الإخوان دونت ميكس.. يطلبون المصالحة ويطلقون فضائيات تحريضية جديدة
لايعرف الإخوان ماذا يريدون، يطلقون يدا للمصالحة مع الأنظمة العربية لم تعد مرغوبة من أغلب البلدان، بعد أن تسببوا في تدمير الديمقراطية الناشئة بالمنطقة، وسفك دماء الكثير من أبناء الأجهزة الأمنية والساسة والمفكرين، ويد آخرى لازالت تدمر التآمر والتحريض وتستعد لإطلاق أبواق جديدة بدلا من التي جرى إيقافها في تركيا.
أزمة أخلاقية
يقول محمد الساعد، الكاتب والباحث أن أزمة تنظيم الإخوان في كل البلاد العربية "أخلاقية" بالأساس، فالجماعة لاتعترف بالأوطان، وتستحسن التآمر لتحقيق أهدافها، وتجند الشباب صغير السن لتحقيق مصالحها.
أضاف: تعمل الآن على إعادة إنتاج ظهيرها الإعلامي الذي توقف في تركيا بسبب رغبة الأخيرة في مصالحة البلدان العربية وإنهاء خلافتها التي اشتعلت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية، بسبب مساندة الجماعة على حساب الدول وشعوبها.
أوضح الساعد أن تنظيم الإخوان يحرك الكثير من الفتن والاضطرابات داخل المنطقة ولازال يهدد الأمن الاجتماعي بالمؤامرات والدسائس التي يهدف من خلالها للعودة للحكم مرة آخرى بأي طريقة كانت.
صراع جبهات الإخوان
كانت الأيام الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وعينت قائما جديدا بأعمال المرشد، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.