الفنان التونسي ظافر العابدين: لا أعرف سبب رفض عرض فيلم "غدوة" بمهرجان قرطاج | حوار
>> سعيد بالتعاون مع السقا في "العنكبوت".. ولا مسلسلات لي في رمضان
من كرة القدم للفن استطاع الفنان التونسى ظافر العابدين أن يحجز لنفسه مقعدًا بين نجوم الصف الأول، تنوع بين العديد من الأدوار الرومانسية والاجتماعية، والأكشن أيضا كان له نصيب كبير معه.
ظافر كان حاضرًا حضورًا طاغيًا في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي من خلال فيلم "غدوة" الذى حمل رسالة للجمهور، وهى أن: اليوم نعانق أحزاننا و"غدوة" يأتى الفرج.. فهى الرسالة التى تناولها العمل وقدمها الفنان التونسى ظافر العابدين ممثلا ومخرجًا ومنتجًا لأول مرة.
فـ"غدوة" ذلك الفيلم الذى تدور أحداثه عن حالة حبيب الصحية التى تجمع بينه وبين ابنه من زواجه السابق أحمد، الذى يبلغ من العمر 15 عاما، لكن يؤثر الماضى السياسى لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية فى تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.
"فيتو" كان لها حوار مع ظافر العابدين كشف فيه عن خزانة أسراره حول فيلم غدوة التجربة الإخراجية الأولى له وكيف كانت ردود الأفعال حول الفيلم، ولماذا تم استبعاده من مهرجان قرطاج، والعديد من الأسرار الأخرى، وإلى نص الحوار:
*بداية كيف كانت ردود أفعال الجمهور على فيلم غدوة بعد عرضه بالمسابقة السرية لمهرجان القاهرة السينمائى؟
لم أتوقع نهائيًا أن تكون ردود الأفعال على العمل بهذا الشكل، وتلقيت العديد من التهانى بالعمل، بعد عرضه فى المسابقة الرسمية للعمل، وكانت قاعة العرض رفعت شعار كامل العدد، والعمل فى الأساس موجه للجمهور ومن القلب ورد فعل الجمهور أهم شيء وهذا ما أسعدنى فى التجربة بشكل كبير.
*العمل يعد تجربة جديدة لظافر العابدين ماذا عن الصعوبات التى واجهتك به؟
أنا بذلت كل جهدى فى العمل كى يخرج للجمهور فى أفضل صورة، وكنت متحمسا بشكل كبير أن أجعل فكرة العمل تصل للجمهور، وكانت الصعوبة فى أخذ الشوط، ثم مراجعته فى الكاميرا، لكنى استمتعت بكل مرحلة فى الفيلم، فقد كنت متشوقا ومتحمسا للتجربة ككل.
خاصة أننى عملت من قبل كمساعد مخرج وفكرة وجودى وراء الكاميرا موجودة لدى من فترة؛ لأن المخرج هو المتحكم فى كل شيء فى العمل من أول شيء لآخر شيء، فكنت أرغب بشدة فى النظر من منظور آخر للعمل الذى أقدمه، وليس معنى ذلك أننى تفردت بالعمل من حيث الكتابة والإخراج والتمثيل لأكون (وان مان شو) إطلاقا، فأنا أؤمن بروح الفريق، وهو ما تعلمته على مدار سنوات عمرى.
*هل كان لوفاة والدتك تأثير فى العمل؟
وفاة والدتى كان أصعب شيء أثناء التحضير للعمل؛ لأنها توفيت بعد شهر من تصوير العمل، بجانب فيروس كورونا وتأثيره فى العديد من الجوانب الحياتية التى نعيشها.
*هذه المرة الأولى التى تخوض فيها تجربة الإخراج لما قررت ذلك في هذا التوقيت؟
أعتبر فيلم غدوة هو (ابنى البكرى) فى الإخراج، وخاصة لأنه يتناول قضية إنسانية بشكل كبير فى ظروف صعبة بين علاقة ابن بوالده وتغيرات العلاقة والمسئوليات بين الاثنين، والإخراج مسئولية كبيرة جدا تختلف عن التمثيل، خاصة أن المخرج يتحمل مسئولية العمل بالكامل.
*هل فكرة العمل حقيقية؟
فكرة فيلم غدوة مستوحاة من مرض أخى حاتم ومعاناته، لأنه كان مصابا بمرض السرطان، فقررت أنتظر عاما حتى جاء دوره في العلاج بالتأمين الصحى، وهو ما أجهده وتطورت أعراض المرض لديه، فأردت أن أعبر عن المعاناة التى يعيشها التوانسة بكل المستويات، فهى قصة حقيقية أردت أن من خلالها أن يرى الناس الآثار التى عاشها وما زالوا يعيشونها فى ظل نظام لا يقدر على تقديم حل لهم، وظللت أفكر وأفكر فى العديد من القضايا حتى توصلت إلى فكرة الفيلم التى تطرح العديد من القضايا.
*ما الذى حمسك للعمل؟
العمل بشكل عام كبير، وقيامى بكتابته وإخراجه وتمثيله، كان بسبب صعوبة الفكرة، وإننى الوحيد المؤمن بها وبتقديمها، ولدى كل جوانبها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل معين، وكان من الصعب إيصالها لأى مخرج أو مؤلف آخر.
*هل للعمل أي رسالة سياسية يحملها فى أحداثه؟
لم أفكر فى تقديم أي رسالة من وراء الفيلم ولا يحمل أي فكرة سياسية، فالمهم بالنسبة لى هو تقديم فكرة واقعية يصدقها الجمهور وتفاعل معها قبل أي شيء آخر، وكذلك تسليط الضوء على المشكلات التى تواجه المجتمع، وفيلم غدوة هو عمل فنى يحكى عن علاقة أب وابنه، وتدور الأحداث فى يوم ونصف اليوم وخلال ما يتعرضان له يحكى ويرصد ما يحدث فى بلاده، والمجتمع التونسى والظروف التى يمر بها سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فهو فيلم إنسانى أساسه العلاقة الأسرية.
*كيف جاء ترشيح فيلم غدوة للمشاركة فى مهرجان القاهرة؟
لدى علاقة صداقة قوية برئيس مهرجان القاهرة محمد حفظى، وحينما قدمت الفيلم للمهرجان فوجئت باختياره فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولية، وأشعر بالفخر الشديد والشرف للمشاركة فيه، وكنت متوترا جدا وشغوفا لعرض الفيلم للمرة الأولى للجمهور.
*الفيلم يقدم ظافر كممثل بشكل مختلف عن ظافر الذى اعتاد الجمهور أن يراه على الشاشة كيف ترى ذلك؟ وهل كان مقصودا؟
لا إطلاقا، الموضوع لم يكن مقصودا، ولكن السيناريو والفكرة والعمل فرضت عليَّ الظهور بهذا الشكل، واعتمدت بشكل كبير على الانفعالات وتقديم الشخصية بشكل واقعى جدا يصدقه الجمهور، وأنا فى أي عمل أرسم ملامح الشخصية والممثل دائما لا بد أن يغير ويقدم ويلعب كل الشخصيات، وشخصية حبيب فى فيلم غدوة اعتمدت بشكل كبير على لغة الجسد.
*اللهجة التونسية هل وقفت عائقا أمامك فى العمل؟
لهجتى التونسية لا تمثل أي عائق لى فى أي عمل فنى أقدمه، والمهم هو الإحساس ووصوله للناس، ولا بد أن نتفهم العديد من اللهجات والثقافات الأخرى كما هى، فمن المهم أن ترى الواقع كما هو، وتقبل جميع اللهجات والثقافات للفهم والتواصل بين الشعوب.
*وما السبب وراء عدم عرض الفيلم فى مهرجان قرطاج؟
لا أعرف سبب رفض الفيلم فى مهرجان قرطاج، ولكن هناك كواليس لا أستطيع الإفصاح عنها، ولكن فى النهاية الفيلم عرض ووصل للجمهور وفى مهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة السينمائى، وكنت أحلم بالفعل بأن يتم عرضه فى البداية فى مهرجان قرطاج، ولكن قدره أن يكون عرضه الأول فى بلدى الثانى مصر الذى تربطنى به وجمهوره علاقة حب وكان سببا فى انطلاقتى الفنية على مدار سنوات، وله فضل فى مشوارى الفنى، فكان عرض الفيلم فى مصر مهم جدا بالنسبة لى.
*هل انتهيت من تصوير مشاهدك فى فيلم العنكبوت؟
انتهيت من تصوير جميع مشاهدى فى العمل، وأنتظر عرضه بشدة فى موسم أفلام رأس السنة، وسعيد بالتعاون مع نجم بحجم أحمد السقا، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.
*البعض يرى أن ظافر العابدين مقل في الظهور بالسينما، ما السبب؟
لست مقلًّا في الظهور، بالعكس، أنا أحب السينما، وأحب الظهور فيها، ولكننى أحب أن أظهر من خلال عمل مختلف، ولا أقدم شيئا من أجل التواجد فقط، فالمهم أن الحدوتة نفسها تكون مختلفة وجاذبة للجمهور، أما عن فيلم العنكبوت فأنا أنتظر عرضه.
*ماذا عن رمضان 2022 هل هناك عمل درامى؟
حتى الآن لم أتعاقد بشكل رسمى على عمل فنى لرمضان 2022، وحاليا أركز فقط فى الانتهاء من تصوير مسلسل عروس بيروت الجزء الثالث.
*هل كان هناك تفكير أساسى أن يكون مسلسل عروس بيروت على ثلاثة مواسم؟
لم يكن لدينا أي تفكير أن يظل مسلسل عروس بيروت لثلاثة مواسم، ولكن بعد نجاح الجزء الأول قررنا أن نقدم الجزء الثانى من العمل، ومن خلال الجزء الثانى حصدنا نجاحًا كبيرًا، وطلبات الجمهور بتقديم جزء ثالث من العمل، ونصور فى أحداثه حاليًا، وقطعنا شوطا كبيرا فى التصوير، ومن المقرر عرض العمل قريبا، ومتشوق لعرض العمل وردود الأفعال حوله.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"…