان من نظام هذا البنك ان اثنين أو ثلاثة من كبار الأعيان في كل مدينة يختارون بمعرفتهم تتوافر فيه شروط الاستقامة، ويتم تعيينهم بموافقتى بصفتى مؤسس المشروع، وأمينا لبنك التوفير في كل بلدة، ويحررون على أنفسهم ضمانة مالية من الأموال التي ترد بعهدته بحيث يكونون مسئولين عنها أمام أصحابها وتحفظ الضمانة عندى بعد تسجيلها وتوضع صورة رسمية منها في البنك وتحسب الفائدة من بداية الشهر التالى للإيداع، ولكل مودع الحق في استرداد مادفعه في أي وقت، وتحسب الفائدة حتى نهاية الشهر السابق للصرف حتى لا يحدث ارتباك في الحسابات.
وقد استغلت أموال تلك البنوك في الاتجار بالمواد الغذائية والمنزلية وغيرها، واستخدمت أرباحها في دفع الفوائد الممستحقة للمودعين، واستمر العمل هكذا حتى عام 1896.
ويضيف تادرس: إننى سحبت 1000 جنيه من أموالى بالبنوك عندما أنشأت جريدة "مصر"، ولما علم أصحاب الأموال اننا سحبنا مبلغ الألف جنيه سحبوا هم أيضا أموالهم تدريجيا فتعطل هذا المشروع الاقتصادى النافع عام 1898، في تلك الأثناء أنشأت مصلحة البوسطة المصرية صناديق التوفير التي أخذ سابا باشا مدير مصلحة البريد نظامها من مشروعنا.