راهبات وقساوسة ومسلمون.. شارع شبرا يحتضن محتفلي عيد رأس السنة الميلادية|صور
المكان.. شارع الترعة أحد الشوارع المتفرعة من شارع شبرا الرئيسي، أما الزمان فقبل أيام قليلة من حلول عيد رأس السنة الميلادية أو "عيد الكريسماس"، شارع طويل كل ركن به وفوق كل رصيف ثمة مظهر من مظاهر استقبال هذا العيد ورود ملونة وأشجار عيد الميلاد، تمثال لبابا نويل ممسكا بهداياه أو عصاه الذهبية، صغار وكبار وشباب يلتفون حول الزينة منهم من يشتري ومنهم من يلتقط الصور التذكارية فحسب، في مشهد تحتاجه خلفيته لصوت جارة القمر فيروز وهي تقول "صوت ولاد.. تياب جداد وبكرة الحب جديد".
شارع شبرا يجمع طوائف الشعب
مع اقتراب ليلة العيد، يزداد الزحام على محال بيع زينة رأس السنة وأشجار الكريسماس، يبدأ الجميع في التحضير لتلك الليلة التي يودعون بها عام ويستقبلون عام جديد معلقين على أشجار الزينة آمالهم وأحلامهم، وليس المسيحيون فقط هم من نلاحظ تواجدهم أمام هذه المحال سواء الراهبات والقساوسة أو الشباب والصغار، ولكن المسلمين أيضا ينتظرون تلك الأيام، يبحثون عن أشجار الكريسماس وأفرع الزينة في الشوارع، يلتقطون الصور إلى جوارها.
وتملأ السعادة الأجواء، تجد الأم إلى جوار ابنتها وخلفهما شجرة الكريسماس العملاقة، يبعث كل لون وضوء بها على سعادة وبهجة وأمل في عام جديد يزيح ما قد خلفه العام الماضي في نفوس البعض، في ظل جائحة فرقت الجماعات وأبعدت المقربين عن بعضهما، ولكن مازال لعيد الميلاد المجيد مذاقه الخاص في حي شبرا مصر.
ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد الكريسماس، وذلك بدءا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الجريجورى واليوليانى، غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يوما يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير، وهو الاحتفال الذي أصبح يسمى بالكريسماس، وارتبط برأس السنة الميلادية.
الكريسماس
الكريسماس (بالإنجليزية Christmas) هو عيد يحتفل فيه المسيحيون بعيد ميلاد يسوع المسيح، وتتمثّل مظاهر الاحتفال بالكريسماس فى تبادل التهاني وتقديم الهدايا وظهور "بابا نويل" الذى يُطلق عليه "سانتا كلوز" فى بعض الدول، إلى جانب تزيين شجرة عيد الميلاد، وإعداد عشاء بهذ المناسبة.
وكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول هو Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب للمسيح، والمقطع الثانى هو mas مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد)
شجرة عيد الميلاد
ومن بين أبرز مظاهر الاحتفال بالكريسماس تأتى "شجرة عيد الميلاد"، حيث تزين تلك الشجرة الخضراء داخل البيت، لتعبر عن رمز الحياة والنور ويتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس.
بعض الروايات تقول أن بداية فكرة "شجرة عيد الميلاد" إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
وفي رواية أخرى، بدأ تقليد شجرة الكريسماس في بريطانيا في العهد الفيكتوري، أي الوقت الذي اعتلت فيه الملكة فيكتوريا العرش بين عامي 1837 و1901، وكانت الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت من أكبر عشاق شجرة الكريسماس.
الفراعنة والرومان
ولكن في الواقع يضرب هذا التقليد بجذوره في الزمن لأبعد من ذلك بكثير، فقبل المسيحية بوقت طويل والأشجار دائمة الخضرة لها معنى خاص للناس في الشتاء، وفي كثير من البلدان كان يعتقد أن الخضرة الدائمة تطرد الأشباح والسحر الأسود والأرواح الشريرة والمرض.
وفي مصر القديمة عبد المصريون الإله رع ولديه رأس الصقر ويرتدي الشمس كرمز في تاجه، وكان المصريون القدماء يرون في الانقلاب الشمسي بداية تعافي رع من مرضه، فكانوا ينصبون نخيلا أخضر في بيوتهم رمزا لانتصار الحياة على الموت.
وكان الرومان يحتفون بالانقلاب الشمسي باحتفال أطلقوا عليه ساتورناليا تكريما لساتورن إله الزراعة، فقد علم الرومان أن الانقلاب الشمسي يعني ازدهار الزراعة قريبا، وابتهاجا بالمناسبة كانوا يزينون بيوتهم ومعابدهم بأشجار دائمة الخضرة.
بعد المسيحية
وبعد المسيحية ظهر هذا التقليد أولا في ألمانيا وانتقل إلى بريطانيا في عهد الملك جورج الثالث في الوقت الذي ولد فيه الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا.
فقد كانت زوجة الملك جورج ألمانية تدعى شارلوت والتي اعتادت على تزيين شجرة لأسرتها في أواخر القرن الثامن عشر، ويقال أن الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت هما أول من جعل شجرة الكريسماس تحظى بهذه الشعبية لذلك يعتقد الكثيرون أن التقليد ولد في عهدها.
بينما كان أول ظهور لشجرة الكريسماس بالمعني الحرفي في أمريكا في بنسلفانيا عام 1747 على أيدي مستوطنين ألمان.