تطور عسكري جديد في إثيوبيا بشأن الحرب مع تيجراي
أكدت إثيوبيا، السبت، أن القوات الحكومية استعادت مدنًا عدة من متمردي تيجراي في شمال البلاد، الذي يشهد نزاعا مستمرا منذ أكثر من عام أودى بحياة آلاف الأشخاص.
وتقود حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد "هجوما مضادا" منذ أسابيع لاستعادة أراض من متمردي جبهة تحرير شعب تيجراي التي تقاتلها منذ نوفمبر 2020.
وقالت إدارة خدمة الاتصالات الحكومية، السبت، إن القوات "نجحت في السيطرة بشكل كامل على سانكا وسيرينجا وبلدات ولديا وحارا والكوبيا وروبيت وكوبو".
وقال في بيان نشر على صفحته على فيسبوك إن "قواتنا المتحالفة (...) تلاحق قوات تيجراي التي أفلتت من التدمير وهربت".
ومنذ نهاية أكتوبر أكد كل من الطرفين عن تحقيق تقدم كبير على الأرض، وتغيرت الجهة المسيطرة على بعض المدن مرات عدة.
واستولى المتمردون الأحد الماضي مرة أخرى على مدينة لاليبيلا الرمزية، التي تضم أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) بعد 11 يومًا من إعلان الحكومة أنها استعادت السيطرة عليها.
من ناحية أخري حذرت الأمم المتحدة من موجة عنف طاحنة ترتقي إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إثيوبيا على خلفية النزاع الإثيوبي المستمر منذ 13 شهرا بعد هجوم قوات آبي أحمد على إقليم تيجراي.
أطراف النزاع الإثيوبي
وأكدت الأمم المتحدة اليوم الجمعة، إن جميع الأطراف في النزاع الإثيوبي يرتكبون انتهاكات جسيمة.
واتهمت إثيوبيا من جهتها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، المجتمع في جلسة خاصة لدرس انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد الذي يشهد حربًا، بالتصرف وفق ذهنية "الاستعمار الجديد"، وقال السفير الإثيوبي زينبي كيبيدي خلال النقاشات "التعددية هي من جديد أسيرة عقلية الاستعمار الجديد".
وخلال هذا الاجتماع الذي أتى بطلب من الاتحاد الأوروبي وبدعم من عشرات الدول من بينها الولايات المتحدة، تدرس الدول السبع والأربعون الأعضاء في المجلس اقتراحًا بتسمية محققين سيعملون على رصد انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان خلال هذه الحرب.
وقالت السفيرة السلوفينية انيتا بيبات باسم الاتحاد الأوروبي إن "خطورة وحجم الانتهاكات والفظائع المرتكبة في حق المدنيين من قبل كل الأطراف غير مقبولة، من الملح والضروري إقرار آلية تحقيق دولية مستقلة".
الدول الإفريقية
وفي المقابل، دعمت الدول الإفريقية على لسان ممثل الكاميرون السفير سالومون إهيث، إثيوبيا معتبرة ان آلية كهذه "ستأتي بنتائج عكسية ومن شأنها تأجيج التوتر".
ورأت ندى الناشف نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن "آلية دولية ستكون عنصرًا مهمًا في غياب الجهود الكبيرة من جانب السلطات لتحديد المسؤوليات، في حين تواصل الأمم المتحدة تلقي تقارير موثوقة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتجاوزات ترتكبها جميع الأطراف".
وأكدت أن "خطر تزايد الكراهية والعنف والتمييز مرتفع جدا وقد يتصاعد إلى عنف معمم"، محذرة من أن "هذا الأمر قد تكون له تداعيات كبيرة ليس فقط على ملايين الأشخاص في إثيوبيا بل أيضًا على كل أنحاء المنطقة".
واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر 2021، عندما أرسل رئيس الوزراء أبي احمد الجيش إلى إقليم تيجراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.
تيجراي
ولكن بعد أن تكبد المتمردون خسائر، حققوا انتصارات مفاجئة، واستعادوا السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي بحلول يونيو الماضي قبل التقدم إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.
ودفعت المخاوف من زحف المتمردين على العاصمة أديس أبابا دولًا مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إلى حضّ مواطنيها على مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت، رغم أن حكومة أبي احمد أكدت أن المدينة آمنة، وأسفر النزاع عن سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بمئات الآلاف إلى عتبة المجاعة.
وخلص تحقيق مشترك بين مفوضية الأمم المتحدة والمفوضية الاثيوبية لحقوق الإنسان التي شكلتها الحكومة الإثيوبية في مطلع نوفمبرالجاري، إلى ارتكاب كل الأطراف جرائم يمكن تصنيفها جرائم ضد الإنسانية.
توقيف آلاف الإثيوبيين
وأضافت "في حين أفرج عن بعض الأشخاص الذين أوقفوا في الأسابيع الستة الأخيرة، نقدر بين 5 آلاف و7 آلاف عدد الأشخاص الذين لا يزاولون موقوفين من بينهم 9 موظفين في الأمم المتحدة"، وطالبت المسؤولة الأممية الكبيرة بالسماح لمراقبين مستقلين ولا سيما المفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان بالوصول إلى كل مراكز الاعتقال.