كيف شوه الإسلاميون صورة العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية؟
يشوه الإسلاميون المنطقة العربية لدى كل البلدان الأخرى بسبب إصرارهم على ذم المخالف وإهانته بكل الطرق، ويزعمون في النهاية أنه ليس من عندهم، بل منصوص عليه في الشريعة الإسلامية، وعلى هذه الأسس طبعوا مئات الكتب التي تنشر التطرف والعنف ضد الآخر، سواء في المعتقد السياسي أو العقيدة الدينية، داخل الدين أو خارجه.
الصورة السائدة
يقول أسامة يماني، الكاتب والباحث في شئون التاريخ، الصورة السائدة عن أغلب المجتمعات العربية، أنها بدوية وبدائية قائمة على رعي الإبل والتنقل. وهذه الصورة لا تعكس الواقع، لكنها تم تثبيتها بواسطة الإسلاميين، الذين شوهوا صورة وحضارة المجتمعات العربية في كتبهم ومراجعهم قبل دخول الإسلام إليها، وسعوا إلى إظهار المنطقة في مظهر التخلف باعتبارها مجتعات لا دينية، تسودها الشرك بالله.
ويضيف: ترديد هذه الروايات على نحو مكثف، أقنع الكتاب والفلاسفة الكبار بهذا الانطباع، ولكنه لم يبارح خيالهم في كل مرة يتحدثون فيها عن الثقافة العربية والإسلامية، مردفا: كتب التراث والمستشرقين وكثير من الكتاب والمفكرين، تصور المجتمع العربي على أنه متخلف وجاهلي.
انحراف عن الدين
ويقول محمد الساعد، الكاتب والباحث، إن التيارات الدينية انحرفت عن الدين طوال العقود الماضية، وحاولت دائما الهيمنة عليه واستغلاله لصالحها وإرهاب الخصوم به، بدلا من الخضوع له ولتعاليمه، باعتباره المهيمن على حياة المسلمين دون وجود تيارات إسلامية، أو فصائل تريد الدين وسيلة للوصول إلى الحكم.
ويوضح الساعد أن الإسلاميين من التنظيمات المختلفة، سخروا الدين الإسلامي لخدمتهم منذ ظهورهم في المجال العام للبلدان الإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية في عشرينات القرن الماضي، لهذا استباحوا المحرمات وحرموا المباحات، مردفا: أخطر ما قاموا به هدم أساس الدين الإسلامي، وبسبب تعنتهم زاد الإلحاد بدرجة غير مسبوقة في تاريخ بلدان المنطقة، وأصبح هناك ميلا لإبعاد التشريع الديني عن المرجعية القانونية، خوفا من سيطرة الإسلاميين على الحكم وتحويل البلدان العربية إلى أفغانستان جديدة.
واختتم: انحرف الإسلاميون عن المصالح العليا للأمة واعتمدوا على تكتيكات سياسية شيطانية نتج عنها ملايين الضحايا،لافتا إلى أن هذه التنظيمات وعلى رأسها الإخوان سينضمون قريبًا إلى إخوتهم من الجماعات المارقة في التاريخ الإسلامي الخوارج والقرامطة والحشاشين، الذين تلوثوا بعار الخيانة والخروج عن الجماعة والانحراف عن الدين.