رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن لموسكو: لا مفاوضات منفردة دون الشريك الأوروبي

 جين ساكي المتحدثة
جين ساكي المتحدثة باسم البيت الابيض

اعلنت واشنطن انها لن تتفاوض مع موسكو بشكل منفرد واحادي على خلفية أزمة الحدود الروسية الاوكرانية ودعم الاتحاد الأوروبي لكييف. 

 

البيت الأبيض

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي،  اليوم الجمعة: ”لا مفاوضات حول الأمن الأوروبي بدون حلفائنا وشركائنا الأوروبيين“، تعليقا على المطالب الروسية بشأن منع توسع الحلف الأطلسي شرقا.

 

وقالت ساكي إن الإدارة الأميركية ”اطلعت“ على الاقتراحين اللذين كشفت عنهما موسكو الجمعة والهادفين إلى الحد من النفوذ العسكري الأميركي والأطلسي في محيطها.

 

وأضافت متحدثة إلى الصحافيين في الطائرة التي كانت تقل الرئيس جو بايدن في زيارة قصيرة إلى كارولاينا الجنوبية (جنوب شرق) ”نجحنا على مدى عقود في التفاوض مع روسيا حول مسائل أمنية … ليس هناك ما يمنعنا من مواصلة الأمر، لكننا سنقوم بذلك بالشراكة والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين“.

 

وتابعت: ”لن نساوم إطلاقا على المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي، وخصوصا حق جميع البلدان في أن تقرر مصيرها وسياستها الخارجية بدون أن تخضع لأي نفوذ خارجي“.

 

اقتراحات روسية 

وينص الاقتراحان الروسيان اللذان أطلق عليهما ”معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية“ و“اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء“ في حلف شمال الأطلسي، على حظر أي توسع إضافي للناتو ومنع إقامة قواعد عسكرية أميركية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية.

 

وطرحت روسيا التفاوض ”بدءا من السبت“ مع الولايات المتحدة على الاقتراحين لمنع تصعيد التوتر في أوروبا حيث يتهم الأميركيون والأوروبيون موسكو بالتحضير لشن هجوم عسكري على أوكرانيا.

 

وتشدد الولايات المتحدة منذ أسابيع على تصميمها على التحرك بالتشاور الوثيق مع الأوروبيين، مستبعدة محادثات ثنائية بين موسكو وواشنطن.

 

وكان أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج رفض طلب روسيا باستبعاد انضمام أوكرانيا للحلف في تحدي لتهديدات موسكو النووية برفض توسع الحلف شرقا. 

 

أمين عام الناتو

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في بروكسل في أعقاب اجتماع بينه والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي: "يواصل الناتو عملية التوسع، وقد انضم إليه الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية رغم احتجاجات روسيا".

 

وشدد ستولتنبرج على أن الناتو لن يقدم تنازلات إلى روسيا التي تطالبه بمراجعة الوعد الذي قدمه الحلف في قمته في العاصمة الرومانية بوخارست في أبريل 2008 بمنح أوكرانيا وجورجيا العضوية فيه مستقبلا، مبديا قناعته بأنه ليس لدى موسكو أي حق في اتخاذ قرارات بشأن انضمام دول ذات سيادة مثل أوكرانيا للحلف.

 

وقال: "أما بخصوص إمكانية الانضمام فتعود هذه المسألة فقط إلى دول الناتو الـ30 وأوكرانيا".

 

وأشار الأمين العام للناتو إلى أهمية التعاون بين الحلف وأوكرانيا، وتابع: "لن نساوم على حق أوكرانيا في اختيار طريقها، ولن نساوم على حق الناتو في حماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم، ولن نساوم على حقيقة أن لدى الناتو شراكة مع أوكرانيا".

 

وتابع ستولتنبرج إن روسيا منذ بدء النزاع في جنوب شرقي أوكرانيا عام 2014 "دفعت كييف نحو الناتو واليوم تصعّب الطريق لانضمامها إليه".

 

قمة مدريد 

وأقر الأمين العام بأن المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي من المقرر أن يتبناه الناتو في قمته القادمة في مدريد في يونيو 2022 يخص الشراكة مع أوكرانيا، دون التطرق إلى إمكانية انضمامها له.

 

وأعرب ستولتنبرج عن قناعته بأن الدعم العسكري الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا لا يشكل خطرا على روسيا، مقرا في الوقت نفسه بأن دول الناتو تدرب القوات الأوكرانية وتقدم إليها دعما استشارية وتصدر أسلحة ومعدات عسكرية إليها، بالإضافة إلى إجراء تدريبات مشتركة.

ويأتي ذلك في وقت سلمت فيه روسيا إلى الشركاء الغربيين حزمة من الاقتراحات الرامية إلى وضع نظام ضمانات أمنية ستتيح خفض التوترات العسكرية في أوروبا. 

 

وكان دبلوماسي روسي رفيع حذر من أن موسكو سترد "عسكريا" وتنشر أسلحة نووية تكتيكية إذا لم يتعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإنهاء توسعه شرقا.

الجريدة الرسمية